مؤتمر بالإسكندرية يؤكد انخفاض مستوى المرأة في عالم التكنولوجيا

مؤتمر اليوم العالمي للمرأة بمكتبة الإسكندرية يناقش إشكاليات التنمية والثقافة والعمل ودور المرأة المصرية في التنمية الشاملة.
هند حنفي تشير إلى أهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها في جميع مراحل الحياة
نهاد أبو القمصان تؤكد أن عمل المرأة هو وثيقة التأمين ضد أزمات الزمن
رنا دجاني توضح أن نسبة النساء العربيات في سوق العمل أقل من الرجال بكثير

ناقش مؤتمر اليوم العالمي للمرأة الذي عقد صباح الثلاثاء 19 مارس/آذار الجاري في مكتبة الإسكندرية، إشكاليات التنمية والثقافة والعمل ودور المرأة المصرية في التنمية الشاملة.
وقال الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة إننا لم نر مجتمعا متقدما فيه المرأة متخلفة، أو مجتمعا متخلفا فيه المرأة متقدمة، وأشار إلى أننا عندما نتحدث عن قضايا المرأة، فإنما نتحدث عن قضايا التعليم والصحة والبحث العلمي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد على أن المرأة المصرية كانت جزءا لا يتجزأ من حركة المجتمع، وشاهدت الحركة الوطنية تحديدا مشاركة المرأة وضرب مثالا بثورة 1919 التي نحتفل بمرور مائة سنة على اندلاعها حيث كانت المرأة في الطليعة ومنهن هدى شعراوي وصفية زغلول وغيرهن.
وأشار إلى أن المرأة هي وعاء التطور، بل هي قائدة التطور، فهي الزوجة والأم والابنة والأخت.
وأرسلت د. هند حنفي عضو المجلس القومي للمرأة ورئيس جامعة الإسكندرية سابقا، تهانيها بشهر المرأة ويوم المرأة العالمي وعيد الأم ويوم المرأة المصرية، وتحدثت عن هدى شعراوي التي شاركت في ثورة 1919 حيث بدأت مسيرة نضال المرأة في العصر الحديث، فضربت أروع الأمثلة في النضال.
وأِشارت حنفي إلى أهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها في جميع مراحل الحياة، وأوضحت أن عام 2017 كان عام المرأة المصرية، وهو عام ممتد حتى الآن، ولحين تحقيق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة في عام 2030. وأكدت أن تلك الاستراتيجية تشتمل على أربعة معايير هي التمكين السياسي والتمكين الاجتماعي والتمكين الاقتصادي والحماية. بالإضافة إلى تعزيز وصول المرأة إلى حقوقها القانونية.
وأوضحت د. هند حنفي أن المجلس القومي للمرأة يلتزم بمواصلة دوره وتطوير أنشطته، وأنشأ المرصد القومي للمرأة المصرية.
كما أشارت إلى حملة "طرق الأبواب" لمعرفة احتياجات المرأة المصرية في جميع محافظات مصر، وأوضحت أنه استفاد من تلك الحملة حوالي 2 مليون مستفيدة. وقالت إنه بحلول 2030 ستصبح المرأة المصرية قوة فاعلة أساسية في المجتمع المصري، دون أي تمييز لتعلي بدورها شأن الوطن.
كما أشارت إلى حملة "التاء المربوطة" التي وصل عدد متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 92 مليون متابع، وأوضحت أن التاء المربوطة هي سر قوة المرأة.
وتحدثت مها راتب نيابة عن بليرتا إليكو (ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر) وأشارت إلى أهمية التركيز على الإبداع والتكنولوجيا من أجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وأوضحت أن هناك فجوة رقمية بين الجنسين، فالمرأة أقل مستوى عن الرجل في مسألة التطور التكنولوجي الحاصل حاليا وصولا إلى الذكاء الاصطناعي. وشددت على أهمية الابتكار والتنمية في مسيرة المرأة، وطالبت بتسريع تقدم المرأة في هذا المجال لتحقيق المساواة بين الجنسين، وذلك عن طريق بنية تحتية مستدامة للإبداع والتكنولوجيا.

وفي جلسة "المرأة والعمل: إطلالة ثقافية عربية" والتي رأستها الكاتبة والمناضلة أمينة شفيق التي أوضحت أن تمكين المرأة يعني تمكين الوطن، تحدثت العالمة الأردنية والأستاذة بالجامعة الهاشمية بالأردن د. رنا دجاني، وتساءلت: هل نستطيع إعادة تعريف النجاح؟ وأشارت إلى أنها أم - ولا يستطيع أحد تعويضها عن هذا الدور - ولكنها بالإضافة إلى ذلك فهي معلمة، وعالمة باحثة، ورائدة اجتماعية، أي أنها ترتدي أربعة وشاحات على رأسها. وتساءلت: كيف نزرع حب القراءة في نفوس الأجيال الجديدة؟ وهي ترى أن يتم ذلك عن طريق قراءة الأم والأب لهم أو أي شخص في البيئة المحيطة بالأطفال.
وأوضحت رنا دجاني أن نسبة النساء العربيات في سوق العمل أقل من الرجال بكثير، وأشارت إلى ضرورة التفكير في الأقليات في المجتمع، وليس في المرأة فقط، وأنه لا بد من إعطاء الحرية للمرأة والرجل معا. وتوقفت عند القراءة والتفكير الناقد، وأوعزت إلى المرأة العربية أن تكتب قصتها، وقالت: اكتبوا قصصكن. ونبهت إلى أهمية التغيير من فوق إلى تحت، وليس من تحت إلى فوق.
أما المحامية نهاد أبو القمصان فقالت إن لدينا قدرا من الاحترام للمرأة، ولدينا أيضا قدر من التمييز ضدها. وأوضحت أن متوسط مشاركة المرأة المصرية في سوق العمل وصلت إلى 21.2 % في عام 2017. وهو رقم متواضع في المتوسط العالمي الذي يصل إلى نسبة 40 %. وتساءلت: كيف نسد هذه الفجوة لنصل إلى نسبة 25 % في عام 2025؟ 
وأوضحت أبو القمصان أن عمل المرأة هو وثيقة التأمين ضد أزمات الزمن، وأن عمل المرأة هو ذكاء اقتصادي في حد ذاته. وأشارت إلى أن اتجاهات الإنفاق لدى الرجال تكون في الأساسيات، بينما اتجاهات الإنفاق لدى المرأة تكون في رفع جودة الحياة.
يذكر أنه شارك في أعمال المؤتمر مدثر حسين صديقي مدير بلان إنترناشيونال مصر (الذي تحدث بالإنجليزية دون وجود ترجمة فورية لمشاركته) ود. نهلة زيتون خبير حماية اجتماعية بالبنك الدولي، وإنجي أمين مسئول التمكين الاقتصادي بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ود. حنان جرجس نائب الرئيس التنفيذي للمركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) ود. منال حنفي مدير عام إدارة المرأة بوزارة التضامن الاجتماعي، وبسمة غانم محلل أول أسواق بصندوق تمويل مشاريع المرأة العربية، وأحمد عبدالوهاب باحث اقتصادي بالمركز المصري لدراسات السياسات العامة، وقدمت د. جاسنت إبراهيم مدير تنفيذ البرامج عرضا لأنشطة بلان إنترناشيونال لتمكين الفتيات بالإسكندرية.
وفي نهاية المؤتمر قدمت د. منى مجيب أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة القاهرة خلاصات وملاحظات نهائية على ما دار في جلستي المؤتمر.