ماذا بعد انكسار مطرقة البرلمان؟

إلغاء عضوية محمد الحلبوسي من البرلمان يترصد بالانتخابات المحلية.

غادر قبة البرلمان وترك كرسي الرئاسة شاغراً عند سماعه نبأ إستبعاده وإلغاء عضويته، ظلّت مطرقة الرئيس جامدة بعد أن غادرتها أنامل من كان يطرق بها على سندانة القرار.

"زلزال سياسي" هذا ما كان يردده أعضاء مجلس النواب العراقي وهم يسمعون خبر إلغاء عضوية رئيس برلمانهم وخروجه مُسرعاً من القاعة.

قانونياً أنهت المحكمة الإتحادية العليا عضوية رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي من مجلس النواب في قرار ملزم غير قابل للطعن.

قرار المحكمة الإتحادية الذي تباين فيه الرأي بين مؤيد ومتخوّف من النتائج، خصوصاً مع ما تداول من أنباء عن تقديم وزراء الثقافة أحمد الفكاك والصناعة خالد البتال والتخطيط محمد تميم المرشحين عن حزب تقدم إستقالاتهم ومعهم ممثلي الحزب من رئاسة ونواب رؤساء اللجان النيابية، والمقاطعة السياسية لأعضاء مجلس النواب عن الحزب لجلسات مجلس النواب.

لا زالت قضية تعاقد حزب تقدم برئاسة الحلبوسي مع شركة BGR الأميركية لمدة عام وبكلفة 600 ألف دولار لتوفير علاقات وتواصل مع مسؤولين في واشنطن ووسائط تواصل مع صُنّاع القرار في البيت الابيض تثير ردود أفعال غاضبة في الأوساط السياسية العراقية، خصوصاً مع ما تردد بأن أبرز موظفي هذه الشركة المتعاقد معها ذات إرتباطات إسرائيلية في حين يعاقب القانون العراقي بعقوبات مشددة على جريمة التواصل والتخابر مع إسرائيل، في وقت صوّت فيه البرلمان العراقي على منع التطبيع مع إسرائيل أو التعاون معها، حيث تصل جريمة هذا الفعل إلى الإعدام، وهو ما جعل البعض ينصح الحلبوسي بمغادرة العراق.

القرار الذي رفع الحصانة عن الحلبوسي سيُسّهل للنزاهة ملاحقته عن جرائم تضخم الأموال وعقاراته المسجّلة بإسم زوجتيه (هبة محمد ونوّار عاصم الإعلامية السابقة في فضائية الشرقية) حيث ستضاف لها جرائم الحنث باليمين الدستورية لإرتكابه مخالفة التزوير.

إجتماع طارئ للإطار التنسيقي يعقبه آخر لإئتلاف إدارة الدولة مساء الأربعاء لبحث تداعيات إزاحة الحلبوسي عن رئاسة البرلمان والتباحث في البديل.

من جانبه أكد محمود المشهداني رئيس البرلمان الأسبق أنه من السابق لأوانه البحث عن بديل للحلبوسي وإن كان الوضع السياسي الراهن لا يحتمل التأخير.

من ينظر إلى المشهد العراقي من جوانبه الثلاثة يصبح على يقين بأن الإنتخابات المحلية القادمة التي تفصلنا عنها أيام معدودات باتت تتأرجح بين الإجراء والتأجيل الذي قد يكون الأقرب إلى الواقع، والقادم من الأحداث يخبرنا بالكثير من المفاجآت والأحداث فإنتظروها.