نصرالله الخائن في ليل العقائدي الأعمى

نصرالله هو "سعد حداد" الإيراني. الفرق بين الاثنين أن الأول سلم جزءا من جنوب لبنان لإسرائيل فيما يخطط الثاني لتسليم لبنان كاملا لإيران.

يتحدث حسن نصرالله عن زوال دولة إسرائيل إذا ما قامت الحرب ضد إيران. وهو يهدد بأن يخوض حربا "سيخرج منها مهزوما بالتأكيد".

يتسلى الرجل المولع بالمآسي والنكبات بالحديث عن الحروب، كما لو أنها ألعاب أطفال. كما أنه يعد بأشياء هو غير مسؤول عنها. يعرف أن كلامه المرسل الشبيه بنبوءات العرافات لا يحاسبه عليه أحد. هناك نفق يختبئ فيه إذا ما قامت الحرب التي يتحدث عنها وفي أسوأ الأحوال فإن هناك مَن سيحمله جوا إلى طهران.

مشكلة هذا السفاح ليست فيه فهو صورة مكررة عن سفاحين مروا بتاريخ البشرية بل في مَن يصدقه، وأيضا في مَن يروج لكلامه ويصنع منه مرجعا للحديث عن تطورات الوضع المتأزم في منطقة الشرق الأوسط.

نصرالله الذي يعتبر نفسه صانع أحداث هو في الحقيقة ليس كذلك. إنه مجرد صنيعة. وما إسرائيل التي يهدد بزوالها بصواريخ إيرانية إلا الحائط الذي يتكئ عليه في تبرير وجوده. في حين أنه في الحقيقة لا يملك مشكلة مع إسرائيل التي تجد فيه مناسبة لقصف مواقع في سوريا كلما احتاجت إلى ذلك.

التأثير المباشر والوحيد لجنون نصرالله انما يقع على لبنان.

لبنان دولة معطلة، لا تعرف يمينها من يسارها بسبب هيمنة عصابة نصرالله عليها.

يمكن أن يكن وصف دولة فاشلة هو أهون الشرور بالنسبة للبنانيين الذين صاروا يشكون في أن لبنان سيبقى في المستقبل دولة ذات كيان سيادي. فليس لدى نصرالله سوى مشروع واحد. أن يحول لبنان إلى ولاية إيرانية.

يضلل نصرالله مستمعيه ومتابعي أخباره حين يتحدث عن إسرائيل. فهو أكثر من غيره يعرف أن في إمكان الدولة العبرية ازالته وحزبه من الوجود لو أرادت. وحين تطلق عليه إسرائيل لقب "بطل الكذب في العالم" فإنها تسعى من خلال التصريح بجزء من الحقيقة إلى إخفاء الحقيقة كاملة. فإذا كان الرجل يكذب في ما يتعلق بإسرائيل فإنه يضمر للبنانيين شرورا لم يتعرضوا لها في ما مضى من سيرة حياتهم المليئة بالعثرات وحروب الاخوة ــ الأعداء.  

خطر نصرالله على لبنان هو أكبر من خطر إسرائيل.

وتبعا لذلك الاستنتاج فإن إيران هي الجهة التي ينبغي أن ينظر إليها اللبنانيون بهلع وخوف على مستقبلهم.

نصرالله هو عميل إيراني. هو "سعد حداد" الإيراني. الفرق بين الاثنين أن الأول سلم جزءا من جنوب لبنان لإسرائيل فيما يخطط الثاني لتسليم لبنان كاملا لإيران.

المسألة لا تتعلق بالتكهنات بقدر ما هي مبنية على وقائع، كان نصرالله نفسه بطلها. فـ"محور المقاومة والممانعة" التي تقوده إيران لا يهدف إلا لتمهيد الأرض أمام المشروع الإيراني الذي يعتبر نصرالله نفسه واحدا من جنوده وهو في حقيقة أمره انما يقوم بذلك الدور من موقع العميل الذي يمارس الخيانة العظمى في حق بلده.

لذلك فإن خوف نصرالله على إيران انما يصدر من خشيته من زوال الغطاء الذي يستر تلك الخيانة المبيتة التي هي واحد من أهم أركان المشروع الإيراني في المنطقة. فمن غير عملاء وخونة ومرتزقة من أمثال حسن نصرالله فإن ذلك المشروع لن يجد الطريق أمامه سالكة إلى التنفيذ.

ذلك سبب عظيم لما يعيشه نصرالله من هستيريا وهو يسعى إلى صنع صورة عن إيران التي هي من وجهة نظره القوة التي تمسك الخيوط التي تتحكم بمستقبل المنطقة وأن أي نفوذ في المنطقة لأية قوة عالمية أخرى ينبغي أن يمر من خلال الاتفاق معها وأن الحرب عليها هي محاولة لفتح أبواب الجحيم على دول المنطقة كلها.

من حق نصرالله أن لا يرى الواقع بكل معطياته. فهو رجل أعمى وعصبوي وجاهل وعقائدي لا يملك أن يرى خارج منظومة الأفكار التي يؤمن بها. غير أن العيب كله في مَن يصدق كلام ذلك الجاهل ويتبعه في عماه إلى الهاوية.