واشنطن تربط المساعدات لتونس بالمسار الديمقراطي

الولايات المتحدة تضغط على تونس من خلال ورقة المساعدات بما فيها العسكرية بعد حملة الإيقافات فيما يؤكد قيس سعيد رفضه التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد.
السفير الأميركي يؤكد استمرار التعاون الاستخباراتي والمعلوماتي مع تونس لمكافحة الإرهاب
السفير الاميركي يستبعد منح ادارة بايدن ضمانات قروض لتونس في خضم ازمتها الاقتصادية
احزاب تدعو لاطلاق سراح موقوفين بعد ايقاف عصام الشابي والاحتفاظ بوليد جلاد

تونس - تتصاعد الضغوط الدولية والغربية ضد سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد خاصة بعد حملة الإيقافات الأخيرة التي طالت عددا من المعارضين السياسيين وقاضيين ورجل أعمال ونقابيين أمنيين بتهم مختلف تتعلق بالفساد او تهديد امن الدولة فيما يؤكد سعيد على رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لتونس.
وبعد القلق الذي أبداه الاتحاد الأوروبي من حملة الإيقافات الأخيرة على لسان مفوض السامي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل او تصريح مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك الذي أعرب عن "قلقه من تفاقم القمع في تونس " دخل السفير الأميركي الجديد بتونس جوي هود على خط هذه المخاوف والتحفظات.
وقال هود في حوار مع جريدة الصباح نشر اليوم الخميس أن الولايات المتحدة "تريد أن يتبيّن لها توجّهات تونس وشكل الديمقراطية فيها في المستقبل، حتى تفهم طبيعة المساعدات المطلوبة".
وسعى هود لاستعمال ورقة القروض والأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها تونس قائلا "أن حكومة الرئيس جو بادين لا تعتمد ضمانات القروض في التعامل مع أي دولة".
وفي المقابل اكد السفير الأميركي أن التعاون الاستخباراتي والمعلوماتي بين تونس والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب مستمر حيث يعول الغرب بشكل كبير على تونس للحد من خطر الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل وليبيا.
ورغم أن تونس تحصلت في السابق على ضمانات قروض من الولايات المتحدة لكن يبدو ان السفير الأميركي يريد إغلاق هذا الباب وإيصال رسالة واضحة بأنه لا يمكن تقديم دعم مادي لتونس في حال تنكر قيس سعيد للديمقراطية.
وتعاني تونس من أزمة اقتصادية حادة كان عنوانها الأبرز فقدان العديد من المواد الأساسية في السوق وارتفاع نسب التضخم فيما يؤكد سعيد ان المحتكرين وراء تعميق الأزمة لغايات سياسية متهما بعض الموقوفين في تعزيز هذه الظاهرة لتأجيج الشارع ضده.
وتبحث تونس لمواجهة الأزمة للحصول على قرض تمويل من قبل صندوق النقد الدولي بقيمة 1.9 مليار دولار لكن يبدو ان هذا الاتفاق بات صعب المنال مع عدم مضي حكومة نجلاء بودن في الإصلاحات وتصاعد التوتر مع الاتحاد العام التونسي للشغل.
وليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها الأميركيون عن انشغالهم بالوضع السياسي في تونس فمنذ إعلان سعيد الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021 وجه مسؤولون في إدارة بايدن ونواب في الكونغرس انتقادات لسياسات الرئيس متجاهلين سعيه لتطهير البلاد من الفساد الذي تعزز في عشرية الحكم الماضية.
وتعول العديد من القوى السياسية خاصة حركة النهضة الإسلامية على الضغوط الخارجية لإرباك قيس سعيد فيما يندد الأخير بمحاولات البعض ضرب السيادة الوطنية لغايات سياسية معتبرا ذلك خيانة غير مبررة.

وفشلت الضغوط الداخلية والخارجية لحد الان عن وقف الحملة التي بدأت قبل نحو أسبوعين حيث تم الأربعاء إيقاف كل من الامين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي والقيادية في جبهة الخلاص شيماء عيسى.
والخميس اصدر قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي المالي أمس الأربعاء، بطاقة إيداع بالسجن في حق النائب السابق بالبرلمان المنحل وليد الجلاد.
وأكد محاميه رضا بالحاج لوسائل الإعلام ان الاحتفاظ بموكله يأتي على خلفية تهم بالتورط في تبييض الأموال.
وعبرت عدد من الأحزاب على غرار التيار الديمقراطي والقطب وحزب العمال والتكتل في بيان مشترك اليوم الخميس عن تضامنها مع كل المستهدفين في الحملة التي وصفها "بالقمعية الجديدة" مطالبا بوقف التتبعات ضدهم.
وأكدت الاحزاب في بيان اليوم الخميس عن مساندتها للأمين العام للحزب الجمهوري مطالبا بالإفراج الفوري عنه وعن سائر الناشطات والناشطين السياسيين والنقابيين والمدنيين والإعلاميين الموقوفين والمحالين بسبب معارضتهم للسلطة ووقف التتبعات ضدهم. 
والشهر الحالي اوقفت لسلطات كلا من الوزيرين السابقين نورالدين البحيري ولزهر العكرمي والسياسي خيام التركي والقيادية في جبهة الخلاص شيماء عيسى ورجل الأعمال النافذ كمال اللطيف ومدير إذاعة موزاييك نورالدين بوطار والقاضيين البشير العكرمي والطيب راشد وكذلك فوزي كمون مدير مكتب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس إحدى النقابات الأمنية.
كما أصدرت المحكمة الابتدائية في ولاية أريانة الاسبوع الماضي بطاقة إيداع بالسجن بحق عاطف العمراني المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية (المخابرات) وذلك على خلفية ما عرف " بالغرفة السوداء في وزارة الداخلية".