نورة المليفي والدفاع عن لغة الضاد

الباحثة الكويتية شاعرة وكاتبة وأكاديمية، اختارت أن تكون مدافعة عن لغة الضاد، فأصدرت الكتب، وكتبت الدراسات، وشاركت في المؤتمرات والندوات.
تاهت بهم طرق الحداثة بعد أن ** سلكوا سبيل الذل والأصفادِ
نورة المليفي ترى أن اللغة العربية هي الأساس .. وهي منهج حياة .. وهي لغة القرآن الكريم

الدكتورة نورة المليفي شاعرة وكاتبة وأكاديمية كويتية، اختارت أن تكون مدافعة عن لغة الضاد، فأصدرت الكتب، وكتبت الدراسات، وشاركت في المؤتمرات والندوات، ونشرت الكثير من المقالات في ظل دفاعها الدائم عن اللغة العربية، لغة البيان وتراث الأجداد وإرث الأحفاد.
والمتتبع لجهود الدكتورة نورة المليفي عن اللغة العربية، يشعر وكأنها قد سمعت نداء العربية وهي تستغيث علي لسان الشاعر العربي فتصرخ قائلة: 
أنا الفصحى أنوء بمـر دائي 
وأبكي في الصباح، وفي المساءِ
وأخشى في الحياة على مصيري
من المرض الخطير على بنائي
يُهددني عدوي بين أهلي
وفي داري الحصينة بالفناءِ
عدوي اللحن لا أخشى ســواه
وهذا اللّحـن يُفقدني روائي
يمزقني المذيعُ بفرط لحـنٍ 
فيغضب سيبويه والكسائي
ويفضحني المـدّرسُ في دروسٍ
بلا خجلٍ ويطعن كبريائـي
نعم وكأن الدكتورة نورة المليفي استمتعت لصرخات لغة الضاد، فراحت تدافع عن تلك اللغة التي باتت مهددة بين أهلها، وفي عقر دارها، فأطلقت المليفي المبادرات، مبادرة تلو أخرى دفاعا عن اللغة وعن معلميها، وكتبت العديد من المؤلفات والدراسات لإحياء قواعد تلك اللغة، والحفاظ عليها من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها، والناتجة عن انتشار التكنولوجيا الحديثة، والألفاظ الدخلية على لغتنا الأم التي صارت سائدة بين الناس وخاصة الشباب علي مواقع التواصل الإجتماعي، وموضة الحديث باللغات الأجنبية بين الناس من باب الوجاهة الإجتماعية، علي حساب لغة الضاد.
وذهبت المليفي للربط بين اللغة والأدب والأديب ودوره في توحيد الصف العربي، وأطلقت حملة للدفاع عن المعلم كونه أحد ركائز حماية اللغة العربية، واعتبرت أن "المعلم خط أحمر"، ووضعت وثيقة لتطوير التعليم.

يوم اللغة العربية
من أعمال الشاعرة

وهي ترى أن "اللغة العربية هي الأساس .. وهي منهج حياة .. وهي لغة القرآن الكريم".
وتقول المليفي في قصيدة لها بعنوان "لغة الضاد":
كتبوا وما نالوا من الأجداد ** إلا عبورا من رصيف الضاد 
تاهت بهم طرق الحداثة بعد أن ** سلكوا سبيل الذل والأصفاد
وتعلقوا بغرابهم كي يدفنوا ** لغة القلوب بحفرة الأحقاد
وإذا بهم يستنجدون بآلة ** صماء لا تقوى على الإنشاد
الكفر باللغة الفصيحة ردة ** عما أتي من سيرة الأجداد
هل يحشر الشعراء في قاموسهم ** زمرا بما كتبوا عن الإلحاد
لكنهم بُعثوا ليقرأ مجدهم ** لغة تصنفهم مع الرواد 
سكت الذين توعدوا بلغاتهم **  حرفي وتاهوا خلف صوتي الهادي
بالوحي أنزلني الاله علي الذي ** بالغار يتلوا صورة العباد 
وضمن نشاطها العلمي والأدبي، وفي إطار اهتماماتها بلغة الضاد، والدفاع عنها، وإحيائها، فقد قدمت العديد من الدراسات المتعلقة بعلوم اللغة، 
وفي إطار عشقها للغة العربية وفنونها وآدابها، قدمت الدكتور نورة المليفي، العديد من المؤلفات والأبحاث، بجانب العشرات من المحاضرات وأوراق العمل، التي تسهم جميعها في خدمة اللغة العربية، والتي كان آخرها محاضرة ألقتها أخيرا في ملتقى اليوم العالمي للغة العربية، وحملت عنوان "التواصل اللغوي في الواقع اليومي".
ومن حصاد الكتب المنشورة لـ المليفي عن اللغة: "لغات العرب عند ابن جني"، و"الجملة العربية الموسعة"، و"تدريب لغوي"، و"ودراسات لغوية"، و"وثيقة تطوير التعليم".
ومن أهم أبحاثها اللغوية: "سماعات القراء الشعرية .. دراس لغوية"، و"دور النثر في التعقيد اللغوي .. دراسة في مرويات سيبويه المجهولة"، و"الجمع عند السيوطي من خلال الأشباه والنظائر .. دراسة لغوية"، و"المذكر والمؤنث عند السيوطي".
وكما أبحرت الدكتورة نورة المليفي في علوم اللغة، فقد أبحرت في عالم الشعر، وقدمت لنا دواوين عدة بينها: العزف على أوتار الجرح، وحصار عاطفي، وسلمان منا، وما دمت أنثي، وزيارة مقدسية، وغير ذلك من الدوواين.
وكتبت – أيضا – مجموعات شعرية للأطفال بينها: طفولة إنسان، وكفاح عصفورة، وغيرهما.
وفي مجال الأدب والنقد قدمت لنا كتب: قراءة جمالية في ديوان خليفة الوقيان، والتجربة العذرية في ديوان "مسافر في القفار"، ومحاور التجربة .. النثر والشعر لك وحدك، والرحلة إلى الوطن وآليات المعرفة في رواية الكويت وطن آخر، والنفاس في الكويت قديما .. دراسة في الموروث الشعبي.