موسوعة جديدة تسرد جغرافيا وتاريخ وثقافة الصين

الأجزاء الثلاثة من سلسلة المعارف الصينية المبسطة تشكل موسوعة متكاملة عن جمهورية الصين الشعبية، انطلاقا من "جغرافيا الصين" فـ "تاريخ الصين" وانتهاء بـ "ثقافة الصين".

تشكل الأجزاء الثلاثة من سلسلة المعارف الصينية المبسطة التي شارك في وضعها أساتذة معهد هواون ببكين ومعهد المعلمين بتانجينغ ومعهد المعلمين بمقاطعة آنهوي؛ موسوعة متكاملة عن جمهورية الصين الشعبية، انطلاقا من "جغرافيا الصين" فـ "تاريخ الصين" وانتهاء بـ "ثقافة الصين"، ومن ثم فهي تمثل دفعة قوية لدفع التبادلات الثقافية بين الصين والعالم الخارجي، خاصة مع ما شهدته السنوات الأخيرة من زيادة معدلات التنمية الاقتصادية في الصين، وزيادة تأثيرها في العالم، وزيادة عدد دارسي اللغة الصينية من الأجانب.
الموسوعة التي ترجمت إلى العربية وصدرت أخيرا عن مؤسسة بيت الحكمة للاستشارات الثقافية، ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية لتشكل نافذة للإطلالة على الصين وجسرا للتواصل المعرفي، حيث يلقي الكتاب المعنون بـ "جغرافية الصين" الضوء على المظاهر الأساسية لطبيعة الصين الفريدة التي تتمتع بالكثير من السمات الجغرافية المتنوعة، والتي كان لها كبير الأثر في تشكيل معالم الحضارة الصينية الممتدة لأكثر من خمسة آلاف عام. 
يتكون كتاب "جغرافية الصين" من سبعة فصول تقدم موجزا لسمات الصين الجغرافية، الموارد والبيئة المتنوعة، ووسائل النقل والمواصلات وأساليب الري، والأنهار والجبال الخلابة التي تنتشر في كل مناطق الصين. كما يقدم عرضا للعواصم السبع القديمة في الصين "بكين، شيآن، لويانغ، نانجينغ، كايفنغ، هانغتشو، آنيانغ"، وكذلك المدن الاقتصادية الكبرى المفعمة بالحياة والتي تعد محط أنظار الزائرين من كل مكان بالعالم، كما يصحبنا في رحلة إلى أشهر الآثار التاريخية والمواقع الطبيعية التي تحفل بها المدن الصينية كالقصر الامبراطوري في بكين وكهوف موقار في دونهوانغ ومدينتى لي جيانغ وبينغ يا القديمتين.

الأدب الصيني القديم يجسد سعي الانسان الصيني إلى الجمال ويعبر عن مثل وعقائد الصينيين ويعكس شخصيتهم وملامحهم

أما الكتاب الثاني "تاريخ الصين" فهو يغوص في التاريخ الطويل للأمة الصينية الذي يمتد منذ إنسان بكين الأول، ففي ديسمبر/كانون الأول عام 1987 اكتشف إنسان بكين في حي تشوكوديان، وأدرجت تشوكوديان لإنسان بكين في قائمة التراث العالمي، وللتوضيح فإن:
ـ إنسان يوانمو ظهر قبل حوالي مليون وسبعمائة ألف سنة، فهو أقدم إنسان واقف اكتشف في الصين.
ـ إنسان لانتيان ظهر قبل ما يتراوح بين مليون سنة ونصف مليون، وقد استوعب مهارتي الوقوف والمشي.
ـ إنسان دالي ظهر قبل حوالي 20 ـ 30 ألف سنة وهو نوع انتقالي بين القرد والإنسان القديم.
ـ إنسان بكين ظهر قبل 20 ـ 70 ألف سنة تقريبا، بدأ صنع الأدوات الحجرية واستخدامها.
ـ إنسان شاندينغدونغ ظهر قبل حوالي 18 ألف سنة، ملامح وجهه ليس فيه اختلاف ملحوظ عن الانسان الحالي.
ويتتبع الكتاب تاريخ الصين انطلاقا من فترات النهضة والاضمحلال وصولا لحرب الأفيون وحتى قيام دولة الصين الجديدة على مدى خمسة آلاف عام، مستعرضا في فصوله الثلاثة تاريخ الصين القديم وتاريخها الحديث وتاريخها المعاصر، حيث يتناول تاريخا القديم من خلال ست فترات هي عصر ما قبل أسرة تشين، وأسرتا تشين وهان، وفترة الممالك الثلاثة وأسرة جين الغربية، وأسرة جين الشرقية والأسر الجنوبية والشمالية، وأسرتا سوي وتانغ، والأسر الخمس وأسر ليا وسونغ وشيا وجين ويوان. وكذلك أسرتا مينغ وتشينغ. ووصولا إلى الصين المعاصرة وصعود الرئيس ماوتسي دونغ مؤؤس الصين الجديدة.
وتمثل الحكايات التاريخية مادة شيقة تحكي تاريخ الصين الخيط الرئيسي للكتاب حيث لا تكتفي بسرد تاريخ الأسر الصينية الحاكمة، ولكن أيضا تحكي عن الأحداث الكبرى والشخصيات السياسية والعلمية والفكرية البارزة والمؤثرة في تشكيل هذا التاريخ.
ويأتي الكتاب الثالثة "ثقافة الصين" ليضعنا في قلب ثقافة الحضارة الصينية التي تواصلت لمدة خمسة آلاف عام بلا انقطاع، حيث نتعرف على الفكر التقليدي الصيني، والأخلاق المتوارثة والآداب والعلوم والفنون والعادات والتقاليد القديمة وغيرها مما يمثل موروثا هائلا يلقي بظلاله على الإبداع الحالي في مختلف مجالاته.  
ووفقا للكتاب فإن الفكر التقليدي الصيني القديم يمثل منظومة مستقلة ومختلفة تماما عن الفكر الفلسفي الغربي، حيث يولي الفكر الصيني اهتماما أكبر للتناغم بين الإنسان والطبيعة، ومن هنا فإن الجمع بين الإنسان والطبيعة من أهم موضوعات الفكر الصيني. 
إن الصين بها نظام فكري متكامل يؤثر فيها منذ آلاف السنين، أهم مكوناته الأفكار الكونفوشيوسية التي أسسها كونفوشيوس ومنفوشيوس، والأفكار الطاوية التي أسسها لاو تسي وتشوانغ تسي، والأفكار البوذية، والأفكار الكونفوشيوسية هي أكثرها وأعمقها تأثيرا في الصين.
ويشير الأدب الصيني القديم ديوان روح الثقافة الصينية الأصيلة، حيث يجسد سعي الانسان الصيني إلى الجمال ويعبر عن مثل وعقائد الصينيين ويعكس شخصيتهم وملامحهم، وقد ظهرت موجات أدبية من الأساطير القديمة إلى قصائد أسرتي تانغ وسونغ وقصص أسرتي مينغ وتشينغ موجة بعد أخرى من الأجناس الأدبية واستمرت آلاف السنين وبزع عدد كبير من الأدباء والشعراء المشاهير في الماضي والحاضر مثل الشاعر سوشي والشاعرة لي تشينغ تشاو والروائي تساو شيويه تشين الذي كتب رواية "حلم القصور الحمراء" في فترة حكم أسرة تشينغ.