أحمد فضل شبلول شاعر مسرحي في 'عرس الحصن'

المسرحية تتكون من فصل واحد وتتناول مخاوف زوجة القائد الصليبي من انقضاض الناصر صلاح الدين عليهما وتحويل الفرح إلى كارثة.

أشعر بسعادة غامرة حين يقدم شاعر وروائي بقيمة وقامة أحمد فضل شبلول على كتابة المسرح، فهو بلا شك سوف يضيف إلى لغه الضاد أبعادًا جديدة مستخدمًا مخزونه الثقافي والمعرفي واللغوي في طرح قضايا جادة وجديدة ومتجددة وقبل أن أخوض في تجربته المسرحية الجديدة "عرس الحصن" دعونا نتعرف على الشاعر نفسه.

أحمد فضل شبلول كاتب وصحفي وناقد وشاعر مصري، اتجه أخيرا إلى كتابة الرواية ثم كتب المسرحية. وهو من مواليد عام 1953 صدر له العديد من الأشعار والقصص للأطفال. كما حاز على جوائز عديدة منها جائزة الدولة التشجيعية في مجال الأدب عام 2008 عن ديوانه للأطفال "أشجار الشارع أخواتي" واتجهه مؤخرا إلى كتابة الرواية.

 درس في جامعة الإسكندرية وتخرج منها بشهادة بكالوريوس في التجارة عام 1978. بعد تخرجه، عمل شبلول في مجال الفنادق والسياحة، وعمل محررًا وباحثًا في الصحافة الورقية والإلكترونية. كما اشتغل في مجال النشر العلمي والمطابع ومديرًا للتحرير والنشر بشركة الدائرة للإعلام بالرياض منذ عام 1978 وحتى 1991. وبعدها بعام أصبح محررًا ومصححًا لغويًّا بإدارة النشر العلمي والمطابع بجامعة الملك سعود بالرياض، حيث عمل فيها لمدة ثمان سنوات. كما عمل محررًا وباحثًا أدبيًّا بمجلة العربي بالكويت في عام 2010، قبل أن يتولى الاشراف على برامج البابطين الثقافية بقناة البوادي الفضائية في الكويت.

وشارك كذلك في تأسيس جماعة فاروس للآداب والفنون في الإسكندرية. وشغل منصب نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب منذ عام 2005 وحتى عام 2009. كما كان عضو مجلس إدارة هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية وعضو نادي القصة بالقاهرة وعضو مجلس إداة اتحاد كتاب مصر ورئيس لجنة الجوائز بالاتحاد.

بدأ في كتابة الشعر منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية، حيث كان شارك في نادي الشعر بقصر الحرية لسنوات عديدة. وقد صدر له حتى الآن 14 ديوانًا شعريًّا منها ديوانه الشعري الأخير "دفر العقل" عن المجلس الأعلى للثقافة 2024. كما له عدة أشعار للأطفال، ومؤخرا دخل عالم الروايات وأصدر رواياته "رئيس التحرير.. أهواء السيرة الذاتية" 2017 و"الماء العاشق" 2018 و"اللون العاشق" 2018 و"الليلة الأخيرة في حياة محمود سعيد" 2020 و"الحجر العاشق" 2020 و"الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ" 2021 و"ثعلب ثعلب" 2022 و"الرحيمة" 2023. هذا بالإضافة إلى أن لشبلول العديد من الإصدارات في مجال أدب الرحلات وأدب الأطفال والدراسات الأدبية والنقدية والمعاجم العربية.

ومما تقدم نكتشف مدى الثراء في شخصية أديبنا الكبير أحمد فضل شبلول صديق العمر والشباب أدام الله عليه صحته ومدده.

المسرحية من فصل واحد كتبها الشاعر بلغة رصينة وسهلة ومتدفقة وقد ساعدت لغة الحوار على نمو الحدث وتصاعده.

نعود لمسرحيته الجديدة "عرس الحصن" وهي مسرحية شعرية من فصل واحد، كتبت بلغة رصينة وسهلة ومتدفقة، فلغة الحوار قد تساعد على نمو الحدث وتصاعده أو تكون معوقًا لتقدم الحدث الدرامي.

وقد أخذ الكاتب موقفًا محددًا من التاريخ أو من خياله، وهو الاستعداد لزواج ابنة أحد القادة الصليبيين في حصن صليبي محاصر من قبل القائد العربي الناصر صلاح الدين. وتبدأ بوادر الصراع الدرامي من مخاوف زوجة القائد الصليبي من انقضاض صلاح الدين عليهم وتحويل الفرح إلى كارثه فنراها تقول:

تلتفتُ الأمُّ إلى زوجِها ويظهرُ عليها التردِّد: لكنْ.. لكنْ قلبي يتوجسُ خِيفةْ

الأب (بتعجب): خيفةْ.. مِمَّن تَخشَيْنَ؟ وكيف تخافِين؟

الأم: أخشَى.. أخشَى جيشَ صلاح الدين.

الأب (يضحكُ عاليًا بسخرية): مَن.. جيشُ صلاح الدين؟

يا امرأةً ما هذا العبثُ

وهذا الخوفُ وهذا اللينْ

أكره كلَّ

جبانٍ شكَّاءٍ

ويكبر هذا الخوف بداخلها ولكنها تصل إلى حيلة، وهي أن تبعث لصلاح الدين ببعض الهدايا من حلويات وفواكه خاصة بالعرس ليلتقطها بذكاء رسالة المرأة، ويوعدها بعدم الاعتداء عليهم أثناء العرس، قائلا لمن أرسلته:

صلاح الدين (مُفكرا.. متأملا): فهمتُ رسالتَها..

وإشارَتَها

أخبرْها بتهانينا.. وأمانينا

وسنوقفُ أيَّ هجومٍ وقِتَالْ

سنؤجل كلَّ دفاعٍ ونضالْ

حتى لا يصبح عرسًا للدم

ويدرك الجنود الصليبيون مدى سماحة الإسلام ويطلبون أن يتعلموا هذا التسامح.

المسرحية بسيطة في حبكتها وصراعها بسيط ينتهي بالسطور التالية:

جميع جنود صلاح الدين: الإسلامْ

دينُ سلام

ويرحِّبُ ..

بجميعِ الفرقاءْ

كي يتحدوا ..

ويصيروا حكماء.

وأرى أن هذه العمل يصلح لأن يُقدم بالمدارس فهو يحمل رسائل عدة منها:

١_ سماحة الإسلام، وأنه ليس دينًا يقوم على العدوان.

٢_ اللغة البسيطة الشعرية التي كُتبت بها المسرحية من الممكن أن تكون تدريبًا لغويًّا لطلاب المرحلة الإعدادية والثانوية.

كما يمكن استخدام مثل هذه المسرحيات القصيرة جدا التي يكتبها شبلول مؤخرًا، ومنها "عرس الحصن" لتكون عروضًا في الأندية ومراكز الشباب.

وفي النهايه نحن بين يد كاتب واع كبير ننتظر منه أن يقدم العديد والعديد من الأعمال فأهلا ومرحبا بالشاعر الروائي المبدع احمد فضل شبلول كاتبًا مسرحيًّا.