مجلة 'تشكيل' تجدد تحديها الجمالي

المجلة في عددها الجديد تطل على التشكيليين ومتذوقي الفن التشكيلي بعد توقف دام أكثر من ست سنوات وتنتقل الى مرحلة جديدة وتسعى للتعريف بالتجربة التشكيلية العراقية في الداخل والخارج.
سعاد الجزائري تكتب عن معرض "خطوط التاريخ"
قراءة نقدية بعنوان 'أجساد حائرة تثير قضايا الوجود الإنساني'
تكريس حوار العدد للفنانة التشكيلية منى مرعي
تسليط الضوء على أيقونة الفن التشكيلي العراقي الراحل بلاسم محمد

لقد كانت الفنون التشكيلية ومازالت تصور الحالة الشعورية للإنسان وتجسدها في عمل يتسم بالجمال بما يحقق المتعة لمشاهده عن طريق تطويع الألوان والمساحات والخطوط وغيرها من المزايا الشكلية للأشياء الغنية بالإبداع والجمال، سواء من خلال الفن الحديث الذي يتمحور حول التجريد وابتعاده عن الأفكار المباشرة التي تميل لتمثيل الواقع بأسلوب واضح عبر أنماط وأنواع عدة، أو من خلال الفن المعاصر الذي يعبّر عن فترة ما بعد الفن الحديث، والذي يمكن اعتباره منهجاً جديداً في الفن، وينتمي لحياة المجتمع مستعيناً بالتكنولوجيا لتوصيل الرسالة المعبّرة عن قضايا المجتمع والواقع اليومي.

تنتقل الى مرحلة جديدة محافظة على مضمونها، معاصرة، مهنية، متناغمة مع النشاط التشكيلي، بلغة إعلامية تهم المتلقي 

وفي سياق متناغم ومعبر عن أهداف وتطلعات دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، في رعاية واحتضان الفنون التشكيلية ومبدعيها وإشاعة وتكريس وتعميق الخطاب الجمالي والابداعي الشامل، جاء صدور العدد الجديد من مجلة (تشكيل) التي تعنى بالفن التشكيلي العراقي والعربي والعالمي عن الدائرة ذاتها، بعد توقف ليس بالقصير لأسباب عدة وبسعي صادق ومباشر ودؤوب من لدن رئيس التحرير الزميل سعد نعمة، وبإشراف المستشار الثقافي لوزارة الثقافة الدكتور سعد بشير اسكندر ورئيس مجلس الإدارة الدكتور علي رضا المدير العام للشؤون المالية والإدارية في الوزارة ذاتها.
العدد الجديد من مجلة (تشكيل) الذي حمل الرقم (16)، جاء بستين صفحة ملونة وطباعة أنيقة وإخراج فني جميل تزين غلافه الأول بلوحة معبرة للفنان فيصل لعيبي فيما زين الغلاف الأخير عمل مميز للفنان عباس غريب، وتوسطته لوحتان لعملين الأول للفنان علوان العلوان والأخرى للفنانة نادية فليح واختتم العدد بلقطة لتعليق القطع النحتية لنصب الحرية الشهير لمبدعه الفنان الراحل جواد سليم.
كتب رئيس التحرير سعد نعمة افتتاحية العدد التي جاءت تحت عنوان (مجلة تشكيل تجدد التحدي الجمالي) أكد فيها "نطل فيها على التشكيليين ومتذوقي الفن التشكيلي بعد توقف دام أكثر من ست سنوات منذ سنة 2015 بدعم وتشجيع وتذليل كل الصعوبات من لدن الدكتور سعد اسكندر المستشار الثقافي لوزارة الثقافة والسياحة والآثار". 

تضمن العدد مقالات ورؤى ودراسات وحوارات ومتابعات عن آخر وأحدث الأنشطة التشكيلية داخل وخارج العراق 

واشار الى انتقال (تشكيل) "الى مرحلة جديدة تدخلها بإخراج جديد محافظة على مضمونها، معاصرة، مهنية، متناغمة مع النشاط التشكيلي، بلغة إعلامية تهم المتلقي متخصصاً كان أم مهتماً بالفن التشكيلي ساعية الى إشاعة ثقافة تشكيلية رصينة، معرفة بالتجربة التشكيلية العراقية في الداخل والخارج دون استثناء، مسلطة الضوء على آخر وأحدث الأنشطة التشكيلية".
تضمن العدد مقالات ورؤى ودراسات وحوارات ومتابعات ومنها: ما كتبه د. قاسم محسن حسان عن (أعمال متحفية مفقودة.. لوحة حلم للفنان فائق حسن)، (الفنان فيصل لعيبي من أقطاب الفن العراقي المعاصر) للدكتور كاظم شمهود في حين كتب خالد خضير الصالحي عن الفنان التشكيلي حسن ابراهيم.. (رسم يقف على تخوم الشكل هيمنة القوانين الإقليدية على طوبولوجيا المخيلة)، والدكتور حيدر عبدالأمير عن (حوارية الفنون وتشكل الهوية .. الفن الإسلامي ابداع أم اتباع)، والدكتور ماضي حسن عن (أعمال الفنان إسماعيل خياط).
 وكتبت سعاد الجزائري عن معرض (خطوط التاريخ) المعرض الذي احتوى على مصغرات لإبداعات الفنان الراحل محمد غني حكمت وازدانت بها ساحات وشوارع بغداد المهة وانجزتها ابنته الفنانة المبدعة (هاجر)، لنقرأ من ثم دراسة تحليلية للدكتور معتز عناد غزوان عن (بنائية العمل الفني عند سامي حقي).
في حين عالج الدكتور محمد الشاوي (الفن المعاصر ومهام الناقد المؤول)، والدكتور مكي عمران (تخطيطات خالد خضير الصالحي .. بوح العلامات في رقعة الجسد)، وتوقف الدكتور قاسم محسن عند (الفنانة وسماء الأغا ورسوم الواسطي)، وابراهيم الحسن عند التشكيلي العراقي المغترب كريم سعدون وتجاربه عبر قراءة نقدية عنوانها (أجساد حائرة تثير قضايا الوجود الإنساني)، كما نقرأ قراءة تحليلية للفنان خليل الطيار عن (فوتوغرافيا المكاريد..أنتيكات بشرية بعدسة عباس السعدي الشعبية) .

المتابعات الفنية لعدد من الأحداث والأنشطة والمعارض التشكيلية المتنوعة
متابعات فنية لعدد من الأحداث والأنشطة والمعارض التشكيلية المتنوعة

كما نقرأ في العدد جملة من المتابعات الفنية لعدد من الأحداث والأنشطة والمعارض التشكيلية المتنوعة بينها: الحفل التابيني لأيقونة التشكيل العراقي الراحل بلاسم محمد الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين - المركز العام، وأداره السيناريست حامد المالكي.
 وشمل معرضاً استعادياً لأعمال الفنان الراحل وفيلماً وثائقياً تضمن آخر لقاء تلفزيوني معه وكلمات مهمة أضاءت عوالم تجربته الإبداعية الثرة، وكذلك معرض (الفن للجميع) الذي يعد أول معارض منظمة (فنانون بلا حدود) - فرع العراق، التي ترأسها الفنانة ملاك جميل بمشاركة نخبة من الفنانين من الجنسين ومن أجيال مختلفة، وافتتحه وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم في مركز بغداد للفنون.
تم تكريس حوار العدد الذي نتمنى أن يتواصل صدوره دون توقف جديد، للفنانة المتألقة منى مرعي وقد حاورتها سارة حسن موسى لتتجول في مناخات وأجواء ابداعاتها وتجاربها التشكيلية المميزة في عوالم الرسم..