مناظرة لغوية قتلت سيبويه غمّا في ريعان الشباب

دارة الملك عبدالعزيز تنشر تفاصيل مسألة خلافية جرت بين سيبويه والكسائي مرجحة أن الحق كان في صف العالم النحوي الشهير.

الرياض - قالت دارة الملك عبدالعزيز، وهي مؤسسة ثقافية سعودية تقع في الرياض، إن مناظرة لغوية كانت وراء موت عالم النحو الشهير سيبويه.
نشرت المؤسسة عبر صفحتها على تويتر، بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي، ملابسات جدل لغوي جرى بين سيبويه إمام مدرسة النحو في البصرة، والكسائي إمام النحو في الكوفة، مرجحة أن الحق كان في صف سيبويه.
وأشارت الدارة المتخصصة بخدمة التراث والتاريخ العربي أن هذا الموقف التاريخي كان السبب في وفاة سيبويه.
وذكرت أن المسألة الخلافية التي دارت بين سيبويه والكسائي كانت حول مقولة مفادها: "كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور".
وكان سيبويه يرى أن تكملتها تتمثل في "فإذا هو هي"، وليس "فإذا هو إياها"، فيما قال الكسائي إن "الوجهين جائزان".

وتفاصيل هذه القصة جرت في مجلس يحيى البرمكي وزير الخليفة العباسي هارون الرشيد، وكان الكسائي ذا حظوة عندهما، ولما وافقا الكسائي انقبض خاطر سيبويه، فخرج من بغداد إلى فارس يتوارى من الناس من سوء ما لحقه، ولم يقدر على العودة إلى البصرة، ومات غمًّا هناك في ريعان شبابه.
وانتصرت دارة الملك عبدالعزيز في ختام هذه الرواية المشوقة لسيبويه، حيث قالت "يرى جمهرة العلماء أن إصبع السياسة كان حاضرا في المسألة، لأنها حكم بين البلدين لا الرجلين، فما وافق العرب الكسائي إلا لحظوته عند الخليفة والوزير، وهم متيقنون أن الحق مع سيبويه".
وسيبويه هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي ولد عام 765 ميلادي وتوفي في 796 ميلادي، وهو أول من بسّط علم النحو، وأخذ النحو والأدب عن الخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر، وورد بغداد، وناظر بها الكسائي، وتعصبوا عليه، وجعلوا للعرب جعلا حتى وافقوه على خلافه، ومن آثاره كتاب سيبويه في النحو.