وودي ألن يجد من يمتدحون مذكراته الجديدة المثيرة للجدل

الممثل الأميركي لاري ديفيد يكيل المديح لكتاب المخرج المتهم بالتحرش، الذي صدر مؤخرا في مفاجأة لم تكن متوقعة بعد أن كانت دار هاشيت الشهيرة للنشر في نيويورك قد اعتذرت عن عدم نشرها.

تحتوي مذكرات وودي آلن المثيرة للجدل "بالإشارة إلى لاشيء" على إعجاب كبير على الأقل من طرف الكاتب والممثل والمخرج الأميركي لاري ديفيد. ففي مقابلة حديثة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، أبدى ديفيد بعض المديح لمذكرات ألن التي صدرت مؤخرا في مفاجأة لم تكن متوقعة بعد أن كانت دار هاشيت الشهيرة للنشر في نيويورك قد اعتذرت عن عدم نشرها. وتلقفتها دار "أركاد" للنشر واصدرتها في الرابع والعشرين من مارس/آذار الماضي. 
وقال ديفيد "نعم، إنه كتاب رائع جدًا، مضحك للغاية. وأنت تشعر أثناء قراءته وكأنك في نفس الغرفة معه، نعم، إنه فقط كتاب رائع ومن الصعب أن تبتعد بعد قراءة هذا الكتاب معتقدا أن هذا الرجل قد ارتكب أي خطأ".
وكانت دار "اركاد" قد وصفت مذكرات ألن بأنها "محاسبة شخصية صريحة وشاملة من قبل وودي ألن لحياته، بدءًا من طفولته في بروكلين ثم مساره المهني المرموق في السينما والمسرح والتلفزيون والطباعة والأداء الكوميدي المباشر، وكذلك يكشف الكتاب عن علاقاته مع عائلته وأصدقائه". ويستخدم ألن المذكرات مرة أخرى، لنفي مزاعم التحرش بالأطفال التي وجهتها له ابنته بالتبني، ديلان فارو. ويكتب المخرج أن هذا الادعاء كان نتيجة "سعي محموم" من جانب ميا فارو زوجته السابقة، للانتقام منه.

وودي ألن وزوجته سون يي
مازال هناك مجانين يعتقدون أنني تزوجت ابنتي

يقول المخرج والممثل الشهير البالغ من العمر 84 سنة في كتابه الجديد: "لم ألمس قط ديلان، ولم أفعل لها أي شيء يمكن أن يساء فهمه باعتباره تحرشا" مضيفا: "والأمر لا يعدو تلفيقًا تامًا من البداية إلى النهاية" وأنه وضع رأسه في حضن ديلان خلال زيارة في أغسطس 1992 لمنزل فارو في ولاية كونيتيكت. "بالتأكيد لم أفعل أي شيء غير لائق بها. كنت في غرفة مليئة بالأشخاص يشاهدون التلفزيون بعد الظهر".
ويمضي قائلا: "كنت أعلم أن ميا فارو مغرمة بإخبار الناس أنني تحرشت بابنتها القاصر عندما كانت في الحقيقة "سون يي" في الثانية والعشرين من عمرها، وبالطبع فإن حبنا (يقصد الحب الذي جمعه بسون يي) الذي أدى إلى زواج لأكثر من عشرين عامًا، كان بالكاد تحرشا بها".  ويواصل: "مازال هناك مجانين يعتقدون أنني تزوجت ابنتي، الذين يعتقدون أن سون- يي كانت ابنتي، والذين يعتقدون أن ميا كانت زوجتي، والذين يعتقدون أنني تبنّيت سون- يي، والذين يعتقدون أن أوباما لم يكن أميركيا. لكن لم تكن هناك أي محاكمة على الإطلاق. وقد أوضحت بجلاء للمحققين أن شيئا لم يحدث".
وكان من المقرر أن يصدر الكتاب أصلا عن طريق دار هاشيت، إلا أن رد الفعل العنيف على نطاق واسع لتوزيع الكتاب وتهديد عدد كبير من العاملين في هاشيت، الاستقالة من أعمالهم، أجبرت هاشيت على وقف الإصدار. وأعادت هاشيت حقوق الكتاب إلى وودي ألن، وهنا دخلت أركاد على الخط وأصدرت الكتاب الشهر الماضي. وقد دافعت جانيت سيفر، مديرة التحرير المسؤولة في "أركاد" عن إصدار الكتاب في بيان جاء فيه: "في هذا الوقت الغريب، عندما يتم تجاهل الحقيقة في كثير من الأحيان باعتبارها "أخبارا زائفة"، فإننا، كناشرين، نفضل أن نتيح الفرصة لأن نسمع صوت فنان محترم، بدلاً من الانحناء أمام أولئك الذين يصرون على إسكاته".