'معراج' رواية أسئلة الوجود الشائكة

الروائي اليمني الشاب عبدالله شروح يقدم روايته الجديدة الفلسفية الطابع ويطرح أسئلة تتعلق بالوجود والطفولة والشك واليقين والتسليم ويسلط الضوء على بشاعة الحرب الطائفية والنظرة الدونية للمرأة.

بعد روايته سوار النبي يقدم الروائي اليمني الشاب عبدالله شروح روايته الجديدة الموسومة بـ"معراج" الصادرة أخيرا عن مؤسسة أروقة، وهي رواية فلسفية الطابع وإن من منظور سردي ذكي يفاوض أسئلة الطفولة والشك والتمزق بين اليقينيات والسؤال الفاتح لمغاليق التسليم المستشرف للقادم، إنه هو الشاك المكتشف أو لنقل إبراهيم كما تقول الرواية التي تمتلك ميزات عدة تجعلها في صف الروايات المثيرة فهي لا تكشف عن مكنوناتها بسهولة وتجعل القارئ يمضي معها حتى الصفحة الأخيرة.
حول الرواية كتب الباحث الراحل طلعت رضوان لافتا إلى أن عبدالله شروح بالرغم من أنه مازال في مرحلة الشباب "مواليد مارس1990" فإنه طرح في روايته الكثير من أسئلة الوجود الشائكة، وهي الأسئلة التي شغلتْ الفلاسفة والمبدعين "سواء في العصور القديمة، أوفي العصر الحديث"، ومن أمثلة ذلك السؤال الذي جاء على لسان بطل الرواية: لماذا جاء الوجود "منذ بداية خلق البشر" لترسيخ "مفهوم القتل" الذي ترتب عليه أنْ صار البشر "مجرد حيوانات مفترسة؟"، والبطل بالرغم من علاقته المتوترة مع أبيه، فإنّ علاقته مع عمه ذروة من الحميمية وصلت لدرجة علاقة صداقة بين طرفيْن كأنما هما من سن واحدة.
 وهذا التغاضي عن فارق العمر سببه "تقارب الوجدان والفكر"، ولأنّ الشعب اليمني عانى من "ويلات الحرب الطائفية" لذلك فإنّ العم عندما أدرك حزن ابن شقيقه بسبب كثرة القتلى من الطائفتين "وهم أبناء وطن واحد" قال له: اسمع يا إبراهيم "اسم البطل، والراوي لأحداث الرواية": لوسألت الناس المتخاصمين والمتعاركين عن النهر سيقولون إنه "نهر الجميع،وهو نهر واحد لا نهرين، وكذلك فإنّ الله واحد "رب الجميع"، وأيضا الدين واحد، دين الجميع، ولكن أفهام ليست واحدة".
ويضيف أن الراوي بالرغم من تدينه، وحرصه على تأدية فريضة الصلاة، فإنّ عقله المولع بطرح الأسئلة يقول: إنني قرأتُ الآيات القرآنية التي وصفت صنوف النعيم المنتظرة المؤمنين، ولاحظتُ أنّ معظمها يغلب عليها النوع الحسي من طعام وشراب وقصور، ومتع حسية أخرى وبالرغم من إيمانه بحكمة الله سبحانه وتعالى في كل ماهو مقدّر للبشر في الدنيا والآخرة، تساءل: "ألا يفترض أنّ الجنة تعني الدرجة القصوى من السمو؟ فلماذا صيغة الوجود فيها مترعة بكل متطلبات الجسد، وهي نفس متطلبات البهائم؟".
ويوضح رضوان أن شروح في الصفحة الأولى من روايته، يتذكر أنه مع بداية سن البلوغ، كان يندهش من تمزق السحاب، والأكثر أهمية أنّ غيوم السحاب تحجب عنه رؤية الله، ولما سمعته أمه ضحكتْ بالرغم من جديتها، وقليلا ما تضحك أوحتى تبتسم، وفي تلك اللحظة دخلتْ عمته صفية، بطبيعتها المختلفة، وأنها مولعة بالنكت، وأنّ مرح عمته كفيلٌ بإضحاك الصخر، وكانت الجارات يتحلقن حولها، ويضحكن باستثناء أمي فتظل جامدة. 
ويلفت أنه في أول تجربة حسية شعر بميل نحو صديق طفولته علاء، واستحوذ عليه، أو هكذا تصوّر "جماله الأنثوي"، وبعد أنْ أشبع رغبته، وبعد أنْ تعامل القارئ مع ما حدث على أنه "حب مثلي" إذا بالقارئ يكتشف الخديعة التي وقع فيها الراوي، وبالتالي وقع فيها القارئ، حيث أنّ ما ظنه الراوي علاء كان عدم إدراك للحقيقية.
 ومع تطور الأحداث سيكتشف أنّ علاء "فتاة اسمها علا"، وكانت بداية اكتشاف الحقيقية، عندما نزل الراوي وعلاء في النهر متحاذييْن وصاخبيْن كسابق عهدهما، وطلب منه علاء تعليمه السباحة، و"كانت البداية عندما خلع علاء ملابسه، وإذا به يلمس ليونة جسد فتاة وأنه إزاء جسد أنثى في بداية سن البلوغ.
ظلّ لعدة سنوات وهو يعاتب نفسه على فعلته مع الفتاة علا، ويظنها الفتى علاء، ومنذ تلك اللحظة بدأ يتردّد على المسجد، والمواظبة على مواقيت الصلاة، ووقتها قال "صارتْ روحي مفعمة بحس الإخاء، وفاضتْ بالسلام، وراحتْ تغمر به الوجود من حولي"، وعندما فكرعلاء "قبل أنْ يعرف الراوي أنه علا" في الانتحار فإنّ الراوي قال لنفسه: "تخيلتُ الأمر لو تمّ، وصعقتُ. لن يكون انتحارًا، بل جريمة قتل، وأنا فيها أكبرالمساهمين، وأضاف بشئ من تأنيب الضمير: "لقد ارتكبتُ جرما مشينا في حق صديقي، وفي حق نفسي، جرما محفوفا بالتشوهات". 
ويقول "وكتب عنه أيضا: لاتزال له تلك الهيئة الجميلة بالغة الرقة، تلك المسحة الأنثوية التي مثلتْ لفترة من حياتي جحيمها الخاص، ولكنني لم أعد أخشى تجاهه ما كنتُ أخشاه في الماضي.

'هكذا امتزج الفكر الفلسفي بذات الإنسان الحائر'
'هكذا امتزج الفكر الفلسفي بذات الإنسان الحائر'

 وفيما يتعلق بذكرياته عن مرحلة بداية الشباب، تذكرأنّ والد علاء جاء إلى الدنيا يتيم الأب، وأنّ أمه هي التي تكفلت برعايته، ولكنها غادرتْ الدنيا بسرعة، وكانت في البلدة مؤسسة لرعاية الأيتام، فالتحق بها علاء، وكان من بين القائمين عليها أحد شيوخ طائفة سياسية، وكان وعي هذا الشيخ بالمرأة يقوم على أنها أصل الشر ومضى يكرّس هذه الصورة في ذهن الشباب "ومن بينهم علاء". ولأنّ "علاء/ علا" عاش وحيدًا تقريبا وبلا سند من أسرة، لذلك ظلّ يتطلع بشغف إلى أن يصنع بنفسه الأسرة، فتزوّج باكرًا، وعلى أمل أنْ يحظى بالكثير من الأبناء خاصة الذكور، ولم ينظر لزوجته إلاّ باعتبارها أداة لإنتاج ذكوره المنتظرين، وكان أدنى خاطر يعبره أنه "قد يبتلي بمولودٍ أنثى" يقض مضجعه. 
وأمست الأنثى في وعيه تجسيدًا لفكرة العار، ولذلك كانت صدمته الكبرى حين حظي بابنة، فعاند القدر، وعاند نفسه، ورفض أن يتقبل الأمرالواقع، ولكي يتخلص من أزمته النفسية انخرط في الحرب الأهلية، وبعد موت زوجته وجد نفسه وحيدًا مع الطفلة علا بنت الثلاث سنوات، وفي أحد الأيام قرّر أن يتخلص منها، وقبل أنْ يضغط بكفيه لخنقها انتبهت البنت للمساته وابتسمت، معتقدة أنّ والدها يداعبها، فأطلقتْ كفيها لتعبث بلحيته، وبسبب تلك اللمسة الرقيقية البريئة، رقّ قلب الأب وتراجع عن نيته "في قتلها"، ولكنه لم يتراجع عن أفكاره نحو "نظرته للمرأة"، ولذلك لم يستطع أنْ يتقبل فكرة أنه أب لفتاة، أي أب لأنثى، وظلّ الأمر- كما بدا له وكما صوّره عقله أنه إزاء "وصمة عار"وخطر محدق. 
ويتابع رضوان "اضطر الأب للهرب من مدينته والانتقال إلى مدينة أخرى، وهناك بدأ يتعامل مع ابنته على أنها ولد وغير الاسم من علا إلى علاء، وحرص على أنْ يلقنها كل التحذيرات خاصة في لعبها مع الأولاد الذكور، وظنّ الأب أنّ تحذيراته كافية لتكون "علا الأنثى"/ "علاء الذكر".
 ومثل كل الأطفال في العالم، عثرتْ علا/ علاء، على أصدقاء من سنها من أبناء الجيران، فتم التعارف مع الراوي الذي كان الأقرب من الناحية الوجدانية والعاطفية، واستمر الوضع بدون مشاكل أو أي تحفظات، على أنه من الأمورالطبيعية، "طوال فترة الطفولة والصبا وقبل فترة البلوغ"، ولكن مع انتهاء هذه الفترة أصبح الأمرمربكا وأقرب للاستحالة". 
ويرى أنه في هذه الفترة بدأ الراوي يشعر بالحيرة، حيث تصوّر أنّ علا/ علاء يحبه لدرجة الوله، والمفارقة أنّ والد البنت علا رحب بتلك العلاقة بين ابنته وابن الجيران ، طالما أنّ الأخير يعتقد أنه يلعب مع صبي مثله، واستمرت تلك التمثيلية، على أمل أنْ تنشأ البنت علا، على أنا الولد علاء، ولكن مع مرور الوقت انكشفتْ الحقيقة، ولكن لا يجرؤ أحد على التصريح بها، فالجميع يخشون من والدها.
 تطور الوضع عندما حاصر الشاب "يزيد" الفتاة علا، وقطع عليها الطريق، وقال لها أنه كشف أمرها،وطلب منها أنْ تصحبه إلى النهر، ولو رفضتْ فسوف يفضح أمرها ويكشف سرها لكل الجيران، فاستجابتْ له ورافقته إلى النهر، ولما علم الراوي بما حدث تمنى لو أنه فعل ذلك بدلا من يزيد، المتعجرف والانتهازي، والذي سيستمر في ابتزازها. 
كان يزيد- حتى تلك اللحظة- يعتقد أنه يتعامل مع علاء وليس علا، وكانت المفاجأة أنه عندما وصلا عند النهر، إذا بالفتاة علا تصيبه بطعنتيْن بسكينة في صدره، وعادتْ من النهر مذعورة، ولا تعرف لماذا فعلتْ ذلك، ولما دخلتْ المنزل هاجمتها "تحت جلدها حمى رهيبة"، وشرعتْ تهذي ومحدثة والدها بما حدث، فاضطر إلى أنْ يأخذها في رحلة علاجية استمرتْ عدة أشهر. 
ويشير إلى أنه نظرًا للعلاقة القديمة بين الراوي وعلا "على اعتقاد منه أنه يتعامل مع صبي مثله اسمه علاء" وبعد موت والد علا في الحرب الطائفية، وبعد أنْ تطورتْ علاقة الراوي مع علا، وتأكد من أنوثتها، إذا بها "خاصة بعد وفاة والدها" تعتقد أنّ هذا الموت جاء كفاتحة لحياة جديدة، وقد تمنتها لتعيش مع الراوي.
 فأخذتْ جثمان والدها وأتت به إلى البلدة "متدثرة بعلاء" ليتسنى لها رؤية صديقها الراوي وتحكى له ما حدث، وبعد أنْ شعر نحوها بالمزيد من التقارب العاطفي، حدّث نفسه قائلا: هي تعرف أنّ هذه البيئة، وهذا المجتمع، اللذيْن لم أنسجم فيهما "في زمن السلم" صارا الآن "في زمن الحرب".
واستمرّ اختلاط الأمر عليه بين علا وعلاء، وعندما رأى من تصوّر أنه علاء الذي خلع ملابسه إذا به يجد علا عارية تماما، فقال لنفسه: علا التي لن يمكنني النظر إليها مطلقا، سوى على أنها علاء.
ويؤكد رضوان أنّ المبدع يعتمد على خاصية تعدد الأصوات في الإبداع، فجعل الراوي يطرح الأسئلة الشائكة، التي يتجاهلها المتدينون، وفي نفس الوقت يطرح الصوت المقابل "عن خالق الكون والكائنات"، الذي ترك للبشر حرية التصرف فيما خلق. 
ومع تصاعد المعارك في الحرب الطائفية بين الطائفتيْن المتحاربتيْن، جاءتْ الأخبار المؤكدة على الحسم لصالح طائفة والد الراوي، وبالرغم من ذلك فإنّ الوالد لم يبتهج كلية، وإنما شعر بالغبن بسبب أنّ خصمه من نفس طائفته هو الأكثر شهرة وبروزًا.
 ويبدو من سياق أحداث الرواية، أنّ الراوي والأدق المبدع ـ عاصر الحرب الأهلية، وشاهد جنونها، خاصة مشاركة كل الشباب وذهابهم إلى جبهات القتال، والراوي من بينهم،وموقفهم من فلسفة رفض للحرب، ووصل الأمر لدرجة أنّ الرجال أخضعوا نساءهم لتدريبات تتناسب مع قدراتهنّ، على استخدام الأسلحة الخفيفة للدفاع عن أنفسهنّ، وأعتقد أنّ إشارة المبدع لهذه الواقعة، غاية في الأهمية حيث إلقاء الضوء على تفاصيل الحرب الأهلية، التي وصلتْ بشاعتها لدرجة مشاركة النساء فيها.
 كما تسببتْ الحرب في أنّ كثيرات من النساء ترملنَ، وهنّ في بداية تفتحهنّ، وبالتالي فقدنَ إيمانهنّ، ليس فقط بقيمة النصر أو الانتماء للطائفة، وإنما أيضا فقد الإيمان "بمفهوم العفة وجدواه".
لقد اعتبر الراوي أنّ الحرب الأهلية فضيحة إنسانية وأخلاقية، ولكنه امتلك شجاعة الربط بين فضيحة الحرب، وفضائحه هو "حيث تجاربه مع بعض السيدات" مثلما حدث في تجربته مع أم عائشة ومع غيرها من بائعات الهوى في الحانات، ولأنه مأزوم وممزق النفس بسبب الحرب الأهلية، اكتشف أنّ أوقاته مع بائعات الهوى تجعله يضيف الكثير "من البقع السوداء، إلى ما تبقى من بياض روحه".
وفي الصفحات الأخيرة من الرواية، دار حوار بين الراوي وعمه، عن شقاء البشر، ذلك الشقاء الذي بدأ بقتل الشقيق لشقيقه، كما حدث مع الشقيقيْن هابيل وقابيل، والسبب الغيرة التي نشأتْ بينهما، مرة بسبب تفضيل الإله لقربان أحدهما دون الآخر، ومرة ثانية بسبب مشكلة زواج أحدهما من شقيقته، ومن هذه المشكلة فإنّ الرواي سحب القارئ إلى المأزق الذي تعرّض له الراوي، بعد أنْ قرأ الأوراق التي كتبها عمه، وأفرد فيها مساحة كبيرة عن علاقته بأم الراوي، وأنّ العم كان يرغب في الزواج من أم الراوي، ولكن جده رفضه وزوّجها لأبيه، لأنه- أي والد الراوي هو"وجه الطائفة الأبرز في المنطقة"، وهكذا تتداخل مرارة الحرب الطائفية، وتشتبك مع العلاقات الأسرية، وقد تسبب رفض العم في أنْ يخلق لنفسه عالمه الخاص وفق رغبة ومشيئة خياله، فصمم منزلا يشبه الفردوس، واختلى فيه مع حبيبته التي تمناها زوجة ولم يحدث الزواج، فكانت من نصيب شقيقه "والد الراوي"، وعندما اقترب الرواي من أمه ليحتضنها، فإنه احتضن "جذع شجرة مجتثة" ولما خاطبها لم ترد عليه، وإنما أطلقتْ صرخاتها، وهي تكشط وجهها بأظافرها، ويكتمل المشهد المأساوي برؤية الراوي لوالده، وبيده مسدس مصوّب نحو سطح المنزل، ومعه حرسه الخاص من طائفته، فإذا بالراوي يسحب مسدسا من جراب أحد الحراس، ويفرغ رصاصه في جسد أبيه الذي جعله الرصاص يرقص رقصة الموت.
وكان حتما أنْ ينتهي المشهد برقصة ثانية، حيث أنّ الحرس الخاص بوالد الراوي، أمطروا الابن برصاص مسدساتهم، فجعلوه يرقص "رقصة الموت"التي رقصها والده، وهكذا تختلط الشئون العامة بالوطن، الرازح تحت سياط الحرب الأهلية، بالشئون الخاصة للمواطنين، بمراعاة أنّ الراوي"رمزٌ" لمواطني هذا البلد المنكوب، والمكتوب عليه "في لوح القدر العبثي"أنْ يعيش ويعاصر جنون زعماء الطوائف المتحاربين.
 وفجأة يتذكر الآية القرآنية "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"ولأنّ الراوي مغرمٌ بحب التساؤال، وذو نزعة فلسفية وجودية، بالرغم من تدينه ومواظبته على أداء فريضة الصلاة، لذلك رفع يديه نحوالسماء، وخاطب الله سبحانه قائلا: خلقتنا إذن لتبتلينا؟ وبعدها شعربغصة في حلقه، وهتف صوت من داخل أعماقه: أخشى يا رب أنْ أغادر الدنيا ناكرًا وجودك، ولكنك موجود، وما أنا إلاّ نملة بائسة".ويختم رضوان بالقول "هكذا امتزج الفكر الفلسفي بذات الإنسان الحائر، والمتسائل دائما عن مغزى الوجود، ومغزى قتل الإنسان للإنسان، خاصة أنّ الراوي تذكر آية الإبتلاء القرآنية، في اللحظة التي شاهد فيها آلاف جثث ضحايا الحرب، وبشاعة منظر الدماء التي غطتْ وجوههم،وهكذا أنهى المبدع روايته، وكأننا إزاء مشهد شكسبيري في مسرحية من كلاسيكياته الشهيرة".