كورونا والتواصل الفعال بشأن المخاطر

يساعد التواصل المبكر بالمعلومات على الحد من الإشاعات والتضليل.

تخلق التهديدات الخطيرة على الصحة العامة، مثل فيروس كورونا المستجد (COVID-19) أو غيرها من تفشي الأمراض المعدية، العديد من الضغوطات النفسية، التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من رفاهية المجتمع.
ولعل أحد أهم التدخلات وأكثرها فعالية في إستجابة الصحة العامة لأي حدث هو التواصل الفعال بشكل إستباقي بشأن المخاطر، مع ما هو معروف، وما هو غير معروف، بهدف إنقاذ الأرواح وتقليل العواقب السلبية.

وتنطوي معظم قضايا المخاطر على عاملين: الخطر المادي نفسه، ورد فعل الجمهور عليه. ويمكن أن يمثل القلق المرتفع للجمهور خطراً أكبر من الخطر المادي نفسه، كما أن المستوى المنخفض للقلق يمثل أيضاً مخاطر صحية كبيرة.

لهذا يعد التواصل الفعال بشأن المخاطر أداة مهمة لسد الفجوة بين الأشخاص العاديين والخبراء، ومساعدة الجميع على اتخاذ خيارات أكثر إستنارة.

والتواصل الفعال يساعد على الفهم وتوجيه الجمهور ووسائل الإعلام ومقدمي الرعاية الصحية للإستجابة الصحيحة والإمتثال لتوصيات الصحة العامة بشأن فيروس كورونا المستجد.

والتواصل بشأن المخاطر علم له أصوله وقواعده وأدواته التي تعزز من قدرة أفراد المجتمع على إدارة الضغوط والتوترات الناجمة عن التهديدات الخطيرة على الصحة العامة. ويعد الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة الفعالة للمجتمع من المكونات الحاسمة للإستجابة لأي تفشي للأمراض المعدية.

والتواصل الفعال يجب أن مبكراً ومتعاطفاً ودقيقاً. ففي حالة فيروس كورونا المستجد، يساعد التواصل المبكر بالمعلومات على الحد من الإشاعات والتضليل، الذي يمكن أن يسهم في الإرتباك والخوف. كما أن التواصل المتعاطف يبث الأمل والطمأنينة، ويقوي الأفراد ويقلل الإضطرابات النفسية. كما أن التواصل الدقيق يوفر الحقائق حول الأوضاع الحالية للفيروس وما يتم فعله لحلها.

بإستخدام التواصل الفعال والمستمر بِشأن مخاطر الفيروس، يمكن إعداد أفراد المجتمع بشكل أفضل لتبني سلوكيات صحية، من خلال توفير معلومات التثقيف الصحي الدقيقة والتي يتم تحديثها، وذلك في الوقت المناسب، بالإضافة إلى القرارات أو الإجراءات أو السياسات التي تهدف إلى إدارة المخاطر، وتحسين الإستجابات والممارسات السلوكية الصحيحة لأفراد المجتمع.

التواصل الفعال بشأن المخاطر يبني الثقة ويشجع على التعاون، ويقلل من التوتر والقلق، ويحفز على ممارسة السلوكيات الوقائية المناسبة دون غرس الخوف غير المناسب، ويسمح لأفراد المجتمع بالتركيز بشكل أفضل على أداء أدوارهم المطلوب.

ويبقى السؤال المطروح: هل إستطاعت الرسائل الإعلامية العربية أن تتواصل بفعالية بشأن فيروس كورونا؟