معرض جماعي يسمع 'أصوات المرجان' بريشة فنانين أردنيين وسويسريين

مشروع فني يُبرز جماليات الشعاب المرجانية وقدرتها على البقاء في مواجهة التغيرات المناخية.

عمان - يحتضن المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بالتعاون مع السفارة السويسرية في الأردن وهيئة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أحد عشر فنانا وفنانة من الأردن وسويسرا، اجتمعوا في المعرض الفني "أصوات المرجان" في محطته الثانية، للاحتفاء بالشعاب المرجانية.

ويُركز المعرض الذي تم افتتاحه في أبريل/نيسان الماضي برعاية الأميرة وجدان الهاشمي، عبر نحو مائة عمل فني متنوع، على الشعاب المرجانية بوصفها نظمًا بيئية حيويّة تجمع بين الهشاشة والقوّة، فـ"أصوات المرجان" يشكل مساحة للتأمّل في التفاعل بين الإنسان والبحر، ويُبرز دور الإبداع في تعميق إدراكنا للمخاطر التي تهدد البيئات البحرية، ويُعزز أهمية تبني السلوكيات المستدامة تجاه الطبيعة.

ويُبرز المعرض جماليات الشعاب المرجانية وقدرتها على البقاء في مواجهة التغيرات المناخية، حتى أصبحت تُعرف مجازيا بـ"شعاب الأمل"، لما تحمله من رسائل رمزية حول الاستدامة والتنوع البيئي.

وقد جاءت الأعمال المعروضة ثمرة لإقامة فنية نظّمت في مدينة العقبة خلال شهر مايو/أيار الماضي، أتيح خلالها للفنانين الغوص في أعماق البحر الأحمر واستلهام عناصر الطبيعة البحرية لإبداع أعمالهم.

وقال مدير المتحف الدكتور خالد خريس في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن المعرض يُعد مشروعا فنيا بيئيا مستداما، يهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بقضايا البيئة البحريّة، ويؤكد على أهمية الفنّ بوصفه وسيلة تحفيز للتفكير والتغيير الإيجابي.

ويشارك في المعرض 11 فنانة وفنانا من الأردن وسويسرا، وهم: أحمد تركي، أحمد الشاويش، أنس عقل، تمارى العجلوني، دانة أبوخليل، سندس أبوالعدس، صلاح الدين القواسمي، لطفي زايد، ليلى حاجبي، وياسمين الكردي ومايفا روبلي، حيث قام الفنانون بزيارة العقبة للغوص واكتشاف البيئة البحرية فيها، واستلهام إبداعاتهم، لتحفيز وإلهام الآخرين، أنتجوا هذه المجموعة الفريدة من الأعمال الفنية، التي تبرز أهمية الشعاب المرجانية وفقًا لرؤاهم الفنية وأسلوبهم الشخصي.

وتجلّت في لوحات الفنانة دانة أبوخليل ألوان البحر الهادئة وتدرجاته، إذ استخدمت الأزرق والفيروزي والبنفسجي لتقديم مشاهد بانورامية تنطوي على بُعد تأملي عميق، في ما قدم الفنان صلاح القواسمي عملًا تركيبيًّا ضخمًا استخدم فيه شباك صيد ومواد بلاستيكية منتشلة من البحر، في إشارة مباشرة إلى أثر التلوث البحري، بينما عرضت الفنانة السويسرية مايفا روبلي عملًا تفاعليًّا يمزج بين المؤثرات البصريّة والصوتيّة، مستخدمة تسجيلات لصوت الغوص وفقاعات الماء داخل مجسمات زجاجية مضاءة.

وتنوّعت الوسائط المستخدمة في الأعمال الفنية بين الرسم بالأكريليك والزيت، والتصوير الفوتوغرافي، والفن الرقمي، والتركيبات ثلاثية الأبعاد، وقد حرص الفنانون على تقديم تجارب متعدّدة الأبعاد مدعمة بمؤثرات صوتية تنبعث من سماعات مرافقة، تُحاكي أصوات البحر وحركة مياهه وكائناته.

وحط المعرض في عمان ضمن مسيرة المشروع المستمرة، حيث يمنح جمهورها فرصة فريدة للتفاعل مع هذا التنوع الفني المستوحى من نظم الشعاب المرجانية في خليج العقبة، ويأتي بعد إقامة المعرض الأول في أكتوبر/تشرين الأول عام 2024 في قلعة العقبة التاريخية.

والمشروع من تنظيم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، بالتعاون مع سفارة سويسرا في الأردن، وسلطة العقبة، ووزارة السياحة والآثار، ومحمية العقبة البحرية، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، وبدعم من وزارة الثقافة، والنادي السويسري الأردني للأعمال، وأيلة، ومركز دايفرز دايفرز للغوص، وشركة جت للنقل السياحي، وفندق لاكوستا، والبنك الأهلي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وكتب المتحف عبر مختلف حساباته على المواقع الاجتماعية أن "رحلة المرجان مستمرة! يسرّنا الإعلان عن تمديد معرض 'أصوات المرجان ' حتى الحادي والثلاثين من يوليو/تموز الجاري.. إذا لم تسنح لكم الفرصة بعد لاكتشاف هذا المشروع الفني الذي يجمع بين والفن والعلم والبيئة، فهذه فرصتكم!".

وكان المعرض افتتح في الثالث والعشرين من أبريل/نيسان الماضي على أن يتواصل إلى غاية الرابع عشر من مايو/أيار الماضي، إلا أنه تم تمديده في مرحلة أولى إلى غاية الرابع عشر من يونيو/حزيران الماضي، ثم تم تمديده إلى الحادي والثلاثين من يوليو/تموز الجاري.