محمد الخياري: ألعب دورا دراميا شرسا في 'الدم المشروك'
تدور أحداث مسلسل "الدم المشروك" للمخرج أيوب لهنود حول ثلاث أخوات يجتمعن لإدارة مشروعهن التجاري بعد وفاة والدتهن، لكن تبدأ الخلافات بينهن وتتصاعد لتصبح أكثر عنفًا ودموية. ومع ظهور العديد من الشخصيات في حياتهن، من يدعي البراءة، ومن يخفي أسرارًا، ومن يطمع في الإرث، تزداد التوترات والصراعات.
المسلسل من بطولة كل من محمد الخياري ودنيا بوطازوت وعبدالله ديدان وسعد موفق، ساندية تاج الدين، ومريم الزعيمي.
وسيعرض ضمن برنامج دراما رمضان 2025، وفي هذا السياق كان لـ"ميدل إيست أونلاين" حوارا مع الفنان المغربي محمد الخياري حول هذا العمل وكواليس أعماله الأخيرة.
بعد غيابك عن دراما رمضان 2024، ما الذي دفعك لاختيار العودة هذا العام من خلال مسلسل "الدم المشروك"؟ وما الذي يميز هذا العمل عن أعمالك السابقة؟
في مسلسل "الدم المشروك" أجسد دورا دراميا شريرا وقويا، وكان بمثابة اختبار لي: هل لا زلت قادراً على تقديم الدراما من جديد أم لا؟ لحسن الحظ، وجدت الدور مريحا، والمخرج أيوب لهنود متفهما ومتعاونا، وكذلك كان الحال مع المنتجين، بينما تبقى الدراما منها جئت وإليها عدت، إذ بدأت مسيرتي في أدوار الشباب مع فرقة البدوي عامي 1980 و1981، من خلال مجموعة من المسرحيات مثل "في انتظار القطار" و"وصية الثعلب" و"بيت من زجاج" و"الحلقة فيها وفيها" و"راس الدرب" و"وليدات الزنقة"، كما شاركت في العديد من المسلسلات، أذكر منها "نافذة على المجتمع" و"نماذج بشرية من قضايا رمضان"، وبعدها اشتعلت جمرة الكوميديا في داخلي وبدأت بتقديم قفشات ساخرة في سن السادسة عشرة، عندما كان الثنائي بزيز وباز، والزعري أبرز الكوميديين في ذلك الوقت، ثم واصلت العمل بمفردي، قبل أن أقدم ثنائيا في "زيك وزاك"، حينها اشتغلنا في التلفزيون والمهرجانات، وبعد فترة عدت للعمل بمفردي في المسرح عام 1990، وبعد انقطاع عدت من خلال مسرحية "نابولي مليونيرة" للكاتب إدواردو دي فيليبو، ومن اقتباس وإخراج حميد باسكيط زوج الممثلة سعيدة بعدي.
ومن هناك انتقلت إلى فرقة مسرح الحي، وقدمنا عدة مسرحيات مثل "شرح ملح"، قبل أن أعود إلى الـ"ستاند آب" وأعمال الكوميديا التلفزيونية، إذ شاركت في نحو 20 عملا متسلسلاً، ثم عدت إلى الدراما عبر مسلسل "ولد صفية" للمخرج يونس الركاب وإنتاج ديسكونيكتيد، ومسلسل "الزطاط" للمخرج علي الطاهري الذي قدمت فيه دورا دراميا حادا، كما شاركت في مسلسلات أخرى مثل "اليتيمة" و"ألف ليلة وليلة"، وبعد ذلك عدت إلى السيتكومات والستاند آب.
في مسلسل "الدم المشروك"، يتناول العمل قضايا اجتماعية متعلقة بالميراث والظلم، كيف ترى أهمية معالجة هذه المواضيع في الدراما المغربية؟
المسلسل من إخراج أيوب لهنود ويشارك فيه نخبة من الفنانين من بينهم مريم الزعيمي وعبدالله ديدان وأيوب أبوالنصر وسامية أبوتاج الدين، وهذا العمل يعد سابقة، إذ إن رمضان الماضي شهد مسلسلين تمحورا حول بقايا السيارات وهما "الجنين" و"بنات الحديد"، وبغض النظر عن الموضوع، فقد قدمت الصورة ديكورا جديدا لم يعتد عليه الجمهور المغربي، وكذلك اليوم تناول "الدم المشروك" قضية الإرث، إلى جانب مواضيع القتل وما يحصل من فساد في المجازر الكبرى والصراع بين النزاهة والغش والخير والشر والرحمة وانعدامها، إنه عمل جميل ومتميز.
حدّثنا عن الجولة الفنية التي ستقوم بها بعرضك الكوميدي "كوميكاز" في المغرب وخارجه؟
الجميع يعرف أن الإرهابي الذي يفجر نفسه لغاية سلبية لا علاقة لها بالإنسانية يسمى "كاميكاز"، أما أنا فـ"كوميكاز" وهو تفجير كوميدي بين الناس، عمل ساخر يضم مجموعة من الشباب النجوم في الكوميديا، إذ ستكون العروض الأولى في هولندا وبرشلونة، ثم في المغرب وتحديدا في خريبكة والعيون خلال رمضان 2025، ويليها عرض في ألمانيا خلال مايو/أيار 2025، ونقول للجمهور: مرحبا بكم في كوميديا المغرب!
فيلم "طاكسي أبيض" هل تفكر في تقديم جزء ثالث منه؟
"طاكسي أبيض" قد لا ينتهي وقد نصل إلى أجزاء عديدة، والسبب أنه يقدم فضاء يجمع المواطنين من مختلف الشرائح، فهو أشبه بمغرب صغير متنقل، إذ يلتقي فيه الشرطي والصيدلي والطبيب والمريض والمتقاعد وغيرهم، لخلق مواقف كوميدية غنية، وجاء الجزء الثاني لاستكمال الأحداث في أبعاد جديدة، وهو عمل قابل للتجديد ما دام يخاطب مختلف الفئات في المغرب، سواء من الناحية الكوميدية والدرامية والإنسانية أو السينمائية.

هل يمكنك إطلاعنا على تفاصيل أكثر حول مشروعك السينمائي القادم "دار المحراش"، خاصة في ما يتعلق بالقصة والتعاون مع المخرجين والفنانين؟
هو مشروع جديد سيتم تصويره قريبا، بعد النجاح الذي حققه "طاكسي أبيض 2"، وحقيقة جعل الأنظار تتجه إلي سينمائيا، علما أنني أُعتبر من أوائل الممثلين الذين خاضوا التجربة السينمائية، وشاركت عام 1989 في فيلم "المطرقة والسندان" للمخرج حكيم النوري، إلى جانب نخبة من النجوم الكبار، لكن عندما عدت إلى السينما كانت البداية مع سعيد الناصري في فيلم "البانضية"، ثم شاركت في "سعيدة ومسعود وسعدان" مع عزيز داداس، بالإضافة إلى فيلم آخر مع إبراهيم الشكيري وبونعيلات وعمر لطفي.
أما "دار المحراش"، فهو فيلم يتناول قضية الأيتام والمتخلى عنهم، تحت وصاية رجل محترم يتكفل برعايتهم وحمايتهم إلى أن أصبحت "دار المحراش" مؤسسة كبيرة، فالفيلم يطرح فكرة مفادها أن مثل هذه الملاجئ ليست بالضرورة مكانا لتنشئة المنحرفين، إذ يمكن أن تخرج منها أطباء وأساتذة ومهندسون، فالعمل من إخراج ربيع شجيد وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.