محاولة سيطرة الحشد على الجيش العراقي

لا تريد إيران، ولا حتى احتمال بسيط، أن تستطيع الدولة العراقية أن تتحكم بمقدراتها، خصوصا من خلال الجيش المحترف.

بعد ان اصبح الحشد الشعبي قوة رسمية، اقدمت ايران على تعزيز قوته لتضاهي قوة الجيش العراقي بكل جوانبه. فاليوم نرى ان الحشد يملك عددا كبير من المنتسبين بمختلف الصنوف ومختلف الأسلحة والامر لم يتوقف عند تعزيز قوة وامكانيات الحشد عدةً وعددا بل أوعزت ايران الى ضرب اي قوة تنافس الحشد.

قامت إيران ومن خلال الأحزاب والجماعات الموالية لها بالضغط والتأثير على السلطة التنفيذية وذلك لإقصاء كل الشخصيات البارزة المهمة والمعروفة في الجيش العراقي، أمثال الفريق عبدالوهاب الساعدي والذي يعتبر من الشخصيات الشعبية والمعروفة حتى على الصعيد العالمي كونه من المتصدين لداعش وله مواقف قوية والان قد تم تنحيته وجعله تحت المراقبة بمعنى تم تحجيم دوره هو وآخرون بدعوى كيدية او ملفقة على اساس ان الحكومة حصلت على معلومات من "واشي" تفيد وجود قيادات عسكرية تخطط لانقلاب،علما ان أي تغير في نظام الحكم العراقي سوف لن يكون له نصيب الا عن طريق صناديق الانتخابات ولكن بالإمكان عمل تزوير. ومع كل ذلك فالمبرر غير مقنع لان اغلب قيادات الجيش هم من الطائفة الشيعية والفريق الساعدي ايضا شيعي فمِمَن الخوف؟! فضلا عن ان الاغلبية في العراق هم شيعة، بمعنى حتى الانتخابات سيكون للشيعة النصيب الأوفر.

وضمن هذه المعطيات يبدو وكأن ايران تريد خلق نزاع داخل البيت الشيعي ايضا وحسب توقعي ان ايران تتحذر وحدة الشيعة لان الاغلبية لا تتفق مع الأجندة الإيرانية، فالمعروف ان ولاء الشيعة لايران ينحصر ببعض الأحزاب والجماعات والتيارات السياسية فضلا عن بعض المراجع دون الشعب، بمعنى ان ايران وبسبب معطياتها الجديدة وتهديد اميركا لها اصبحت تتخوف من تغيير ولاء السياسيين الشيعة لها.

الا أن هذا المنحى في التعامل مع المؤسسة العسكرية والمسؤولة عن امن واستقرار البلاد يدعو الى القلق الشديد وقد لا استبعد ان تقوم ايران بخلق حرب أهلية في العراق فقط لابعاد شبح الحرب عنها.
ايران تعتبر الحشد هو امتداد للحرس الثوري وتسخره لأجنداتها في المنطقة وعليه تعمل لتعزيز قوتها وتوفير الأرضية اللازمة لذلك دون أي مراعاة لامن واستقرار العراق وتضغط على أحزابها لتساند ذلك والاخيرة ترى في ايران الداعم لاستمرار تواجدها في السلطة كونهم فشلوا في إدارة وخدمة العراق ولولا هذا الدعم لافرزت صناديق الانتخاب أطراف اخرى. وبامكاننا القول ان مستقبل النظام العراقي اصبح ملازم لمستقبل النظام الإيراني والاخيرة في تحدي مع المجتمع الدولي.