"مربون مبدعون" تنطلق في المعرض الوطني للكتاب التونسي

التظاهرة تنظمها الجامعة العامّة للتعليم الثانوي والاتحاد العام التونسي للشغل.
تظاهرات ثقافية جديدة ومهمّة، من أبرزها تظاهرة أيام قرطاج لفنون العرائس
أنشطة وعروض متنوعة بالرواق السفلي للمدينة

شهد المعرض الوطني للكتاب التونسي بمدينة الثقافة في دورته الثانية تحت شعار "الكتاب ... حياة" وبإشراف من وزارة الشؤون الثقافية التي انعقدت من 19 الى 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري تطورا ملحوظا، اقترن بإطلاق تظاهرات ثقافية جديدة ومهمّة، من أبرزها تظاهرة أيام قرطاج لفنون العرائس، وتظاهرة "مربون مبدعون" التي تنظمها الجامعة العامّة للتعليم الثانوي والاتحاد العام التونسي للشغل، والتي انطلقت مؤخرا بافتتاح معرض الكتاب والفنون التشكيلية، وتُعدّ التظاهرة الأولى من نوعها التي خصصّت فضاء مهما للإبداع في شتّى الفنون، كالشعر والرواية والمسرح والرسم والسينما، لتؤكد ان لأساتذة التعليم الثانوي ثِقلا وحيزا وافرا في الساحة الثقافية، من خلال جناح فاخر يضمّ إصدارتهم في شتّى أصناف الكتابة. 
كما صاحب المعرض أنشطة وعروض متنوعة بالرواق السفلي للمدينة، حيث كان لفنّ الرسم حضور بارز، من خلال عرض اللوحات المتوهجة بالإبداع والابتكار، إضافة إلى الرسومات التشكيلية والبورتريه بشتى الطرائق الفنية.  

Tunisian book fair
تطور ملحوظ

ناهيك عن حضور الفنّ الغنائي أيضا بحفل لفرقة الشيخ إمام وكورال المدرسة الإعدادية حي الرمانة المدينة الجديدة.
إنه أسبوع كامل سعت خلاله الجامعة العامة للتعليم الثانوي برئاسة لسعد اليعقوبي إلى بثّ الفكر والثقافة والفنون، فقدمت ندوة فكرية حول إصلاح المنظومة التربوية بمشاركة أساتذة مختصين: رضا الشتيوي وفيصل مفتاح.
كما تم تنظيم أمسية شعرية يوم 21 ديسمبر/كانون الأول بمشاركة ثلّة من الشعراء: الشاعر مراد العمدوني، فاطمة بن فضيلة، عبدالستار العبروقي، مفيدة الجلاصي. إضافة إلى وصلات موسيقية مرافقة للقراءات الشعرية المتنوعة بين الفصحى والعاميّة.
ويذكر، أن السعي كان حثيثا من طرف لجنة التنظيم، برئاسة رؤوف الشخاري ومجموعة من الأساتذة المتميزين، لإنجاح هذه التظاهرة في إطار جهود ملفتة للنظر من حيث حسن تسيير الانشطة والندوات وتطبيق برنامج متنوع وزاخر بمختلف العروض الفنية والسينمائية والمسرحية أيضا، حيث تم عرض مسرحية "أنا وأخي" يوم 25 ديسمبر/كانون الأول للمخرج يوسف مارس. إضافة إلى عروض مسرحية أخرى مرتقبة، مثل مسرحية "ذئاب منفردة" للمخرج وليد الدغسني، كما تشارك المدرسة الإعدادية بالعقبة بمسرحية "الغربان" يوم 27 ديسمبر/كانون الأول. أما المدرسة الاعدادية الراشدية بن عروس فتعرض مسرحية "في رواية أخرى" يوم الاختتام 28 ديسمبر/كانون الأول 2019.
والجليّ في الأمر، أن نسبة كبيرة من الأدباء والشعراء هم أساسا مربون، وهذا ليس بغريب عن نخبة مثقفة مترعة بأدوات الإبداع ومواكبة لتقنياته ومناهجه، بقطع النظر عن الجانب الأكاديمي، وفي ذلك تثمين لتجارب ناضجة ومتميزة تؤتي سرّ هذا الحضور الكثيف للمربين في مجال الإبداع الأدبي والفني بكل أجناسه.

إن تظاهرة "مربون مبدعون" احتفاء بغزارة الإبداع وتجسيد لأهمية هذا القطاع في تأسيس نواة للثقافة والفكر، لتغدو تكريسا لمنهج مؤثر في المجتمع، قادر على إضفاء سياق جديد للمشهد الثقافي ككل، وذلك بتسليط الضوء على مكامن الإبداع وتوفير منصّة له، وبالتالي اعتباره أحد الركائز الأساسية في ضخّ روافد العلم والثقافة أيضا، ونقله للناشئة بمختلف اهتماماتهم وشرائحهم، وأيضا تمكينهم من المشاركة المفتوحة في فعاليّات تظاهرات بكافّة تفرعاتها، وهذا لعمري تحفيز للابداع المحلّي وتحديات معاصرة قادرة على جذب المزيد من روّاد الثقافة.