قلائد الكلمة تصنعها "ذاكرة نجمة"

الإعلامية هند أحمد تجولت عبر صفحات الزمن العراقي، وعانقت كلماتها نهري دجلة والفرات.
أبحر معكم في ساحة الإبداع، وقد حولت كلماتي إلى قلائد وأسوار ترتديها معشر النساء
نجمة سرمدية يتلألأ سطوعها بين أنجم العراق من بنات حواء

كثيرا ما تعشق المرأة الحياة، وتجد في الشعر واحتها التي تسرح فيها مخيلتها وتتدفق مشاعرها كأي امرأة أو صبية عاشقة، من الله عليها بفضائله من جمال الطلعة والروح، لتقول لبني آدم، إن محاولات وأد البنات قد عفى عليها الزمن، وها هي (حواء) عندما تحولت إلى (أميرة)، يدور في فلكها الكثيرون، البعض تصرعهم وآخرون يعانون من مرارة الخذلان، لأنهم في ريعان شبابهم ربما لم يظفروا بحب فتاة جميلة، تحقق أحلامهم، والذنب في هذه الحالة لا يقع ربما على الفتاة بعينها، بل لأن عاشقها لم يكن كما تصورت عنه في قصص الخيال، في وقت ترى آخريات ممن دخلن إسطورة العشق ولبسن أساور وقلائد الكلمة العذبة الرشيقة القوام، أنهن من حقهن ان يحلمن بـ "فارس الأحلام" ممن يرتقي إلى مخيلتهن، ومن يحقق لهن مبتغاهن في أن تتحول المرأة إلى "سلطانة".
فقد تجد في مملكة صياغة الكلمة وإعادة إنتاجها، وصقلها بالحروف والمشاعر والآهات والرغبات والأماني، لتتدفق شعرا، معطرا بأريج المحبة، فرصة أن ينطلق عالمها إلى حيث الخيال الرحب، الذي يسرح ويمرح في مخيلتها، وإذا بتلك القريحة وقد أبدعت عسلا من عبير الورد، وقد حولت مرارة الحياة إلى سكر ورحيق طيب المذاق!
إنها الإعلامية هند أحمد، التي تجولت عبر صفحات الزمن العراقي، حين عانقت كلماتها نهري دجلة والفرات وتغزلت بعطر الزهور التي فاحت في ربيعها المزهر، وقلب حمل كل أيقونات المشاعر الفياضة، وهي التي سكنت في بيت وهبه الله من ملكة الإبداع في مختلف ميادين الثقافة والأدب وعالم الرواية، حتى صقلت موهبتها، واستطاعت أن تلج عالم الشعر لتجد فيه مبتغاها إلى حيث السمو الروحي، فكان سفرها الأخير "ذاكرة نجمة"، وهو الوليد الآخر، الذي ينضم إلى قافلة عائلتها، لتفتخر به بين بني جنسها من بنات حواء، ومع من يمتهنون الشعر من الرجال، لتضيف من خلال كتاب نصفي صدر مؤخرا ومع بدايات العام الجيد 2019 عن دار "فضاءات الفن"، بـ 180 صفحة، بغلاف أنيق وجميل، وتخطيطات داعبت تلك القصائد، وعبرت عن مضامينها. 

ديوان شعر عراقي
قلائد الكلمة العذبة 

وهي تضع هذا الإصدار بين أيدي النخب العراقية المثقفة لتقول: ها أنذا  أبحر معكم في ساحة الإبداع، وقد حولت كلماتي إلى قلائد وأسوار ترتديها معشر النساء، وتستطيب بها قلوب الرجال، حين تتوشح بالمحبة وعطر الخيال الخصب والإحساس المرهف، لتكون عصارة هذا الإنجاز الشعري الوليد كتاب "ذاكرة نجمة". أجل إنها نجمة سرمدية يتلألأ سطوعها بين أنجم العراق من بنات حواء، لتضيف إلى سفرهن ما يعلن شأنهن ويرفعن قاماتهن إلى السماء، فخرا بالمولود الجديد للإعلامية هند أحمد. وهي التي راحت مخيلتها تداعب مشاعرها وتطير في الآفاق، وكم تمنت لو أن الطيور المهاجرة عادت إلى أوطانها، فالوطن بالنسبة لها الملاذ الآمن الوحيد الذي يحقق لها سعادتها وحلمها بأن تجد نفسها (أميرة) تصنع المستحيل وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه!
الإعلامية أم تميم (هند أحمد)، ذات تاريخ عريق في مجال التقديم التلفزيوني، وبخاصة لعالم الأطفال الذين كبروا، وهم يتذكرون كيف كانت تداعب مشاعرهم ومخيلتهم وتغمرهم بالحب والحنان، وهم الآن رجال، يغترفون من نبع المحبة العراقي، ما يعلي شأنهم، برغم كل آهات الزمن الأغبر، الذي لم يحقق ربما لكثيرين منهم مبتغاهم في أن يحققوا أحلامهم في الحياة!