ولنا في قطر أحبة

ضربت قطر المثل الوحيد في التاريخ لدولة تؤثر مصلحة الآخرين على مصلحة شعبها.

بعد مقاطعة بعض الدول العربية لقطر، غدت ايران المتنفس الوحيد لها، وهذا يجعلها معرضة أكثر من غيرها لالتقاط العدوى بفيروس كورونا نظرا لأن ايران أصبحت بؤرة للفيروس، وبالفعل فإن عدد الإصابات في تزايد، وقد حدثتني سيدة قطرية أن تاجرا ايرانيا في الدوحة كان يتفاخر بالقول أنه ذهب الى ايران خمس مرات في خضم أزمة كورونا، وهذا أمر يسعد الايرانيين في قطر، ولكن ما ذنب سائر القطريين؟ هناك قبائل بدوية لا تحب ايران وتبغض تغولها على قطر، وهم معرضون للعدوى بسبب هذا الانفتاح على ايران.

التجار الايرانيون يملؤون قطر وهم يقتنصون الفرص للاستيراد والتصدير، مما أدى الى فقدان الكمامات ومواد التعقيم وزيادة حركة التجار الايرانيين بين البلدين، وهذا زاد من فرصة نقل العدوى، أليس في هذا مخاطرة بصحة القطريين؟

لقد أغلقت معظم الدول حدودها حرصا على سلامة سكانها، فلماذا لا تغلق قطر حدودها مع ايران؟ حتى لو أعلنت رسميا عن إغلاق الحدود مع ايران، لكن التجار الايرانيين في قطر لا يزالون يذرعون الطريق جيئة وإيابا بشكل فردي والقطريون يعلمون ذلك، فالأخبار تصلهم باستمرار، ولكنهم لا يجرؤون على مناقشة الأمر مع المسؤولين.

وثمة جانب آخر من المشكلة وهي العمال الوافدون من آسيا الذين يعيشون في مساكن لا تصلح للسكن الآدمي وقد غدت مباءة صحية، وإذا لم تحسن قطر من ظروف معيشتهم، فسوف يزداد تنتشر العدوى بسرعة وهذا من شأنه إفشال الأولمبياد المنشود، وجدير بقطر أن تتدارك الأمر قبل خروجه عن السيطرة وتنقل العمال الى مساكن ذات ظروف صحية من حيث التهوية والإضاءة والمساحة والتصريف الصحي. ليس لمصلحة العمال، بل لمصلحة قطر.

لقد ضربت قطر المثل الوحيد في التاريخ لدولة تؤثر مصلحة الآخرين على مصلحة شعبها.