ملايين البشر ينتظرون المساعدات في زمن الثروة

دول عربية تسجل أعلى نسب الإغاثة الإنسانية جراء الحروب والنزاعات والتهجير القسري، حيث يحتاج إلى المساعدة شخص من كل 70، رغم زيادة معدلات التنمية بالعالم.
132 مليون إنسان حول العالم بحاجة إلى الحماية والمساعدات
37 مليون محتاج للمساعدات الإنسانية باليمن سوريا

جنيف - يحتاج ملايين من البشر في مناطق مختلفة تشمل العالم العربي إلى الإغاثة بسبب النزاعات والكوارث وانعدام الأمن الغذائي وقضايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.

واستنادا إلى تقرير التقييم الإنساني العالمي 2019 الذي نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 'أوتشا'، اتضح أنه رغم زيادة معدلات التنمية في دول العالم، إلا أن هناك شخص من بين كل 70 شخصا بحاجة إلى مساعدات.

وتحتل اليمن التي تشهد أزمة إنسانية كارثية المركز الأول في ترتيب أكثر الدول احتياجًا للمساعدات الإنسانية، تليها سوريا التي تواجه أزمات وحربا داخلية وكوارث، ثم دول الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، ونيجيريا، وجنوب السودان.
وبلغت قيمة المساعدات الإنسانية التي يحتاجها اليمن الخاضع تحت المجاعة إلى جانب الحرب، 2.96 مليار دولار العام الماضي ولم يؤمن منها سوى 2.29 مليار دولار.

ووصلت قيمة المساعدات الإنسانية التي احتاجتها سوريا التي تشهد حربًا منذ العام 2011، نحو 3.36 مليار دولار في 2018، إذ لم يتم توفير سوى مليارين منها.
وبالنسبة للسودان الذي يشهد أزمة هو الآخر بلغت قيمة الاحتياجات الإنسانية فيه العام الماضي 1.01 مليار دولار، حيث لم يُوفّر منها سوى 603 ملايين دولار.
وسجلت قيمة الاحتياجات الإنسانية بالعام ذاته في دولة جنوب السودان 1.72 مليار دولار، توفر منها 1.03 مليار وكذلك في الصومال تم توفير 796 مليون دولار من إجمالي 1.54 مليار هي قيمة الاحتياجات الإنسانية فيها بالعام الماضي.
واتجهت الأنظار بمناسبة اليوم العالمي للإغاثة الإنسانية الذي يوافق 19 أغسطس/آب من كل عام، نحو أوضاع وأحوال الدول والشعوب المحتاجة للمساعدات الإنسانية.
وتشير توقعات إلى أن نحو 132 مليون شخص حول العالم سيكونون بحاجة في العام 2019 إلى حماية ومساعدات إنسانية دولية في 42 دولة حول العالم، بالإضافة إلى أن المساعدات لن تصل إلا إلى 93 مليون منهم بالعام نفسه.

وحذّر التقرير ذاته من إمكانية تزايد الاحتياجات الإنسانية خلال العام الجاري.
وتم في نيجيريا تأمين 677 مليون دولار من إجمالي 1.05 مليار دولار قيمة الاحتياجات المطلوبة.
أما في الكونغو الديمقراطية التي تعاني من انتشار الأمراض المعدية، فبلغت قيمة الاحتياجات الإنسانية اللازمة العام الماضي 1.68 مليار دولار، حيث تم توفير 733 مليون دولار منها، فيما بلغت في إثيوبيا قيمة تلك الاحتياجات 1.18 مليار دولار توفر منها 635 مليون.
وقدرت قيمة المساعدات الإنسانية العام الماضي بـ24.88 مليار دولار، إذ لم يتم توفير وتغطية سوى 56 بالمئة من هذا المبلغ.
وتضمن التقرير أيضا استشرافا لقيمة المساعدات الإنسانية المتوقعة التي يحتاجها العالم في العام 2019 ومعدلات تلبيتها في ضوء الإمكانيات المتاحة.
وتشير التوقعات بهذا الخصوص إلى وجود نحو 132 مليون إنسان بحاجة إلى الحماية والمساعدات الإنسانية الدولية في 42 دولة حول العالم، غير أنه من المتوقع ألا تصل المساعدات إلا إلى 93 مليون منهم هذا العام.
وعند توزيع هذا العدد بحسب الدول الأكثر تعرضًا لأزمات، تأتي اليمن في المقدمة بإجمالي 24 مليون محتاج للمساعدات الإنسانية، ثم سوريا بـ13 مليون، تليها الكونغو الديمقراطية بـ12.8 مليون، فإثيوبيا بـ8 ملايين، وبعدها جنوب السودان بـ7.1 مليون ومثلها لنيجيريا، ثم العراق بـ6.7 مليون وأفغانستان بـ6.3 مليون والسودان بـ5.5 مليون.
وأشار التقرير نفسه كذلك إلى أنه ستكون هناك حاجة لـ21.9 مليار دولار هذا العام لتلبية الاحتياجات الإنسانية في البلدان المحتاجة، منها 4 مليارات لليمن و1.65 مليار للكونغو الديمقراطية و1.50 مليار لدولة جنوب السودان و1.08 مليار للصومال، ومليار للسودان.
وتجدر الإشارة إلى أنه يُحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني سنويا في 19 أغسطس/آب، للإشادة بعمال الإغاثة الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية. كما يراد من هذا اليوم حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم.
ويصادف ذلك اليوم ذكرى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية بينهم سيرجيو فييرا دي ميللو، الممثل الخاص للأمين العام للمنظمة الأممية لدى العراق.