فاعلية التداخل الأجناسي في الخطاب القصصي
صدر للناقد الدكتور جاسم خلف الياس عن منشورات دار ماشكي للطباعة في مدينة الموصل بالعراق، دراسة في الخطاب القصصي تحت عنوان "فاعلية التداخل الأجناسي في الخطاب القصصي".
وتضمن الكتاب عددا من الدراسات التطبيقية لكتابات عدد من القاصين الذين ينتمون لأجيال أدبية شتى.
واختار الكاتب أن يتكلم عن التداخل الأجناسي في القصة القصيرة من خلال تداخل الشعري بالسردي، والتشكيلي بالسردي، والسينمائي بالسردي، والمسرحي بالسردي.
وذكر الدكتور جاسم في تقديمه لكتابه، أن التداخل الاجناسي أثر كثيرا في التحولات التي تمظهرت في المشهد القصصي بشكل واضح، موضحا أن التداخل بعموم اشتغالات المشهد القصصي في الفضاء النصي فعل قصدي يتوخى مسوّغات واعية لاجتراح نصي ينفتح على الأنواع الأدبية والفنية بمختلف أنواعها وأساليبها وأنماطها وصيغها وتقاناتها.
لافتاً إلى أنه ومنذ أن تنوعت الكتابة القصصية ومارس كتابها التجريب في ستينيات القرن الماضي، وما رافق ذلك من تمرد على الثابت والمألوف، مروراً بكتابات الأجيال التي تلت العقد الستيني وصولاً إلى الراهن القصصي، وجد الناقد أن النص القصصي وإن تداخل مع أي نوع أدبي أو فني لايتبنى اشتراطات ذلك النوع، وإنما يفيد منها، من اجل إثراء النص الجديد.
مضيفا أن التداخل الشعري السردي يتسيّد هذا الفضاء وعدّه من المهارات العالية التي تأخذ القارىء إلى منطقة التشويش النوعي لاسيما في النص المفتوح وقصيدة النثر والقصة القصيرة جدا.
واعتبر الناقد أن القصة القصيرة ذات نشاط لغوي يقدم المؤلف بوساطته رؤيته للعالم الذي يعيش فيه من خلال خلق هذا العالم كما يتصوره أو يتخيل أن يراه.
الناقد تحدث في دراسته عن التداخل التشكيلي وتحولات القص متخذاً من كتابات القاص أنور عبدالعزيز في مجموعته القصصية "طائر الماء" أنموذجاً
واختار الناقد بعض الكتابات لعدد من الأدباء العراقيين الذين ينتمون لأجيال أدبية مختلفة، أمثال: أنور عبدالعزيز، بيات مرعي، رحاب حسين، هيثم بهنام بردى، محمود جنداري، جمال نوري، حميد ركاطة، وسعدي المالح.
واختار الناقد الدكتور جاسم أن يجيب في دراسته عن تساؤلات نقدية طرحها في تقديمه لكتابه بالقول: "هل تتحدد وظيفة النقد الحداثي أو ما بعد الحداثي في الكشف عن الأيديولوجيا المتواجدة داخل بنية النص؟ أي كشف المستتر أو المضمر؟ وإذا كان القاص يمتلك قدرات يوظفها في صياغة تجربته الفنية فهل على الناقد الإفادة من هذه القدرات في توهج تلك التجربة؟ وهل تعد هذه المغامرة تحليلا شخصانيا يقود حتما إلى البحث عن المعايير الموضوعية التي يعتمد عليها الناقد في تحليل وتأويل النصوص؟ ولنفترض أن النقد كذلك فهل نبقى سلبيين ولا نشكك بالنقد الذي يعتمد المعايير بوصفها نماذج شخصية ومثالية تنتسب اليها أحكام القيم؟".
وتحدث الناقد في دراسته عن التداخل التشكيلي وتحولات القص متخذاً من كتابات القاص أنور عبدالعزيز في مجموعته القصصية "طائر الماء" أنموذجاً. وفي مسرحة القص وتحولاته عرج على كتاب "ما أتلفته الرفوف" للقاص بيات مرعي كأنموذج إجرائي. فيما كان حصة التداخل السردي / الشعري من نصيب الشاعرة رحاب حسين في كتابها "وحي ذاكرة الليل". وفي السينما وتحولات القص اختار قصة "الحكاية" للقاص هيثم بهنام بردى. وعن فاعلية التداخل وهتك التجنيس/ وما وراء القص التاريخي وما وراء القص الأسطوري اختار المجموعة القصصية "مصاطب الآلهة" للقاص محمود جنداري أنموذجا.
وفي موضوع مفارقة الموقف في القصة القصيرة، عرج على المجموعة القصصية "ظلال نائية" للقاص جمال نوري. وفي شعرية القص وغواية الحكي اختار المجموعة القصصية "ذكريات عصفورة" للقاص حميد ركاطة. فيما اتخذ من القاص سعدي المالح ومجموعته القصصية "مدن وحقائب" أنموذجا في موضوع غوايات الترميز في القصة القصيرة.
والدكتور جاسم خلف الياس شاعر وناقد أدبي، تدريسي في جامعة الموصل، وعضو اتحاد أدباء وكتاب العراق، له عدة اصدارات شعرية ونقدية.