ليلة من ليالي اللغة العربية أبطالها الأطفال

المسرح الصغير بمكتبة الإسكندرية يستضيف الليلة التاسعة من ليالي اللغة العربية للأطفال ضمن فعاليات منتدى الإسكندرية للشعر والفنون.
أحمد فضل شبلول: 'العلم الغالي' كتبت أثناء البروفات على القصائد المختارة

استضاف المسرح الصغير بمكتبة الإسكندرية الليلة التاسعة من ليالي اللغة العربية للأطفال ضمن فعاليات منتدى الإسكندرية للشعر والفنون، وذلك احتفالا باليوم العالمي للغة العربية يوم الإثنين الموافق لـ25 ديسمبر/كانون الأول، قدم الأطفال عرضا مسرحية وحفلا غنائيا في مزيج رائع، وذلك تحت رعاية الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور علي عبدالمحسن نائب رئيس جامعة الإسكندرية، ودكتور محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافي، والاحتفالية من إعداد وإشراف الدكتورة نجوى صابر، قيادة الكورال دكتورة شيريهان الحديني، إخراج محمد فاروق، تحت شعار "لغتنا العربية إبداع وإقناع".

قدم الأطفال مسرحية شعرية بعنوان "العلم الغالي" من تأليف الشاعر والروائي الكبير أستاذ أحمد فضل شبلول الذي صرح لميدل إيست أون لاين أن المسرحية كتبت أثناء البروفات على القصائد المختارة لتقديمها في العرض، وأكد أن فكرة المسرحية موجودة في قصيدة "خارطة بلادي"، واختار لها الشاعر قالب المسرح الشعري وليس النثري، فهو أسهل في الحفظ لدى الأطفال.

ولأن المسرحية كتبت أثناء البروفات، فكانت قابلة للتطوير، والملاحظات، لذلك حين طلب المخرج من الشاعر أن يكون هناك جانب تشويقي في المسرحية، فقرر أن يكون هذا الجانب خطف نسر صلاح الدين، وأنسب وقت للتعبير عن هذا الحدث هو هزيمة 1967، حيث سرق النسر، ولكن جيشنا العظيم استطاع أن يعيده، واستثمر الشاعر ذلك الحدث لإعطاء بعض المعلومات عن نسر صلاح الدين، ولماذا هو مختلف عن باقي النسور، وسبب نظرته يمينا، وكانت استجابة الشاعر للملاحظات والاقتراحات سريعة بشكل أدهش كل فريق العمل.

يدخل طفل 9 مرتديًا ملابس على هيئة نَسر متسائلا:

أنا نَسرُ صلاح الدين

هل يعرفُني أحدٌ منكم؟

الأطفال معا: طبعًا .. طبعًا .. نَعرِفُكَ

طفل 6: نَسرُ الملكِ صلاح الدين الأيوبي

طفلة 8: في العامِ الماضي زُرنا قلعتَه

طفلٌ 6 يسألُ الجَد مشيرًا إلى نَسر صلاح الدين:

ما الفارقُ يا جدي بين النَّسرِ العاديِّ ونَسرِ صلاح الدينِ؟

الجد: نَسرُ صلاحِ الدينِ هو الأقوى .. من كلِّ نسور الدنيا

الطفلُ 9 النسر: وأنا الأنبلُ .. والأجمل

طفلة 4: يا نَسري .. إنكَ باللونِ الذهبيِّ ..

الطفل 9 النسر في فَخار: فعلا لوني ذهبيٌّ لامعْ

الطفلة 4: ماذا يعني هذا؟

الطفل 9 النسر: دليلُ الفخامةِ والمعرفَةْ

دليلُ الشجاعةِ والإقدامْ

دليلُ السموِّ، ورمزُ النضال

طفل 6 يسأله: ولماذا تنظرُ للأيمن؟

الطفل 9 النسر: أقسمتُ بألا أخون

وهذا يمينُ القسم

ورمزُ الكرامةِ، رمزُ الوفاءْ؟

الجد: ورمزُ انتماءْ

الطفلُ 9 النَّسْرُ يشعرُ بدوارٍ وتراخٍ ثم يتهاوَى ويقعُ على الأرض.

الأطفال والجَد مفجوعين: مالكَ .. مالكَ يا نسرُ؟

الطفل 9 النسر في ضعفٍ ووهَن: أشعرُ .. أشعرُ بشروخ

ريشي يتطايرُ وأدوخْ

يدخل مجموعة ملثمين يرتدون ملابس سوداء يثيرون الذعر والخوف على خشبة المسرح ويخطفون الطفل النسر الدائخ.

الجد والأطفال ينتبهون بعد إفاقتهم من الصدمة: ماذا يحدثُ .. ماذا يحدثُ .. ما هذا الإجرام؟

طفل 1 ينتبه ويشعر بالندم: لم ندفع عنَّا هذا الإجرام ..

طفل 8: أين القوةُ .. أين البأسُ .. وأين الأحكام؟

طفلة 4: خطفوا النَّسْرَ

طفلة 2: خطفوا العُمْرَ

الجد: خطفوا التاريخْ

طفل 1: جيش بلادي أقوى من أي شروخْ

سيعودُ النَّسرُ كما كانَ جميلا وقويًّا وأمينْ

طفل 2 : سيعود النَّسرُ ..

نَسرُ صلاح الدين

طفل 1: هيَّا نفعلُ شيئًا ليعودَ النَّسرُ المسجون

وتعودَ إلينا الروحُ

طفلة 3: نبذلُ دمَنا الغالي ليعودَ الرمزُ المجروحْ

الجد: ولنتذكرْ .. جيشُ بلادي أقوى أقوى من أي شروخْ

طفل 1: جيش بلادي .. يحذرُ من كل فُخوخْ

تُسمع في جنبات المسرح أصوات طائرات وصواريخ مصاحبة لإعلان الحرب.

يخاف الأطفال ويجرون على خشبة المسرح يحضنون العلم المصري.

الجد: لا تخافوا .. لا تخافوا .. إنَّا منتصرونْ ..

إنَّا منتصرونَ بإذنِ الله

الطفل1 في تحدٍّ وشموخ: سيعودُ النسرُ كما كانَ

جميلا وقويًّا وأمينْ

الطفل 5: إنَّا منتصرون .. إنَّا منتصرونْ

كل الأطفال: إنَّا منتصرونْ .. إنَّا منتصرونْ

الجد: إنَّا منتصرونَ بإذن الله

صوت من الخارج يعلن بيان العبور مصاحبًا لإحدى أغنيات نصر أكتوبر.

يهلِّل الأطفال والجد: إنَّا منتصرون .. إنَّا منتصرون

على مهلٍ وتؤدة يدخل الطفل 9 النسر خشبة المسرح، فيصفق له الجميع

طفلة 4: النَّسرُ يعودُ إلى أعلامِ بلادي

الأطفال جميعا: النَّسرُ يعودُ .. النسرُ يعود

الأرضُ تعودُ .. الأرض تعود

افرحْ افرحْ يا أبيض

عاد النَّسْرُ قويًّا دون شروخْ

أحمد فضل شبلول يؤكد أنه اختار للمسرحية التي قدمها الأطفال قالب المسرح الشعري وليس النثري، لأنه أسهل في الحفظ لدى الأطفال

ولم ينس الشاعر فلسطين والحرب الشرسة التي تدور في غزة، ومعاناة الأطفال هناك، فضمن في مسرحيته الشعرية جزءا عنها:

الطفل 7 الأسود: فعلا .. فعلا  .. هي سنواتٌ لا أيامْ

حمدًا لله ..

جاءتْ أعوامٌ طاهرةٌ .. لكني مازلتُ حزينْ

طفلة 3: ما سببُ الحزنْ ..

يا هذا اللونْ؟

الطفل 7 الأسود: حُزني من أجل فلسطينْ

من أجلِ الأطفالِ المحرومين

والأطفالِ الشهداءِ، الأطفالِ المجروحين

الجميع: نحنُ حزانَى أيضًا مثلُ جميعِ الوطنيين

كما قام الأطفال بإلقاء جيد ولغة سليمة قصائد مختارة لأمير الشعراء أحمد شوقي، ولمحمود درويش، حيث ألقى الأطفال قصيدة "أحن إلى خبز أمي" لدرويش والتي يقول مطلعها:

أحنُّ إلى خبز أمي

وقهوة أُمي

ولمسة أُمي..

وتكبر فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدر يومِ

وأعشَقُ عمرِي لأني

إذا مُتُّ

أخجل من دمع أُمي!

كما اختارت دكتورة نجوى صابر قصيدتين لأحمد شوقي هما:

بـَرَزَ الثعـــْـــلَبُ يوماً *** في شـِعـــار الواعـِظيـنا

فـَمـَشى في الأرضِ يـَهــْـدي *** ويـَســُـبُّ المـاكرينا

ويقول: الحـــَــــمـْد لله *** إلـــَـــه العالــــَــمينا

يا عـــِـــباد الله توبوا *** فـَهو كـَهـْف ُ التــائبينا

وازهـَدوا في الطـَيـْر إن الـ *** عـَيـْش عـَيـْشُ الزاهـِدينا

واطـْلـُبوا الديـــك يؤذن *** لصـَـلاة الصـُـبـْح فينا

فأتَى الديك َ رَســــُــولٌ *** مـِن إمــام الناســــكينا

عـَرَضَ الأمرَ عـَلـَيـْـهِ *** وهو يـَرجـــو أن يـَلينا

فأجـــــاب الديـكُ عـُذْراً *** يا أضــَـل المهـْتـَدينا

وقصيدة جدتي لشوقي

لي جَدَّةٌ تَرأَفُ بي *** أَحنى عَلَيَّ مِن أَبي

وَكُلُّ شَيءٍ سَرَّني *** تَذهَبُ فيهِ مَذهَبي

إِن غَضِبَ الأَهلُ عَلَـ *** ـيَ كُلُّهُم لَم تَغضَبِ

مَشى أَبي يَوماً إِلَـ *** ـيَ مِشيَةَ المُؤَدِّبِ

غَضبانَ قَد هَدَّدَ بِالضَر *** بِ وَإِن لَم يَضرِبِ

فَلَم أَجِد لِيَ مِنهُ غَيـ *** ـرَ جَدَّتي مِن مَهرَبِ

فَجَعَلتني خَلفَها *** أَنجو بِها وَأَختَبي

وَهيَ تَقولُ لِأَبي *** بِلَهجَةِ المُؤَنِّبِ

وَيحٌ لَهُ وَيحٌ لِهَـ *** ـذا الوَلدِ المُعَذَّبِ

أَلَم تَكُن تَصنَعُ ما *** َصنَعُ إِذا أَنتَ صَبي

حضر الاحتفالية لفيف من الشخصيات العامة على رأسهم الدكتورة سحر شريف وكيل كلية الآداب جامعة الإسكندرية، والدكتورة ندى يسري الأستاذ المساعد بقسم لغات شرقية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والشاعر أحمد فضل شبلول مؤلف المسرحية الشعرية، والكاتبة والناشطة الثقافية منى لملوم.