محاكمة محامي تونسي بتهمة تهريب مفاتيح أصفاد وشيفرات حلاقة للسجن

عمادة المحامين تمارس ضغوطا على السلطة القضائية لإطلاق سراح المحامي البشير الفرشيشي.
اتهامات مبطنة للبشير الفرشيشي بمحاولة تهريب سجين
المعارضة تستغل قضية البشير الفرشيشي في المواجهة السياسية مع قيس سعيد

تونس - كشف القضاء التونسي عن معطيات هامة بشأن ملف المحامي الشهير البشير الفرشيشي والذي تم التحقيق معه بعد ضبط مفتاح اصفاد وشيفرات حلاقة في حقيبته خلال زيارته لاحد منوبيه في سجن المرناقية الأسبوع الماضي.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم المحكمة الابتدائية بولاية منوبة سندس النويوي في بيان بشأن فتح بحث تحقيقي ضد المحامي "بأنه وخلافا لما يُتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي فإن المحامي المذكور عثر بمحفظته عند تمريرها على آلة الفحص بالتصوير المقطعي على مفتاح صغير الحجم تبين بعد تجربته بحضور المعني بالأمر أنه معد لفتح الأغلال فضلا عن عدد من شفرات الحلاقة، ليتم مراجعة النيابة العمومية التي أوفدت مساعد وكيل الجمهورية إلى السجن المذكور لمعاينة المحجوز".
وأكدت "اعلام الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتونس الذي أذن بمباشرة الأبحاث، فتولت النيابة العمومية بمحكمة منوبة الاذن بفتح بحث تحقيقي وإحالة المحامي المشمول بالبحث بحالة سراح  من أجل الجرائم مناط الفصول 148 و315 من المجلة الجزائية والقانون عدد 33 المؤرخ في 12 جوان 1969 المتعلق بضبط توريد الأسلحة والاتجار فيها ومسكها وحملها، مع تعهيد قاضي التحقيق الأول بالمكتب الأول بالملف".
وكانت تقارير تحدثت عن إبقاء المحامي بحالة سراح على ذمة القضية وانه وجهت له تهم عديدة من بينها "تسهيل فرار سجين باعطائه أسلحة ومسك سلاح أبيض بدون رخصة ومخالفة الأوامر والقرارات الصادرة ممن له النظر".
في المقابل سعت عمادة المحامين للضغط في الملف حيث وصف عميد المحامين إحالة المحامي الفرشيشي وهو كذلك استاذ جامعي على التحقيق "بغير المقبولة والمعيبة" في حق تونس ومهنة المحاماة والجامعة التونسية.
ودعا في تصريح لإذاعة موزاييك المحلية الاثنين العقلاء في القضاء والسلطة إلى رفع هذه المظلمة" قائلا "إن إحالة البشير الفرشيشي هي عيب كبير في حق قامة من قامات الوطن ومربي أجيال لأكثر من 40 سنة، تتلمذ على يديه كل المحامين والقضاة والجامعيين".
وقال "انه يرفض تسرع النيابة العمومية في معاينة محفظة الأستاذ البشير المنوبي وانها تمت في غيابه" مشددا على ان عمادة المحامين تدرس كل الخيارات.

بدوره قال المحامي والقيادي السابق في حركة النهضة سمير ديلو في تصريح لإذاعة " أي اف ام" الخاصة ان التحقيق مع الفرشيشي فيه إهانة لقطاع المحاماة نظرا لتاريخه النضالي حيث سعى لتطويع الملف القانوني لغايات سياسية قائلا " ان التحقيق معه يهدف لإخضاع مهنة المحامين".
وينتظر ان ينم عدد من المحامين وقفة احتجاجية بالمعهد الاعلى للمحاماة رفضا للتحقيق مع البشير الفرشيشي.
لكن الناشط السياسي نجيب الدزيري اكد في المقابل في تصريح لإذاعة " أي اف ام" المحلية الاثنين أن لديه معطيات تشير الى ان المحامي كان سيزور احد رجال الاعمال المهمين والذين حاولوا في السابق الفرار من السجن.
وتأتي القضية بعد أشهر من نجاح مجموعة من الإرهابيين من الفرار من السجن المدني بالمرناقية قبل القبض عليهم.
ورافع البشير الفرشيشي على العديد من الشخصيات السياسية الهامة ورجال الاعمال على غرار المرشح الرئاسي السابق نبيل القروي.