مزج الشعر بالرياضيات كَتمارين ابتكار لعبة الوجود عند أحمد ضياء

الشاعر والناقد المسرحي والممثل والمخرج العراقي أحمد ضياء يمزج في كتابه 'سكرة الإحسان.. تمارين ابتكار لعبة الوجود' بين الهموم الشخصية الحياتية والوطنية والأفق الهندسي والبعد الفلسفي ويتطرق الى الغزل والظلم والفساد.

يسلك الشاعر أحمد ضياء في كتابه "سكرة الإحسان... تمارين ابتكار لعبة الوجود" دروبا جديدة في المنطق الشعري.
 إذ يتناول الهموم الشخصية الحياتية والوطنية في نوع من نصوص ذات نتائج تربيعية وتكعيبية تم بناءها من خلال تدوين الألم الحياتي العاطفي والوطني كنموذج خاص به على أسس مزج الشعر بالرياضيات أي الأدبي/ الشعري بالعلمي. 
هي نصوص قليلها قصصية محشوة بالسرد الإيقاعي، كثيرها شعرية وجدانية وأخرى واقعية تمت تطريزها بالتفاصيل اليومية أحيانا وبالتكثيف الرمزي في أحيان أخرى، عن حالات الحب إلى الظلم والفساد كسلاح منفلت بحق الضمائر والأجساد لفتكها، وخرائط الأوطان لتمزيقها، إضافة إلى وباء كوفيد 19 الذي حصر العالم فرادى وجماعات صغيرة ضمن مساحات ضيقة أشبه بالسجون. 
عند أحمد ضياء، المزج بين الهموم الشاعرية والأفق الهندسي وحشو ذات بعد فلسفي ينتج على شكل حساب رياضي، الغزل والوطن يمران في صفحات الكتاب على هيئة ثورات، تكافح. يسيل الدمع كسائل أحمر ثم تنبت أفكار من تحت الدمار لبناء مجد كان في مخيلة الشهداء. 
في نص "ذوبان قرص نعناع" تبرز المشاعر الجياشة التي تعاني من الحنين، والأماني والتلهف باللقاء، ثمة شعاع تتراءى في الأفق توحي بقوة الارتباط بأنثاه، لن يدخر جهدًا من أجل الظفر بغاية نبيلة، رغم المعوقات والتضحيات. 
ليس معيبا أن  
أطير على حافة شفتيك 
وأحلق على سلالم التوجس القادم من النهار، 
ليس معيبا أن 
أتكور عل ذاتي 
 وأحمل مسامير الآهات المتساقطة 
من بذلتك البيضاء 
ليس معيبا 
أن أتجرع سم انتظاري 
كأي شحاذ يترقب الرزق 
في الطرقات... 
نص "نصف كبد الحقيقة كيس برتقال سمائي" 
سجل التكثيف في هذا المقطع بعدا فلسفيا جماليا حيث انه وجد كل التشبيهات والاستعارات من الفيزيائية والجغرافية...إلخ في حيز واحد، إذ من شأن هذا الانهمار والتساقط مجتمعًا على متن نص في ترادف موسيقي يلمس الإحساس لهو توظيف من قلم يعرف متى وماذا يخط 
في أغلب المرايا المزروعة في جوفي 
أعطي حافة حياتي أصواتا تشبهني 
ثم أغمس كآبتي بكثير من السقوط 
هكذا أتصفح طيات خطواتنا الشاهقة 
رغم ذلك 
أنا لا أجيد كتابة الغزل 
فعلى شاكلة الحياة 
أخذ حفنة من أنفاسك 
وأرمي الوجود بها 
حتى تستريح الكواكب من دورانها 
وحتى أشعر أن العالم 
ملؤه أنت فقط يا خارطتي 
ما أسعد حظي 
لو أن رصاصة، تهشم هذا الرأس الكامن في  
الوجوه المطبوعة لأنفاسي على رقبتك، طرف أساس في دحرجة الحب بيننا... 
صدر الكتاب عن دار دجلة للنشر والتوزيع 2022 تحت عنوان "سكرة الإحسان تمارين ابتكار لعبة الوجود" 
وأحمد ضياء من بابل ـ العراق شاعر وناقد مسرحي، ممثل ومخرج، حاصل على دكتوراه في الفنون المسرحية. ترجمت بعض نصوصه إلى اللغات الفرنسية والإنكليزية والعبرية.
 صدر له إلى الآن: "شعراء داخل حقول الألغام" مجموعة مشتركة عن دار مخطوطات لاهاي ــــ "مملكة العظام" مجموعة شعرية من ورقة واحدة على ورق وهي مجموعة تجريبية عن المركز الثقافي للطباعة والنشر بابل "الحرب دموعها خشنة" عن دار الانتشار بيروت - ديوان "ورقة ميكانيكية للحياة"2020، دار أبجد" ـ"فرانكفزنية المسرح بين الأنا والآخر" عن دار كنعان ـ "ما بعد الجندر خصوصيات التعاضد فيما بعد الإنسانية" عن أروقة للدراسات والنشر والترجمة.  
ولديه عدة مؤلفات تحت الطبع منها: ـ في بعض الأحايين كنّا قتلةـ الضحك بدم أسود ـ الميتامسرح الإفيهم والأداء. الذات المتحولة في الجسد الكريوغرافي - مسرح الصدمة الآليات والاشتغال في بريطانيا.