نظرات في الحبكة الدرامية

الأعمال المسرحية تحتاج إلى ميزة أساسية لتحقيق هدف القصة عبر إيجاد صراع بين قوى متضادة وصولا إلى ذروة الأحداث وحل لغزها.

وفقا لتعريف سد فِيلد مؤلف كتاب "السيناريو" فالحبكة الدرامية هي الشيء الذي يحول مجرى الأحداث في اتجاه آخر، ليدفع القصة إلى الأمام. وتُعد الحبكة أداة أساسية لتحقيق هدف القصة عبر إيجاد صراع بين قوى متضادة وصولا إلى ذروة الأحداث وحل لغزها.

وللحبكة عناصر أساسيه تقوم عليها أولها التمهيد أو المقدمة التي توفر المعلومات الأساسية اللازمة للفهم الصحيح للعمل الفني أيًّا كان مسرحية أو قصة أو سيناريو مثل التعريف بالشخصيات والمكان والزمان، وثانيا الحدث الصاعد الذي يكون أساس الصراعات الداخلية معقد من خلال إدخال الصراعات الثانوية ذات الصلة، بما في ذلك العقبات المختلفة التي تعطل محاولات بطل الرواية لتحقيق هدفه، ثالثا الذروة وهي نقطة التحول في العمل الفني وفي الأدب، وهي أعلى نقطة توتر درامية في الأحداث، أو الوقت الذي تبدأ فيه الأحداث بتقديم الحلول. أما رابعا فنجد  الحدث النازل الذي يكشف الستار عن الصراع بين بطل الرواية وخصومه أو خصمه مع فوز أو خسارة البطل ضد الخصم. وقد يحتوي على لحظة تشويق نهائية، حيث تكون النتيجة النهائية للصراع. وأخيراحلّ العقدة أو النهاية التي تظهر بوادر الحل المستحيل من خلال شخوص آخرين هم أيضا فى مشكلة ما، تعتمد في حلها على ما يمتاز به البطل سواء علمه أو عمله أو خبرته أو قوته أو سمعته أو صدقه أو أمانته أو إخلاصه أو شرفه أو عقيدته.

ولنلقي نظرات على بعض الحبكات في بعض من المسرحيات الشهيرة:

مسرحية "هاملت"

الجيد في حبكة مسرحية "هاملت" لشكسبير هو عدم القدرة على التنبؤ بالأحداث، فطوال الوقت يحمل "هاملت" على عاتقه احتمالات عديدة حتى يصبح من المستحيل تخمين ما سيحدث لاحقًا وما الذي سيصل إليه في مهمته الانتقامية أو رحلته في الجنون الخارج عن السيطرة مع الحفاظ على وجهة نظره التي سُمح له بإظهارها من قِبَل شكسبير، وهذا ما جعل الحبكة عبقرية واستحق فيها "هاملت" هذه الشهرة وهذه ميزة مهمة في أي عمل درامي تدفع المشاهد للمتابعة ومحاولة كشف المستغلق عليه.

 مسرحية "بيت الدمية"

وفي مسرحية "بيت الدمية" للكاتب النروجي هنريك إبسن، يلعب الباب دورًا مهمًا في تطور الحبكة الروائية، ويُعتبر الباب رمزًا للاحتجاز والقيود والتعتيم في حياة الشخصيات الرئيسية.

ويتم وصف الباب بأنه مكتوب عليه "مغلق"، وهذا يعني أن الشخصيات محاصرون داخل بيت الدمية ومقيدون بالتقاليد والمجتمع. يظهر الباب أيضًا كحاجز بين العالم الخارجي والعالم الداخلي للشخصيات، حيث يحجب الباب الرؤية ويحرم الشخصيات من حرية التحرك والتفكير والتعبير عن أنفسهم بحرية.

بالتالي، يعتبر الباب في "بيت الدمية" رمزًا للقيود والاحتجاز والتعتيم، ويسهم في تطور الحبكة الدراميه.

 مسرحية "مأساة الحلاج"

استطاع الشاعر صلاح عبدالصبور في مسرحيته "مأساة الحلاج" أن يجعل الحبكة المسرحية أن تصل إلى ذروتها وهذا بالطبع لأن البطل تقبل الحياة الفاضلة بعد المعاناة المستمرة التي عانها طوال المسرحية.

نخلص من كل ما تقدم إلى أن الحبكة الدرامية تعمل على دفع العمل إلى الأمام بشكل متسلسل حتى يصل إلى الذروة وبدايه الحل.