واشنطن تدعو لكبح النفوذ الروسي في ليبيا

الناطق باسم الخارجية الأميركية يؤكد وجود 1800 عنصر مدعومين من موسكو على الأراضي الليبية.
الناطق باسم الخارجية الأميركية يطالب باحترام السادة الليبية
واشنطن تتخوف من تداعيات هذا الدعم العسكري على الجهود لايجاد حلول سياسية للأزمة الليبية

واشنطن - عبرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد من التعاون العسكري بين الجيشين الروسي والليبي وبالتحديد التقارير التي تفيد بقيام القوات الروسية بتفريغ معدات عسكرية في ميناء طبرق متهمة موسكو بمحاولة استغال الأراضي الليبية لتهديد أمن منطقة الساحل الافريقي ووسط دعوات لاحتواء هذا النفوذ.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في افادة إعلامية الجمعة ان التحركات مثيرة للريبة خاصة وأنها تأتي بعد نحو 5 سنوات من ارسال المرتزقة الى ليبيا لزعزعة الاستقرار هنالك".
ومثل وصول قطعتين حربيتين روسيتين "في زيارة عمل" إلى قاعدة طبرق البحرية شرق البلاد وفق ما أعلنت رئاسة أركان القوات البحرية التابعة لـ"القيادة العامة" مثالا حيا عن حجم الاهتمام الروسي بليبيا والذي سيفتح المجال للتغلغل في كامل القارة السمراء ويهدد دول شمال المتوسط.
وتحدث المسؤول الأميركي عن الجهود التي تبذلها روسيا "لتعميق موطئ قدمها في ليبيا، واستخدامها كقاعدة لمزيد من زعزعة استقرار منطقة الساحل" مشيرا لوجود " ما يقرب من 1800 فرد بقوة مدعومة من موسكو موجودة حاليا في ليبيا".
وشدد على ضرورة احترام السيادة الليبية ومنع التدخلات الأجنبية التي ساهمت في تعكير الوضع داخل ليبيا إضافة لدعم الفرقاء الليبيين على التوصل لحلول سياسية لتوحيد البلاد بالتعاون مع الأمم المتحدة قائلا "واشنطن ستواصل احترام السيادة الليبية، والحوار الذي تيسره الأمم المتحدة بهدف توحيد البلاد من خلال الوسائل السياسية فقط".
وتدخلت روسيا في الازمة الليبية منذ سنوات حيث دعمت قوات الجيش الوطني الليبي في القتال ضد قوات الوفاق الوطني وهو دعم اثار مخاوف واشنطن وكان من بين الأسباب التي افشلت جهود السيطرة على العاصمة طرابلس وتحرير المنطقة الغربية من نفوذ وسطوة الميليشيات.
ومثل ذلك الدعم ركيزة أساسية لمزيد التعاون العسكري في السنوات التي تلت الحرب حيث أدى حفتر زيارات عديدة الى موسكو والتقى المسؤولين الروس من بينهم الرئيس فلاديمير بوتين.

واشنطن تهتم بتحركات مجموعة فاغنر الروسية
واشنطن تهتم بتحركات مجموعة فاغنر الروسية

ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).
وكشف تقرير ألماني نشر مؤخرا عن اعتزام روسيا إنشاء قاعدة بحرية عسكرية في ليبيا، ما أثار مخاوف الغرب، لكن سفير موسكو لدى طرابلس نفى الأمر، مشيرا إلى أن "الاتهامات الغربية بتمدد روسيا العسكري في شرق ليبيا تهدف إلى تبرير وجودهم في بعض الدول"، وفق موقع أخبار شمال أفريقيا.
وكانت جينيفر جافيتو المرشحة لتولي منصب السفيرة فوق العادة ومفوضة الولايات المتحدة لدى ليبيا الأسبوع الماضي من تنامي الحضور الروسي والصيني في البلاد من بوابة الاستثمارات والاتفاقيات العسكرية.
يشار الى أن الولايات المتحدة قد أجلت موظفيها الدبلوماسيين في العام 2014 على إثر اندلاع اشتباكات عنيفة في طرابلس، بداية إلى مالطا ثم لاحقا إلى تونس حيث يعملون في ما يعرف بـ"المكتب الخارجي الليبي".