موسكو تتهم واشنطن بقصف دير الزور بقنابل فسفورية

الجيش الروسي يقول إنه يتحرى في سقوط قتلى وجرحى في غارات أميركية على منطقة في دير الزور بذخائر حارقة محظورة دوليا، فيما تأتي الاتهامات الروسية في ذروة التوتر بسبب هجوم سوري روسي مرتقب على ادلب آخر معقل للمعارضة السورية.  

اتهامات لا تهدأ بين موسكو وواشنطن بسبب سوريا
موسكو تفاقم التوتر مع واشنطن باتهامها باستخدام أسلحة محظورة في سوريا

موسكو - اتّهمت روسيا الأحد الولايات المتّحدة بأنها قصفت السبت أهدافا في شرق سوريا بالفوسفور الأبيض، الذخيرة الحارقة التي يحظّر القانون الدولي الإنساني استخدامها ضدّ أهداف عسكرية إذا كانت موجودة وسط أماكن مدنيّة.

وقال الجنرال في الجيش الروسي فلاديمير سافتشنكو في بيان إن "مقاتلتي أف-15 أميركيتين قصفتا في 8 سبتمبر/ايلول منطقة هجين في دير الزور بواسطة ذخائر فوسفورية حارقة".

وأضاف أن "هذه الغارات تسبّبت بحرائق ضخمة. نحن نعمل على جلاء المعلومات المتعلّقة باحتمال سقوط قتلى وجرحى".

ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على جيب في محافظة دير الزور يقع بين نهر الفرات والحدود العراقية، كما أن التنظيم الجهادي يحتفظ بمواقع في البادية السورية مترامية الأطراف.

ويشنّ تحالف دولي تقوده الولايات المتّحدة غارات ضدّ الجهاديين في سوريا حيث يدعم أيضا "قوات سوريا الديمقراطية" (تحالف فصائل كردية وعربية) التي تشنّ منذ أشهر هجوما للقضاء على آخر وجود للتنظيم المتطرف في هذه المنطقة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اتّهم في مارس/آذار الجيش الروسي الذي يؤازر قوات الرئيس بشّار الأسد في معاركه ضد الفصائل المعارضة والجهادية بأنه استخدم قنابل حارقة خلال الهجوم الذي شنّه النظام على الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق والذي استعاد في أعقابه السيطرة على معقل المعارضة.

ولكن موسكو نفت حينها هذا الاتهام، واصفة إياه بـ"الكذبة الوقحة".

ويأتي الاتهام الروسي للولايات المتحدة في ذروة استعدادات الجيش السوري لشن أوسع وأعنف هجوم على ادلب آخر ابرز معقل للمعارضة السورية على الحدود مع تركيا.

وكان البيت الأبيض قد حذّر بشدة من أن واشنطن وحلفائها سيردون بشكل سريع ومناسب على اي هجوم كيماوي سوري على ادلب.

كما يأتي الاتهام الروسي للولايات المتحدة في خضم سجالات واتهامات متبادلة بين واشنطن وموسكو حول معركة ادلب المرتقبة.

التدخل الروسي في الحرب السورية عام 2015 رجح الكفة لصالح الأسد
التدخل الروسي في الحرب السورية عام 2015 رجح الكفة لصالح الأسد

وفي نهاية أغسطس/اب، اتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نظيره الروسي سيرغي لافروف بـ"الدفاع عن هجوم" عسكري واسع يعتزم النظام السوري شنّه بدعم من روسيا على محافظة ادلب، آخر معقل للفصائل المسلحة والجهادية في سوريا.

وقال الوزير الأميركي في تغريدة على تويتر إن "سيرغي لافروف يدافع عن الهجوم السوري والروسي على إدلب"، مضيفا أن "الولايات المتحدة تعتبر أن هذا الأمر تصعيد في نزاع هو أصلا خطير".

وفي تغريدة ثانية قال بومبيو إن "الثلاثة ملايين سوري الذين أجبروا أصلا على ترك منازلهم وهم الآن في إدلب سيعانون من هذا الهجوم. هذا ليس جيدا. العالم يشاهد".

وتسيطر هيئة تحرير الشام (الفرع السابق للقاعدة في سوريا) على ستين بالمئة من محافظة ادلب (شمال غرب) المحاذية لتركيا وتضم المنطقة أيضا العديد من الفصائل المعارضة.

وأعلنت روسيا مؤخرا أنها تملك معلومات مؤكدة بأن مقاتلي فصائل معارضة وجهادية سورية يخططون للقيام بـ"استفزاز" وشيك في محافظة إدلب لتبرير تدخل غربي، مشيرة بأصابع الاتهام للولايات المتحدة بالمساعدة في التحضير للهجوم المفبرك بغازات سامة، وهو ما نفته واشنطن.

وأعلنت موسكو مرارا أن الفصائل المعارضة في إدلب، آخر معقل للجهاديين ومقاتلي المعارضة، تخطط لهجوم ضد مدنيين قد يكون عبر غازات سامة، في حين تشن روسيا وقوات النظام السوري غارات جوية هي الأعنف التي تشهدها المحافظة.

وقال المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشنكوف في بيان إن مسؤولين في هيئة تحرير الشام الجهادية (جبهة النصرة سابقا التابعة لتنظيم القاعدة) التي تسيطر على نحو 60 بالمئة من مساحة محافظة إدلب، مع مسؤولين في الحزب الإسلامي التركستاني، وآخرين من الخوذ البيضاء "اتفقوا على سيناريو يقضي بافتعال أحداث تدفع إلى اتهام القوات الحكومية السورية باستخدام غازات سامة ضد المدنيين".

وأضاف البيان انه "طلب من الذين سيشاركون في هذا السيناريو الاستفزازي بأن يكونوا جاهزين بحلول مساء الثامن من أيلول/سبتمبر".

وجاء أيضا في بيان المتحدث الروسي إن "إشارة البدء بهذا العمل الاستفزازي من قبل إرهابيين في منطقة إدلب، ستصدر من بعض الأصدقاء الأجانب للثورة السورية".