مجلة الحج والعمرة تطل في عدد تاريخي

بمناسبة مرور 77 عاما على صدورها، المجلة السعودية العريقة تعيد طباعة وإصدار وتوزيع عددها الأول الصادر في العام 1947 لجموع القراء والمثقفين العرب.
ذكرى تأسيس المجلة تستحوذ على اهتمام نخبة من الكتاب وأصحاب الرأي

بمناسبة مرور 77 عاما على تأسيسها، أعادت مجلة الحج والعمرة السعودية، طباعة وإصدار وتوزيع العدد الأول من المجلة، والذي كان قد صدر في شهر مايو/ايار عام 1947، بموافقة من المؤسس الملك عبدالعزيز بن سعود طيب الله ثراه.

وكانت الأوساط الثقافية والإعلامية السعودية، قد احتفت أخيرا بمرور 77 عاما على صدور مجلة الحج والعمرة، التي احتوت أعدادها طوال العقود الماضية، على تراث ثري من الملفات والدراسات والمقالات التي وثقت الكثير من التراث المعني برحلات الحج والعمرة، وما شهده بيت الله الحرام، والمسجد النبوي من أعمال توسعة وتطوير على مدار عقود مضت، بجانب اعتبار المجلة كمصدر مهم للباحثين في حقل التراث والتاريخ، وخاصة المهتمين بتراث وتاريخ بلاد الحجاز، والأراضي المقدسة في كل من مكة والمدينة المشرفة، وكل ما يتصل بذلك التراث، مثل رحلات قطار الحجاز، ورحلات الحجاج من بلاد وقارات العالم، وجل من صدر من كتب ومؤلفات تؤرخ وتتناول تفاصيل تكلك الرحلات، مثل الرحلات الهندية، والرحلات المغربية، والرحلات القادمة من مصر وبلاد الشام، وطرق الحج قديما.

وقد صارت مجلة الحج والعمرة أيضا، بمثابة مركز غني يوثق بالصورة والكلمة كل ما يتعلق بالحج والعمرة على أرض المملكة العربية السعودية، وفي العالم العربي والإسلامي، بل وفي العالم أجمع.

اهتمام الكُتّاب وأصحاب الرأي

وقد كانت الذكرى السابعة والسبعون لتأسيس المجلة مناسبة مهمة، استحوذت على اهتمام نخبة من الكتاب وأصحاب الرأي في المملكة وخارجها، الذين شاركوا في العدد الخاص الذي أصدرته المجلة في تلك المناسبة، بمقالات تلك المسيرة التاريخية التي تفردت بها مجلة الحج والعمرة، منذ تأسيسها وصدور عددها الأول قبل 77 عاما مضت وحتى اليوم.

حيث عبّر الدكتور سهيل قاضي، مدير جامعة أم القرى الأسبق والكاتب المعروف عن تقديره وإعجابه بمسيرة المجلة عبر تاريخها الطويل، فكتب ما يجول بخاطره عن جهودها في إبراز أعمال ونشاطات وخطط الوزارة خاصة والمملكة عامة.

وأما السيد فهد الإحيوي، مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمكة المكرمة، فقد أدلى بدلوه في هذه المناسبة، ومما قاله إن المجلة وصلت بإرثها الخالد وطرحها الرائد إلى قلوب وأفئدة المعتمرين والحجاج؛ كونها منهم وإليهم.

وقال الإعلامي المتميز الأستاذ محمد علي الزهراني، رئيس تحرير جريدة المدينة (المكلّف)، إن المجلة كانت وما تزال تقدم نموذجاً متميزاً، وأن محتواها يلبي تطلعات قرائها.

من جانبه أكد الكاتب المعروف الأستاذ محمد المختار الفأل، رئيس تحرير صحيفة عكاظ (سابقاً)، أهمية المجلة، مفيداً أنها وعاء يحمل معلومات دقيقة بلغة هادئة. ولها ميزة رغم تحديات عصر الوسائط المتعددة وإعلام الفرد.

كما أسهم الكاتب والأكاديمي والصحفي الدكتور هاشم عبده هاشم في احتفائية المجلة بعامها السابع والسبعين، وسطّر مقالة بمداد من ذهب، أشار خلاله إلى أنه قد آن الوقت لأن تتحول إلى مجلة عالمية؛ ترجمةً لرسالة المملكة إلى كل شعوب الأرض.

ومن خارج المملكة جاءت إشادة الكاتب والأكاديمي الجزائري الدكتور إبراهيم نويري، حيث قال إن المجلة تعد من أركان الصرح الثقافي والإعلامي في العالم العربي والإسلامي، ولها خطاب متميّز، طوال رحلتها الباذخة بالشرف والمجد والعطاء.

الاهتمام الكبير بالحرمين الشريفين

وفي كلمة له في تلك المناسبة، تحدث الدكتور توفيق بن سليمان الربيعة، وزير الحج والعمرة السعودي، عن الاهتمام الكبير بالحرمين الشريفين وقاصديهما، حجاجاً ومعتمرين وزائرين، أولوية لدى ولاة الأمـر في المملكة منـذ توحيد أرجائها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمـنـ طيب الله ثـراه.. وصولا إلى هذا العهد الزاهـر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز يحفظهما الله، الذي أصبحت فيه رحلة الحج والعمرة محاطة بكل أسباب الراحة والسلامة والأمان، يجسده واقع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الذي يلمسه المسلمون ي مشارق الأرض ومغاربها، في مواسم الحج والعمرة عاما بعد عام.

تجربة إعلامية فريدة

وأما الدكتور عبد الفتاح بن سليمان مشاط، نائب وزير الحج والعمرة السعودي فقال: "سبعة وسبعون عاما شكلت مجلة الحج والعمرة تجربة إعلامية فريدة وممتدة لوزارة الحج والعمرة منـذ أن كانـت إدارة ضمـن وزارة المالية في عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه ، واليوم وهي تحتفي بالذكرى السابعة والسبعين لانطلاقتها التي كانت في شهر رجـب من عام 1366 هـ، لتكون إحدى أعرق المجلات الحكومية في العالمين العربي والإسلامي ، وتواصل مسيرتها خلال تلك العقود ، لتؤكد مـدى ما تجده هذه النافذة الإعلاميـة المميزة من اهتمام خاصة وأنها ظلـت تجد كل العناية من لدن حكومتنا الرشيدة وتهيئ لها عوامل الاستمرار في العطاء".

يُذكر أن مجلة الحج والعمرة، تُعد من المجـلات الأولى صدورا فـي المملكة العربية السعودية، وقد عنيت منذ سـنواتها الأولى، بكل ما له صلة بهذا الركن الإسلامي العظيم - فريضة وتاريخـا وفقهـا وثقافة وأدبـا ـ إضافة إلـى عنايتها بقضايا الفكر الإسلامي والإنساني، وتوثيق عرى العلاقات الثقافية بين الشعوب الإسلامية، كما أصبحت وسيلة اتصال إعلامية للجهات المعنية بشـؤون الحج والعمرة في العالم الإسـلامي، باحتوائها مونه على اللوائح والتنظيمات الخاصة بقضايا الحج والعمرة.

ذاكرة توثيقية

وكان العدد الأول من المجلة قد صدر باســم مجلة "الحج" في شهر رجب 1366 هـ، الموافق مايو/ايار 1947 م، وتغير اسمها في ذي الحجة من عـام 1390 هـ - فبرايـر/شباط 1971 م -، إلى مجلـة "التضامن الإسـلامي"، بأمر معالي السيد حسـن بن محمد كتبي، وزير الحج والأوقاف الأسبق، لتعود مرة أخرى في عام 1414 هـ إلى اسـمها الذي بدأت به "مجلة الحـج"، بناء على قرار وزاري، ثم بدأت مرحلة تطويرية حملت اسم مجلة "الحج والعمرة" في شهر ربيـع الأول 1423 هـ، الموافق يونيـو/حزيران 2002، وكان صدورها وثقت عرى التواصل والتبادل الثقافي بين الشعوب واهتمت بقضايا الفكر الإسلامي والإنساني.

وقد كان إنشاء المجلة في عهد المؤسس الملك عبد العزيزبن سعود، طيب الله ثراه، تأكيداً لحضور الحج وأهميته في الخريطة الثقافية والفكرية في العالم الإسلامي، ونافذة جديدة لإطلالة صحافية تعنى بشؤون الحج والحجاج.