مطالبات بوقف المحاكمات الإعلامية بعد انتحار مذيعة تلفزيون شهيرة

كارولين فلاك المعروفة خصوصا بتقديمها برنامج الواقع 'جزيرة الحب' وجدت ميتة قبل محاكمتها بتهمة ضرب صديقها فيما كان نائما في شقتهما في ديسمبر.

حصلت عريضة تطالب الحكومة البريطانية بإجراء تحقيق في التغطية الإعلامية البريطانية للشخصيات العامة على أكثر من 200 ألف توقيع.
وجاءت العريضة كرد فعل من جانب المواطنين على وفاة مذيعة التليفزيون السابقة كارولين فلاك التي اشتهرت ببرنامج "جزيرة الحب" الذي لقي اهتماما شعبيا كبيرا كما كانت فلاك إحدى الشخصيات التلفزيونية الأكثر شعبية في البلاد.
المبادرة تطالب الحكومة التحقيق في ممارسات أجهزة الإعلام والصحافة في تناولها لأخبار المشاهير في المجتمع والتعليق على القضايا التي تخصهم، بعد ما تعرضت له كارولين فلاك ومن قبلها الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل اللذين قررا التنازل عن واجباتهما الملكية ومغادرة بريطانيا للإقامة بين الولايات المتحدة وكندا. الأمر الذي فسر باعتباره احتجاجا على سوء المعاملة والتشهير التي لقياهما من جانب أجهزة الإعلام.
وجاء في العريضة: "يجب أن تتوقف عناوين الصحف المسيئة، والمضايقات والتجارب التي تجريها وسائل الإعلام وأن تخضع للمساءلة". وكان جوشوا أنتوني قد أنشأ هذه العريضة على شبكة الانترنت ووجهها إلى أوليفر دودن وزير الثقافة المثبت حديثًا في المملكة المتحدة.
وكان تم العثور على كارولين فلاك ميتة بعد أن انتحرت في شقتها بالعاصمة البريطانية لندن في 15 فبراير/شباط وكانت فلاك تنتظر المثول أمام القضاء في الرابع من مارس/اذار بعد أشهر من القبض عليها والتحقيق معها ثم توجيه الاتهام لها بالاعتداء بالضرب في ديسمبر/كانون الاول الماضي على صديقها لويس بورتون، بعد نزاع داخلي وهو ما نفته فلاك عند مثولها أمام المحكمة في ديسمبر/كانون الاول الماضي.

شقة كارولين فلاك
تشهير وسائل الاعلام أنهى حياة فلاك

وتم إنشاء الالتماس بعد نشر خبر وفاة فلاك مساء السبت الماضي. وقد اقترب عدد الذين وقعوا عليه من 300 ألف توقيع. ومن المعروف أنه يتعين عرض موضوع الالتماس أمام البرلمان للمناقشة في حالة بلوغه رقم عشرة آلاف توقيع فقط. 
أما بيرتون صديق فلاك فقد علق على خبر انتحارها فقال إن "قلبه تحطم"، مضيفًا أنه "لم يُسمح له بالوصول إلى هناك هذه المرة". وأنه قد ظل يطلب ويلح على رؤيتها. وكان قد حظر على فلاك أي اتصال مع بيرتون قبل المحاكمة.
وكانت الصحف الشعبية البريطانية مثل جريدة "ذي صن" قد تناولت بطريقة سلبية في الأشهر الأخيرة قضية فلاك، وقد حذفت الصن مقالًا واحدًا على الأقل يتناول بالتجريح المذيعة التلفزيونية. وكانت الصحيفة قد نشرت مقالًا إخباريًا يوم الجمعة في مناسبة عيد الحب تسخر فيه من اعتداء فلاك المزعوم على بيرتون، لكن هذه المقالة لم تعد متاحة على موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت.
في الوقت طالب البعض على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي بضرورة صدور ما سموه "قانون كارولين" الذي يجب أن يحظر يمنع التغطية المشوهة للشخصيات العامة من قبل الصحافة.
وكان قد تم إطلاق تحقيق عام يُعرف باسم "تحقيق ليفيسون" في عام 2011 على خلفية فضيحة القرصنة التي أدت إلى إغلاق صحيفة "صنداي نيوز نيوز أوف ذا وورلد" المملوكة لروبرت ميردوخ. وقد تناول التحقيق ممارسات وأخلاقيات الصحافة، وأوصى في نهاية المطاف بضرورة انشاء جهاز لتنظيم وسائل الإعلام ولكن فكرة إنشاء مثل هذه الجهاز الرسمي مازالت قيد التنفيذ.
وكانت قد تمت متابعة التدقيق المكثف لوسائل الإعلام البريطانية في تناولها للشخصيات العامة خلال الأشهر الأخيرة في أعقاب دعوى ميغان ماركل ضد جريدة "ذي ميل أون صنداي" التي نشرت رسالة كتبتها ماركل إلى والدها توماس ماركل، وذلك بعد ان ساهم تعقب وسائل الإعلام لماركل وزوجها الأمير هاري في انفصال الزوجين عن العائلة المالكة والانتقال إلى كندا.