لجنة الإصلاح السياسي في الأردن بحاجة الى إصلاح مع تكاثر الاستقالات

الرفاعي ينتقد استقالة عضو اعترض على صياغات قانوني الانتخابات والاحزاب في ثالث انسحاب من اللجنة الملكية منذ تشكيلها قبل حوالي شهرين.
رئيس اللجنة الملكية: البراري لم يشارك سوى في ثلاث جلسات من أصل ٢٩

عمان – وجه رئيس لجنة الاصلاح السياسي في الاردن سمير الرفاعي الثلاثاء انتقادات لعضو استقال اعتراضا على صياغات مقترحة لقانوني الانتخاب والاحزاب تعمل عليها اللجنة التي تشكلت بقرار ملكي قبل حوالي شهرين.
وهذه ثالث استقالة من اللجنة المكونة من 92 عضوا بالاضافة الى الرفاعي، ومهمتها "تحديث المنظومة السياسية" في البلد الذي لا تتمتع فيه البرلمانات ولا الاحزاب بتأثير كبير وتتألف الحكومات بقرار من الملك عبدالله الثاني.
وقال الرفاعي في رسالة وجهها الى اعضاء اللجنة بعد استقالة الكاتب والاكاديمي حسن البراري "اطلعت على الخبر أولا عبر بعض صفحات الفيسبوك قبل أن تصلني الاستقالة، التي نسبت فورا بقبولها".
واضاف رئيس الوزراء الاسبق ان اختيار البراري عضوا في اللجنة كان بتنسيب منه "رغبة في زيادة التنوع في لجنتنا" غير انه بدا نادما على اختياره "رغم التحذيرات الكثيرة بالعدمية ومن حتمية النتيجة التي حدثت اليوم، لكن كنت أعتقد أن حسن الظن من جهة، وتغليب مصلحة الوطن من جهة أخرى سيكون هو الغالب لدى الجميع".
ولم يفوّت الرفاعي الاشارة الى ان البراري لم يشارك سوى في ثلاث جلسات من أصل ٢٩ جلسة عقدت حتى الآن مما يختص بمهمته، قائلا ان "رأيه لا يقل عن آراء آلاف الأردنيين الذين أكرمونا بمساهماتهم".
وكان البراري كتب الاثنين في رسالة الاستقالة التي وجهها للرفاعي ان "التوافق بشأن قانون الانتخاب يبدو انه ذاهب باتجاه مقترحات لا تتوافق مع قناعاتي السياسية. وهي مقترحات ستبعدنا عن الاصلاح السياسي المنشود الذي يستند الى قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية وستكرس الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية".
كما انتقد البراري مقترحات قانون الاحزاب قائلا انه "لا يعقل ان نجبر الاردنيين على التحزب او نعطي كوتا لأحزاب غير موجودة على ارض الواقع. وهذا الأمر مخالف للدستور".
وتتسم الحياة السياسية في الاردن بالجمود وعدم الاستقرار الحكومي مع كثرة تشكيل الحكومات والغياب شبه التام للاحزاب عن المشهد العام في حين يتخذ الملك القرارات الحساسة ويرسم الخطوط العريضة لسياسات الدولة.
ونشر الملك عبدالله الثاني قبل سنوات مجموعة من "الاوراق السياسية"، دعا فيها الى انجاز اصلاحات سياسية تشمل توسيع المشاركة الشعبية وتكفل تشكيل الحكومات من خلال الاحزاب الناشطة في البرلمان.
وعن ذلك قال البراري في رسالة استقالته "كنت اعتقد وما زلت ان الاوراق النقاشية لجلالة الملك تحتوي على كل ما نحتاجه من مضامين عصرية لتمكين الأردنيين سياسيا" للوصول الى هدف "تشكيل حكومات برلمانية تمثيلية ومنتخبة".
وسبق ان استقالت استاذة جامعية من عضوية اللجنة الملكية بسبب تصريحات لها عن أضحية العيد، اعتبرت "مسيئة" للإسلام. وقبلها استقال من اللجنة ايضا كاتب ومحلل سياسي بسبب مقال له عن معركة الكرامة التي خاضها الجيش الاردني ضد اسرائيل.