نهال سلامة: الإعداد الجيد سر نجاح الممثل
الرباط - شهدت الدراما المغربية في رمضان 2025 حضورا متميزا مع ظهور وجوه جديدة، خاصة من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وبرز هؤلاء الشباب، المتمكنون من أدوات التعبير والتجسيد والتشخيص، كطاقات أضافت طابعا متجددا على الأعمال الدرامية. ومن بين هذه المواهب، برزت نهال سلامة التي شاركت في مسلسل "الشرقي والغربي"، وهو عمل درامي بين عائلتين متنافستين، إلى جانب رواد السينما والتلفزيون والمسرح بالمغرب. ويعد هذا تنوعا بين الدراما الاجتماعية والكوميديا، ويعكس تطورا ملحوظا في المشهد الفني بفضل هذا الجيل الجديد.
وفي هذا السياق، كان لموقع "ميدل إيست أونلاين" حوار مع الوجه الدرامي المغربي الجديد نهال سلامة حول كواليس استقبالها أول عمل وأول دور بطولة. وفيما يلي نص الحوار:
صفي لنا شخصية "عبلة" التي تلعبينها في مسلسل "الشرقي والغربي"؟
"عبلة"، وهي شخصية مركزية في المسلسل، فتاة قوية تواجه تحديات كبيرة في حياتها منذ طفولتها، بينما اسمها يبرز بساطتها وفي نفس الوقت عمق معاناتها، وهي محور الأحداث التي تجذب الجمهور لمتابعة قصتها المؤثرة.
كيف تربت "عبلة" بعد أن تخلى عنها والداها؟
تربت عبلة مع خالتها وجدها، أي في كنف عائلة والدتها التي لم تكن أرحم بها، حينما تخلت عنها والدتها أيضا بعد فترة قصيرة من تخلي والدها. وعاشت في بيت خالتها مليكة، التي تولت تربيتها مع أبناء آخرين، بما في ذلك بنت خالها وولد خالها، تحت سقف واحد مليء بالسموم والعقد.
كيف استقبلت خبر اختيارك في دور "عبلة" كأول عمل لك؟
بطبيعة الحال، كان شعوري مزيجا بين الفرح والخوف. فالفرح جاء من كون الدور جميلا جدا، مع سيناريو مكتوب بعناية وشخصية درامية جيدة، بالإضافة إلى طاقم عمل مميز يضم ممثلين محترفين وكبارا في الشاشة المغربية. وكونه أول عمل لي، كان مصدر سعادة كبيرة. أما الخوف، فكان بسبب أهمية الدور ومسؤوليته، خاصة أنني سأقف أمام نجوم لهم تاريخ طويل، وكنت أخشى ألا أكون في مستوى التوقعات.
متى بدأت دراستك في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي؟
التحقت بالمعهد في العام الدراسي 2021/2022 بعد حصولي على البكالوريا. الآن أنا في السنة الرابعة، تخصص تشخيص، وهي مرحلة مهمة جدا بالنسبة لي، حيث طورت مهاراتي في التمثيل وأصبحت قادرة على تجسيد شخصيات درامية مثل "عبلة"، بفضل الدروس والتدريبات التي تلقيتها هناك.
إلى أي حد كانت علاقة "عبلة" قوية مع بنت خالها؟
علاقة "عبلة" مع "سناء" بنت خالها كانت وثيقة وعميقة جدا. ولم تكونا مجرد ابنتي إخوة، بل أختين تربيتا معا في نفس البيت، تحت رعاية خالتهما "مليكة" وجدهما، وكانتا تشاركان كل شيء، من الأحزان إلى الأفراح، وجمعت بينهما صداقة حقيقية جعلتهما سندا لبعضهما في مواجهة صعوبات الحياة، خاصة بعد أن فقدت "سناء" والديها في حادث.
بأي معنى تعتقدين أن موت "يعقوب" أثر على نهاية قصة "عبلة"؟
نهاية المسلسل بموت "يعقوب" كانت، في رأيي، نهاية جيدة ومناسبة جدا لتسلسل الأحداث. وهذا الموت يحمل رسالة مفادها أن لكل فعل نتيجة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. وكان بمثابة نهاية رمزية لطغيان عائلة الشرقي التي عاشت في صراع مع عائلة "عبلة". وبالنسبة لـ"عبلة"، كان ذلك خسارة كبيرة لأنها أحبته، لكنه أعطى قصتها بعدا إنسانيا أعمق.
لماذا اختارت "عبلة" الانتقام بدلا من نسيان ماضيها؟
لأنه كان على أحد ما أن يقف في وجه الخطأ ويرفض السكوت عن الظلم. و"عبلة" في المسلسل هي الضمير الحي، شخصية لا تستطيع أن تغض الطرف عن الحق أو تتجاهل ما حدث لها ولعائلتها. واختيارها للانتقام كان تعبيرا عن قوتها ورغبتها في إعادة العدالة، لنفسها، ولكل من عانى بسبب الأخطاء التي ارتكبت في الماضي.
ما الذي ساعد "عبلة" على تحمل معاناتها مع عائلتها؟
عبلة شخصية قوية بطبعها، ولديها أمل دائم بأن تجد السعادة مهما كانت الظروف مظلمة. وكانت تحلم دائما ببناء عائلة لم تتح لها الفرصة أن تمتلكها في طفولتها. وهذا الحلم كان دافعا كبيرا لها، وحبها العميق لعائلتها، رغم كل ما مرت به من تخلي وألم، بالإضافة إلى وجود جدها كمصدر إلهام ودعم، ساعدها على الاستمرار والسعي نحو النور في نهاية الممر.
حدثينا عن استعدادك لتصوير مشهد الاغتصاب في المسلسل؟
حاولت أن أتخيل مشاعر من يتعرضن لمثل هذه المواقف المؤلمة، وقمت ببعض البحث على محرك البحث "غوغل" لفهم التجارب النفسية والعاطفية المرتبطة بهذا النوع من الصدمات. وحاولت أن أضع نفسي في مكان "عبلة". كما أن طاقم العمل من مخرج وممثلين، قدم لي دعما كبيرا وساعدني على تقديم المشهد بصدق وحساسية.
أين ترين نفسك بعد تجربة "الشرقي والغربي" في عالم التمثيل؟
مسلسل "الشرقي والغربي" كان بداية قوية تعلمت منها الكثير، سواء على مستوى التمثيل أو التعامل مع الضغوط والتحديات. وأرى نفسي أستمر في تطوير موهبتي من خلال تجارب جديدة، سواء في المسرح الذي أعشقه، أو السينما التي أطمح لخوضها، أو حتى على الشاشة الصغيرة. ولدي الكثير لأقدمه بعد، وأريد أن أترك بصمة في عالم الفن من خلال أدوار تعكس شغفي وقدراتي.