ملتقى الخرطوم لنقد الشعر السوداني يؤكد انعقاده مطلع أكتوبر

ملتقى النقد لهذا العام ينعقد تحت ظروف استثنائية، وتعمل لجنته العليا على اتباع كافة وسائل السلامة الصحية.
سير عمليات التصميم والطباعة لكتاب النقد الأول الذي يضم بحوث الملتقيين الأولين 2018 و2019 تزامنا مع انعقاد الملتقى الثالث
ثلاثة شعراء ينثرون عطر القصيد على مسامع جمهور الشعر ببيت الخرطوم

عقدت اللجنة العليا لملتقى الخرطوم لنقد الشعر السوداني الذي يقيمه بيت الشعر الخرطوم في دورته الثالثة، اجتماعها الدوري، برئاسة الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر الخرطوم عميد معهد البروفيسور عبدالله الطيب للغة العربية بجامعة الخرطوم، وناقش الاجتماع سبل سير الترتيبات للملتقى الثالث، وأمن في مخرجاته على قفل باب التقديم في الميقات المعلن سابقاً بتاريخ 10 سبتمبر/أيلول الجاري، وجرت خلاله المشاورات حول عدة أماكن لانعقاد الملتقى في ظل الظروف والقيود التي تمر بها البلاد مع اتخاذ التدابير الصحية، إلى جانب التخطيط لأزمنة وجدولة العمل الإداري، وكذلك أعمال اللجنة العلمية التي ستبدأ بالانخراط في قراءة البحوث أولياً عقب إغلاق باب التقديم مباشرة.
واطمأن رئيس اللجنة العليا للملتقى د. الصديق على سير العمل بين أعضاء اللجان مقدماً تكاليفه وتوجيهاته في الإتقان والتجويد والمتابعة، وضم الاجتماع رئيس اللجنة العلمية الدكتورة هالة أبا يزيد بسطان أمين الشؤون العلمية بجامعة أم درمان الأهلية، والدكتور مصطفى الصاوي أستاذ النقد بالجامعات السودانية، والشاعرة ابتهال تريتر نائب مدير بيت الشعر رئيس اللجنة الإدارية المناوب، ومحجوب دياب مقرر اللجنة العليا، والشاعر زكريا مصطفى، ومدير الإعلام والعلاقات العامة ببيت الشعر، وغاب عن الاجتماع عضو اللجنة العلمية الثالث الدكتور سعد عبدالقادر العاقب مدير إدارة العلاقات الثقافية والإعلام بجامعة بحري لظروف خاصة.
اطمأن الاجتماع على سير عمليات التصميم والطباعة لكتاب النقد الأول الذي يضم بحوث الملتقيين الأولين 2018 و2019 تزامنا مع انعقاد الملتقى الثالث، واستعرضت رئيس اللجنة الإدارية المناوب ابتهال تريتر موقف المطلوبات والاحتياجات التي اكتمل ترتيبها، بينما تناولت رئيس اللجنة العلمية د. هالة الجدول والمواقيت الأولية لاجتماعات اللجنة العلمية وطبيعة تحكيم وتقييم البحوث العلمية التي سترد إليها، وناقشت اللجنة كيفية مشاركة النقاد العرب هذا العام مع الظروف الصحية المحيطة بالعالم، واتخذت تدابير شتى بهذا الصدد ستكشف عنها الأيام المقبلة، وفي سياق متصل زار وفد من اللجنة العليا عقب الاجتماع بعض القاعات المقترحة لانعقاد الملتقى من بينها قاعات مركز أم درمان الثقافي، وقاعة الصداقة في سابق الأيام.

يذكر أن ملتقى النقد لهذا العام ينعقد تحت ظروف استثنائية، وتعمل لجنته العليا على اتباع كافة وسائل السلامة الصحية.
ثلاثة شعراء ينثرون عطر القصيد على مسامع جمهور الشعر ببيت الخرطوم
على صعيد آخر، واستمرارًا لنشاطه الأدبي، واستهلالًا لفعاليات الشهر الجاري، أقام بيت الشعر بالخرطوم نهارية شعرية الإثنين 7 سبتمر/أيلول 2020، شارك خلالها ثلاثة شعراء جملوا أروقة قاعة النشاط ببيت الشعر، وزينوا الأوقات التي زانها القصيد نهارًا وعانقت قوافيها خيوط المساء، حيث ضمت الأمسية الشعراء: بشير أبو سن، أحمد عماد الدين عثمان، والشاعرة فاطمة الصادق.
ومن قراءات الأمسية يقول الشاعر أحمد عماد الدين: 
"الحُبُّ ما طاب بعد الموتِ صاحبُهُ
والموتُ ما ثار من طُوفانه الحدثُ
بحرٌ من التيه في أعماقِهِ رقَدَت
حلوُ الفوانيسِ في شُطآنه الرَّوثُ
يا منشدًا في رحالِ الصَّمت أغنيةً 
تُتلى على موجةٍ ما صابها رَمَثُ 
أنَّى استرقتَ عيونًا من صفاء جوًى
وجفَّ من بعد موتٍ قلبُك الدَّمِثُ
أو انتبذت بعيدًا عن بلادِ هوًى 
ينامُ في عاتقيها الجدُّ والعبثُ
فلن تُبثَّ حياةٌ بعدما اهترأت 
على الصحائفِ ذكرى خانها اللَّهَثُ
فاقفز إلى ربوةِ الآتين منتميًا
إلى سحابٍ ثقيلٍ ليس يكترثُ 
واخلُد إلى مرقدِ الماضينَ مُختبئًا
فقاتلُ الحبِّ في الحالين لا يرِثُ"
هكذا ابتدر قراءات النهارية الشاعر أحمد عماد الدين عثمان محمد صالح الذي تخرج في جامعة أفريقيا العالمية، كلية علوم المختبرات الطبية، قسم الأحياء الدقيقة الطبية، ونال الماجستير في الصحة العامة، قسم طب المجتمع في الجامعة ذاتها، قدم أحمد برنامج إبداعات على إذاعة أفريقيا، وقدم أيضًا برنامج نبض الحروف على قناة العالمية في العامين 2017 و2018، وهو المنسق الأدبي لمجموعة "وهج" الشعرية، من أبرز مشاركاته اللوحة الشعرية لافتتاح مهرجان الخرطوم للشعر العربي الموسم الثاني، وكذلك فعالية تجمع الشباب الثقافي العالمي 2016، له تحت الطبع "من فواح الأقحوان"، ومجموعة نثرية بعنوان "حبيب".
أما الشاعرة فاطمة الصادق أبكر عبد الحميد، فتخرجت في كلية علوم الفيزياء بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، نشرت لها قصائد في عدة صحف: صحيفة الوطن، صحيفة مدارات جديدة، مجلة  رسائل الشعر، لها ديوان شعر تحت الطبع بعنوان "بي حاجةٌ للزوال" تقول في إحدى نصوصها:
"حتمًا أرى منفايَ 
حين يمدُّ بي قلبي
إلى غير اشتهائك 
والحنين 
دعني هناك 
فرَيثَما يرتدُ
للقلبِ التخافقُ
أنت بي 
ذاك الوتين 
فاعلم إذا ما 
ضقتُ ذرعًا 
بابتعاديَ
واشتياقُك 
شقّ صمتيَ 
بالأنين 
أقبلتُ نحوك 
موجةً تطوي الطريقَ 
لتلتقيك 
بلا ترددها 
اليقين"

الشاعر بشير علي محمد أبوسن، بكالوريوس الهندسة الكهربائية - كلية الهندسة - جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا (2012-2017)، كاتب مؤسس في جريدة القصة السودانية، وكاتب في مجلة جيل جديد الإلكترونية، ومجلة الوراقين. حاصل على جائزة صوتي للشعر، للكتّاب من شرق أفريقيا، SAWTI Poetry Prize، لديه مجموعة شعرية: "أغنيات في شارع الحرية" تحت الطبع.
يقول بشير أبو سن في قصيدته:
"لم تختبِئْ : عيناكَ ملء عيونِها 
لكنّهم لا يقرأون الشعرَ
ما وجدوكَ في خطأ الطباعةِ
والطريقِ الباهتِ الممتدِّ
من عصر الخيول الراكضات على الممالكِ
للخيول الراكضات على الجرائدِ
وانتبه
لا ذنبَ لكْ
ما قلتَ حين رُميتَ للسُّلطانِ تحت سياطِه
ما أعدلكْ
فاحملْ جروحَك واعتنقْها
أيها الوجهُ الطفوليّ الحكيمْ
وانزعْ عيونكَ 
عن حدائقِ عصركَ المغترّ بالبارودِ
متسخِ الورودْ
واخرُجْ خفيفًا - أيها الموعودُ - 
من وحَلِ الجدودْ
قد قيدوكَ فلا تسلّمْ بالقيودْ
أو حرروكَ فصرتَ كاللاشيءِ
منعدمَ الوجودْ
الخيلُ خلفكَ والوصايا و الجنودْ"
أدار منصة النهارية الشاعر عبدالقادر المكي المجذوب بحنكة واقتدار، وسط حضور تقدمه مدير بيت الشعر الدكتور الصديق عمر الصديق، وعدد من الإعلاميين والمهتمين، ليحلق الشعراء بجميل القوافي، وينثروا عطر القصيد على مسامع جمهور الشعر.