كلية الفنون الجميلة ببغداد تزيح الستار عن'أيام المسرح الاستعادي'

التظاهرة تأتي بمناسبة الاحتفال بيوم المسرح العالمي تحت شعار 'نستعيد الحلم الضوئي..لنضيء الحياة' وتضمن فعاليات عدة تماهت مع فرحة هذا اليوم بكل ما ينطوي عليه من وفاء وعرفان بجهود صناع المسرح من أساتذة ومخرجين في قسم الفنون المسرحية بالجامعة.
د. صلاح القصب: المسرح كان نداءً معمقاً للمجد الإنساني، لثقافة متحررة من الخوف
د. مضاد عجيل الأسدي: المهرجان ذو أبعاد تربوية وأكاديمية واتصالية
د. رياض موسى سكران : المهرجان وفاء لجيل من الأساتذة اأسهموا في صياغة الوعي الفني
د. جبار خماط : المسرح الاستعادي فكرة نبيلة تليق بالمسرح العراقي

بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي يحتفل به جميع المسرحيين  في أرجاء المعمورة في السابع والعشرين من مارس/آذار من كل عام، أقام قسم الفنون المسرحية في  كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد مهرجان "أيام المسرح الاستعادي" الذي إنطلق الساعة الثانية عشرة ظهر  الأحد  في رحاب مسرح الرواد الكائن في مبنى قسم الفنون المسرحية في الكلية ذاتها وسط حضور غفير لاساتذة وطلبة الكلية والمعنيين بفن المسرح، وتضمن فعاليات عدة تماهت مع فرحة هذا اليوم بكل ما ينطوي عليه من وفاء وعرفان بجهود صناع المسرح من أساتذة ومخرجي المسرح في قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة.

وابتدأ حفل افتتاح المهرجان الذي أداره بنجاح المخرج المسرحي سنان العزاوي، بكلمة عميد كلية الفنون الجميلة ورئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان الدكتور مضاد عجيل الأسدي وأعقبته كلمة المخرج المسرحي الكبير الدكتور صلاح القصب، ومن ثم تم تكريم خمسة وعشرين أساذاً وفناناً مسرحياً تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم ومنجزاتهم المسرحية المتنوعة. كما شهد حفل الافتتاح تقديم مشهد استعادي بإدارة د. فرحان عمران وتمثيل مجموعة رائعة من طلبة قسم الفنون المسرحية، من مسرحية "حفلة الماس" التي سبق أن أخرجها "عراب مسرح الصورة" الدكتور صلاح القصب عام 1990، عن نص الكاتب الدكتور خزعل الماجدي، وسينوغرافيا : الفنان كريم رشيد، ولعب أدوارها الفنانون: مقداد عبد الرضا، وهيثم عبد الرزاق، وآزادوهي ساموئيل، وعواطف نعيم، وإقبال نعيم، وخالد علي، ورضا ذياب، وتناقش موضوع الخلاص من الحروب والتعسف وأحابيل السياسة، والخلاص من المنفى الذي يمثل علامة للملل والروتين، وأختتم بتقديم احتفاء وإضاءة شاملة لتجربة عراب مسرح الصورة المخرج المسرحي  الدكتور صلاح القصب، الذي اعتمد في رؤاه الإخراجية المغايرة والمثيرة للجدل "الصورة المجسدة بالتشكيل الحركي والسينوغرافيا والفضاء المسرحي والتعبير الجسدي في توصيل الفعل المسرحي لتصبح الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة في تجسيد الصورة المسرحية جمالياً".

وكان الأساتذة والفنانون المكرمون  بهذه المناسبة الإبداعية الكبيرة هم: د. صلاح القصب، د. نجم عبد حيدر، د. عقيل مهدي، د. رياض شهيد، د. قاسم مؤنس، د. شذى سالم، د. سها سالم، د. جبار خماط، د. حسين علي هارف، د. فرحان العمران، د. كاظم العمران، د. عماد هادي، د. عبلة عباس، د. مظفر الطيب، د. محمود جباري، د. خالد أحمد مصطفى، د. عقيل عبد علي، د. ياسين اسماعيل، د. زهير كاظم، إضافة الى الفنانين: مقداد عبد الرضا، د. عواطف نعيم، د. إقبال نعيم ، د. هيثم عبد الرزاق.

وفي لقاء مع عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد الدكتور مضاد عجيل الأسدي تحدث عن فكرة مهرجان "أيام المسرح الاستعادي" قائلاً: "جاءتني الفكرة من وحي ما يسمى بالثقافة التشكيلية بالمعرض الاستعادي، لذلك قررت أن أوظف هذا الموضوع بالمسرح" .

وأكد الدكتور مضاد عجيل الأسدي : "أنا صاحب الإمتياز الأول لهذه الفكرة ذات الأبعاد التربوية والأكاديمية والاتصالية بين الأمس واليوم.. بين الماضي والحاضر.. بين جيلين أو بين  أجيال عدة عبر تقديم سلسلة مشاهد استعادية من عروض  مسرحية  من أساتذة المسرح الكبار في الكلية".

وأوضح الدكتور مضاد عجيل الأسدي: "تم تكليف مجموعة من الأساتذة بالإشراف على تقديم هذه المشاهد والعروض بمعية مجاميع من الطلبة وتم اختيار العروض المسرحية لابرز هؤلاء الرواد الذين أغنوا الحركة المسرحية بتجارب متميزة ومختلفة".

ومن المقرر أن تشهد أيام مهرجان المسرح الاستعادي المقبلة تقديم مشاهد استعادية لأعمال نخبة من اساتذة المسرح في كلية الفنون الجميلة، من بينهم: سامي عبد الحميد، وبدري حسون فريد، وعقيل مهدي، وفاضل خليل، وعوني كرومي، وعادل كريم، وأساتذة آخرين أثروا المشهد المسرحي الأكاديمي علمياً وجمالياً..مع تسليط الضوء والاحتفاء بتجربة كل واحد منهم يساهم فيها نخبة من أبرز نقاد المسرح العراقي.

من جانبه قال الدكتور رياض موسى سكران عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان :"تسعى كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد لتكريس ثقافة الوفاء والانتماء عبر مختلف المشاريع الفنية والعلمية التي أقامتها الكلية مؤخراً.. ومن بين هذه الأنشطة والبرامج يأتي الاحتفاء بأساتذة الكلية الرواد والمؤسسين وتكريمهم، وذلك عبر تقديم مشاهد لمسرحياتهم التي شكلت علامات مضيئة في ذاكرة المسرح الأكاديمي العراقي ضمن مسمى (أيام المسرح الاستعادي)، حيث تقدم مشاهد من عروض راسخة ومؤثرة في حركة وذاكرة المشهد المسرحي الأكاديمي من خلال أعمال المخرجين من أساتذة كلية الفنون الجميلة، الذين قدمت أعمالهم ضمن مسيرتها الإبداعية".

أضاف الدكتور رياض موسى سكران "وتقام هذه الأيام تحت شعار نستعيد الحلم الضوئي..لنضيء الحياة.. وهو شعار يختزل هدف وفلسفة المهرجان، فضلاً عن دلالاته العميقة التي تحيل الى ذلك العمق الوجداني للمسرح الأكاديمي، من خلال العرض المسرحي الخالد 'الحلم الضوئي' للمخرج الرائد الدكتور صلاح القصب، فضلاً عن أعمال: سامي عبد الحميد، وبدري حسون فريد، وعقيل مهدي، وفاضل خليل، وعوني كرومي، وعادل كريم، وأساتذة آخرين أثروا المشهد المسرحي الأكاديمي علمياً وجمالياً.."

أوضح الدكتور رياض موسى سكران "وسيشرف بعض  تدريسيي الكلية على استعادة مشهد من مشاهد العروض لكبار مخرجينا المسرحيين من أساتذة المسرح إضافة الى 'حفلة الماس' لصلاح القصب/ المشرف د.فرحان عمران، سيكون هناك 'كلكامش' لسامي عبد الحميد/ المشرف د.حسين علي هارف، 'إنسوا هيروسترات' لفاضل خليل/ المشرف د.جبار خماط، 'علي الوردي وغريمه' لعقيل مهدي/ المشرف د.خالد احمد مصطفى، 'ردهة رقم ٦' لبدري حسون فريد/ المشرف د.ياسين اسماعيل،  'ميديا لعادل' كريم/ المشرف د.سعد عبد الكريم.. ويقوم كل من الدكتور رياض موسى سكران، والدكتورة سافرة ناجي، والدكتور ثائر بهاء، بمهام الدراماتورج للمشاهد التي يتم تقديمها ضمن هذه الأيام".

وأكد "إن هذه التجربة الجديدة على مستوى المهرجانات المسرحية، تجربة (المسرح الاستعادي)، تعد تأكيداً لرسالة الوفاء لجيل من الأساتذة الذين تفانوا وقدموا جهودهم لسنوات طويلة، في صياغة الوعي الفني والجمالي لطلبة المسرح في كلية الفنون الجميلة العريقة".

وعبر الدكتور جبار خماط عن انطباعه حول المهرجان قائلاً "مهرجان المسرح الاستعادي أجده فكرة مدهشة، في  التواصل النبيل مع عروض أساتذتنا الذين علمونا المسرح وفنونه، وكانت باكورة نتاجاته، مشهد استعادي لمسرحية (حفلة الماس) التي سبق أن أخرجها د. صلاح القصب، ومن تمثيل الفنانين مقداد عبد الرضا ، وهيثم عبد الرزاق وآزادوهي صاموئيل وإقبال نعيم وخالد علي، بإدارة د. فرحان عمران وتمثيل مجموعة رائعة من طلبة قسم الفنون المسرحية وقد ذكرني بالعرض المسرحي الأصل في تسعينيات القرن الماضي".

وتساءل الكتور جبار خماط : "أشاهد وأقول في نفسي، ماذا ستكون ردة فعل د. صلاح القصب، حين يشاهد، عرض مسرحيته (حفلة الماس ) بطاقات شبابية من طلبتنا أبدعوا في استعادة تفاصيله ؟! مؤكد سيخالطه شعور بالسعادة والفخر، لأن طلبته تواصلوا مع منجزه الإبداعي، وأعادوا له الحياة تارة أخرى، قطعاً الأمر ليس هيناً، لكنه ليس مستحيلاً بوجود طاقات إبداعية واعدة وإرادة عالية على التنفيذ، أقول لكم لقد نجحتم  باستعادة  عرض مسرحي  بكل تفاصيله".

الجدير بالذكر أن اليوم العالمي للمسرح (World Theatre Day)‏ تمت المبادرة به من قبل المعهد الدولي للمسرح عام 1961 أثناء المؤتمر العالمي للمعهد الدولي للمسرح في فيينا، ويحتفل به العالم يوم 27 آذار/مارس من كل عام، حيث تقام جملة من الأنشطة والاحتفاليات الخاصة بهذه المناسبة التي جرى العرف أن يتم فيها اختيار شخصية إبداعية ومسرحية لكتابة كلمة خاصة بهذه المناسبة تترجم إلى أكثر من 20 لغة وتلقى في اليوم ذاته، ويتم تعميمها على جميع المؤسسات المسرحية في العالم.

ويعد هذا التاريخ هو تاريخ افتتاح مسرح الأمم في عام 1962 ميلادي، وذلك كان في موسم المسرح في باريس الفرنسية وكان يحمل أسم مسرح سارة برنار، وكان هناك أفكار وتقاليد ثقافية خاصة بالاحتفال بهذا اليوم، حيث يتم عادة تقديم عروض مسرحية عالمية في مختلف المسارح العالمية، حيث يوجد ما يقرب من 100 فرع خاص بالمعهد الدولي للمسرح في أنحاء العالم، ويعد المؤسس الأصلي للمعهد الدولي للمسرح منظمة اليونسكو بالتعاون مع شخصيات مسرحية مشهورة، وقد تم هذا في عام 1948، وفي هذا العام كتب المخرج الكوبي كارلوس سيلدران أستاذ بالمسرح بجامعة هافانا والدراماتورج، رسالة اليوم العالمي للمسرح وقد ترجمها المخرج والكاتب سفيان عطية وهو مدير مسرح بالجزائر.

والسبب الوحيد لاختيار اليوم العالمي للمسرح هو تعزيز المسرح في العالم ودوره في المجتمع، كما أن هذا اليوم يعد تكريماً وتقديراً لفن المسرح بشكل عام في كل أنحاء العالم، مما يساعد على زيادة الوعي والمعرفة بقيمة المسرح، تقوية الاستمتاع به.

وكتب رسالة اليوم العالمي للمسرح للعام الحالي 2022، المخرج الأميركي  بيتر سيلرز، وقامت بترجمتها حصة الفلاسي  مركز الإمارات للهيئة الدولية للمسرح  الفجيرة.