مهرجان دواير يفتتح فعالياته بتكريم منة شلبي

عبدالإله بن عرفة وبثينة العيسى وسنان أنطون.. أبرز المشاركين العرب بدواير الثقافي.
اثنان وعشرون ندوة وفعالية على هامش الدورة الأولى للمهرجان بمشاركة خمسة وعشرين دار نشر مصرية وعربية

انطلقت الخميس الدورة الأولى من مهرجان دواير الثقافي، بمقر سينما راديو بوسط البلد، بمشاركة أكثر من 25 دار نشر عربية ومصرية وما يزيد عن 22 فعالية ثقافية، منها 4 ورش عن الكتابة الإبداعية والسينمائية وما يزيد عن 18 ندوة تتنوع بين مناقشات الكتب واللقاءات المفتوحة والندوات المتخصصة بمشاركة عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب، والذي تستمر فعالياته يوميًا حتى يوم 15 يوليو/تموز الجاري.

قدمت الحفل الإعلامية السورية "ألما كفارنة"، وألقت كلمة الافتتاح نيهال شوقي رئيس مجلس إدارة دار ديوان للنشر. وقد كرم المهرجان النجمة الفنانة منة شلبي التي أبدت سعادتها بالتكريم لافتة إلى أنها كانت محظوظة بتجسيد شخصيات في أعمال درامية متنوعة مأخوذة عن أعمال أدبية.

وجاء اختيار الفنانة منة شلبي للتكريم كونها واحدة من أكثر فنانات جيلها مساهمة في الأعمال السينمائية والتليفزيونية ذات الأصل الأدبي، وهي دؤوبة في البحث عن فرص لتحويل المزيد من الروايات إلى أعمال فنية، ومن ثم وصول الإبداع الأدبي إلى جمهور أوسع وأكثر انتشارًا.

وتقول منة شلبي في أحد لقاءاتها الصحفية إنها تعكف على قراءة مجموعة من الروايات الأدبية لتحويلها إلى عمل سينمائي، وأضافت "أرى أن تحويل الأعمال الأدبية إلى السينما يعتبر خطوة مهمة، وهناك أعمال سينمائية ناجحة كانت في الأصل روايات، ومنها روايات لنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وآخرين، ونجحت هذه الأفلام في الظهور بشكل مختلف، حيث دائما تعتمد الرواية على التفاصيل الدقيقة وهذا ما أبحث عنه في عمل سينمائي".

ومن الأعمال الأدبية التي تحولت إلى أعمال درامية وشاركت فيها بالتمثيل الفنانة منة شلبي، روايات: "حديث الصباح والمساء" للأديب نجيب محفوظ، و"واحة الغروب" للأديب بهاء طاهر، و"تراب الماس" للأديب أحمد مراد، و"في كل أسبوع يوم جمعة" للأديب إبراهيم عبدالمجيد، وترشحت عن دورها في المسلسل الذي يحمل نفس اسم الرواية لجائزة إيمي أووردز الأميركية لأفضل ممثلة.

وشارك في حفل الافتتاح الإعلامي الكبير عمرو خفاجي الذي ألقى كلمة عن تاريخ وحضور منطقة وسط القاهرة في المشهد الثقافي المصري، فتناول بالذكر كيانات هامة مثل أتيليه القاهرة، ولقاءات المثقفين الأسبوعية يوم الثلاثاء، لافتًا إلى أن وسط المدينة شاركت في خلق تيارات من الوعي والثقافة عن طريق أماكن عديدة مثل مكتبة مدبولي.

وقال خفاجي إن وسط البلد سيظل من الأماكن التي تحرك الدوائر الثقافية في مصر وتستقبل كل الأدباء من مختلف الأرجاء.

افتتح بعدها المهرجان أولى فعالياته بندوة عن "تاريخ وتطور الفعاليات الثقافية" أدارها الإعلامي عمرو خفاجي، وشارك فيها كل من النائبة والروائية ضحى عاصي، ورئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، والكاتب الصحفي سيد محمود.

وأكد فريد زهران، رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي، على جهود المؤسسات المستقلة في إثراء الحياة الثقافية، قائلا إن هذا المهرجان يؤكد على إمكانية نجاح المؤسسات في تنظيم وخلق أحداث ثقافية مهمة.

وأشار زهران إلى أنه من المؤمنين بأهمية وثقل القاهرة على كل الأصعدة وخاصة المجال الثقافي، فالقاهرة هي مركز الحياة الثقافية عربيًا لأسباب تاريخية وثقافية.

وقالت النائبة والروائية ضحى عاصي إن مكتبتي "ديوان وتنمية" أثرا المشهد الثقافي المصري وتركا بصمة كبيرة والمهرجان امتداد طبيعي لتطورهما.

وفيما يتعلق بتأثير وسط القاهرة على الحالة الثقافية، أكدت ضحى عاصي أن "وسط البلد ليست موضة قديمة"، لافتة إلى أنه رغم وجوب الاهتمام بالأطراف ثقافيًا سواء أطراف المدينة أو المدن الصغيرة والقرى إلا أن ذلك لا يغني عن المتن وهو وسط البلد.

وقالت عاصي "إن أي كاتب يحتاج المناخ الثقافي الذي ينمو فيه، فوسط القاهرة ليست مكانًا لانعقاد الندوات الثقافية وحسب وإنما حتى المقاهي الثقافية هي جزء من تطور المبدع الذي يخلف علاقات ثقافية ممتدة وبالتالي لا يمكن أن يتحول مع الوقت لمركز تجاري أو مجرد جزء من تاريخ المدينة، فيجب التفاعل مع هذا التاريخ".

فيما أشار الكاتب الصحفي سيد محمود، أثناء مداخلته لكتاب "ريش" لميسون صقر الذي يوثق لحالة ثقافية هامة، لافتًا إلى أن تطور الثقافة المصرية مرهون بكيفية التعامل مع كل من المدينة والمؤسسات.

وأشار محمود إلى ضرورة إعادة الاعتبار لوسط البلد بمثل هذه الفعاليات، لاستمرار دورها كقلب المدينة النابض، كما أكد على أن نهوض القاهرة ثقافيًا يساهم في النهوض بثقافة العالم العربي، قائلا "اليوم يدور النقاش حول تنامي مراكز ثقافية أخرى وهو يسعدنا، فالخطر أن تتحول الريادة من المعنى إلى المرض، وهو ما يدركه المثقفون المصريون جيدا".

وعن تأثير الوسيط الرقمي على الحياة الثقافية الواقعية، لفت محمود إلى أنه تأثير إيجابي، فديمقراطية الوسيط سمحت لكل من له اتصال بالإنترنت بطرح آرائهم وتفاعلهم بشكل كبير، كما أن العصر الرقمي عزز حركة النشر، فرغم أنه هناك مشاكلات تتعلق بالقانون والحقوق والسرقات الفكرية، إلا أنه يسهل السيطرة عليها بالقانون.

ويتضمن المهرجان معرضًا للكتاب، بالإضافة إلى معرض موازي للكتاب المستعمل يضم ما يزيد عن 3000 كتاب في مختلف المجالات، كما يستقطب عددًا من أبرز المبدعين العرب، إذ يشارك في الفعاليات كل من الشاعر والروائي العراقي سنان أنطون، والباحث والكاتب المغربي عبدالإله بن عرفة، والكاتبة الكويتية بثينة العيسى، والمبدعون السعوديون علي سعيد وطارق الخواجي.

وتتضمن الفعاليات الورش العملية، ومنها: سمينار "الكتابة الإبداعية" مع الروائية الكويتية بثينة العيسى، وسمينار "كتابة السيناريو" مع السيناريست محمد أمين راضي، وسمينار "كتابة المسلسلات القصيرة" مع الكاتب والسيناريست محمد هشام عبية، وورشة "من الكتابة للتطبيق" مع إيمان رفعت.

بالإضافة إلى الندوات المتخصصة منها: ندوة "شغف الكتابة" بمشاركة كل من المبدعين: إبراهيم عبدالمجيد، عزت القمحاوي، حمدي الجزار، عبلة الرويني. وندوة عن "ألف ليلة وليلة" مع الكاتب السوداني حمور زيادة، والعراقي سنان أنطون، والروائية منصورة عزالدين، وندوة "الكتابة الذاتية" بمشاركة ميرال الطحاوي، محمد عبدالنبي وإيمان مرسال، وندوة "نحو سينما عربية جديدة" مع المخرج السعودي علي سعيد، والكاتب والناقد السعودي طارق الخواجي، والمخرج المصري أحمد فوزي صالح، بالإضافة إلى ندوة عن الترجمة وأمسية شعرية.

كما يضم المهرجان مناقشات لأبرز المؤلفات الصادرة حديثًا منها ندوة وإطلاق لرواية "خزامي" للشاعر والروائي العراقي سنان أنطون، ومناقشة "الديوان الكبير" لابن عربي مع الباحث والروائي المغربي عبدالإله بن عرفة، وكتاب "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي" لكريم جمال، وكتاب "كل دا كان ليه؟" لفيروز كراوية.

بالإضافة إلى لقاءات وحوارات مفتوحة مع كل من د. أسامة عبدالرؤوف الشاذلي، وساندرا سراج، نهى داود، وبلال علاء، ومحمد شوشة، وحوار مفتوح حول الصحة النفسية مع د. نبيل القط.

كما ينظم المهرجان فعاليات خاصة للطفل، عن طريق ركن خاص لكتب الطفل ومجموعات حكي وورش ونشاطات للأطفال مع Bookly Ever After، وندوة عن "تربية الأطفال في عصر الشاشات" مع د. نردين العطروزي.

يذكر أن مهرجان دواير الثقافي يقام بتنظيم من داري نشر ديوان وتنمية، وهو يهدف إلى تحفيز التواصل المباشر والتفاعل بين مختلف الدوائر الثقافية، وشحذ الاهتمام بالقراءة والثقافة في العموم، كما تنصب رؤيته على توسيع نطاق المعرفة وإبراز قيمة الثقافة في تكوين الوعي، وكذلك تحفيز الإبداع على مختلف المستويات.

ويمثل المهرجان الذي تستمر فعالياته يوميًا حتى يوم 15 يوليو/تموز الجاري فرصة فريدة للحوار حول قضايا الفكر والإبداع، كما يعد أول مهرجان من نوعه يعزز القيمة الإبداعية لوسط القاهرة الخديوية بما تمثله من عراقة وحضور في ذاكرة الجميع.