سجال بين عون وبري يدفع أزمة لبنان إلى هوة جديدة

الرئاسة اللبنانية تعتبر أن رئيس مجلس النواب أسقط عن نفسه صفة الوسيط الساعي إلى حلول وجعله طرفا لا يستطيع أن يعطي لنفسه حق التحرك باسم الشعب اللبناني، بعد أن قال بري إنه لا يحق للرئيس أن يحصل على حقيبة وزارية.
الرئاسة اللبنانية منتقدة بري.. أسقط عن نفسه صفة الوسيط
أزمة لبنان السياسية تتسع لتطال بري بعد خصومة عون والحريري
وساطة بري للخروج من المأزق السياسي تفجر صداما مع الرئاسة

بيروت - دخلت الرئاسة اللبنانية في سجال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو زعيم كتلة 'أمل' الشيعية، في أحدث تطور من شأنه أن يطيل عمر الأزمة اللبنانية أكثر فيما يقف لبنان على حافة الانهيار الشامل، بينما ترسم الخصومة بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ملامح انسداد سياسي بلا انفراجة قريبة خاصة بعد أن توسعت الأزمة لتشمل بري الوسيط المفترض للخروج من المأزق.

وكان بري قد أعلن أنه لا يحق لرئيس البلاد الحصول على حقيبة وزارية واحدة في الحكومة كونه لم يشارك في التصويت.

وأعرب مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية في بيان مساء اليوم الأربعاء ردا على بري، عن أسفه لما جاء في بيانه (بري) "لجهة عدم حق رئيس البلاد بالحصول على وزير واحد في الحكومة"، مشيرا إلى أن الرئيس بري أسقط صفة "الوسيط".

وقال البيان "من المؤسف حقا أن يتحدث الرئيس بري عن عدم حق الرئيس بالحصول على وزير واحد في الحكومة، مبررا ذلك بعدم مشاركته في التصويت"، مضيفا "تسجل له إيجابية وحيدة هي الرغبة في أن تبقى مبادرته مستمرة لتسهيل تشكيل الحكومة وإن كان البيان الصادر اليوم أسقط عن دولته صفة الوسيط الساعي إلى حلول وجعله ويا للأسف، طرفا لا يستطيع أن يعطي لنفسه حق التحرك باسم الشعب اللبناني".

كما عبرت الرئاسة اللبنانية عن استغرابها من أن "يلقى البيان الذي صدر بالأمس (الثلاثاء) عن رئاسة الجمهورية ردة فعل غير متوقعة من الرئيس بري".

ورأت أن ما فهمه الرئيس بري "من بيان الأمس، بأن رئيس الجمهورية لا يريد المبادرة التي وافق عليها الشرق والغرب ولا يريد الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة ويبني على هذا النهج ما هو في رأيه حق أو غير حق، فإنه قمة الإنكار ومجافاة الحقيقة".

وكان مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية دعا أمس الثلاثاء الجهات التي تتطوع للمساعدة في تأليف الحكومة إلى عدم تكريس أعراف جديدة والاستناد إلى الدستور.

وطالب الجهات التي تتطوع للمساعدة في تأليف الحكومة بعدم التوسع في تفسير الدستور "لتكريس أعراف جديدة ووضع قواعد لا تأتلف معه، بل تتناغم مع رغبات هذه المرجعيات أو مع أهداف يسعى إلى تحقيقها بعض من يعمل على العرقلة وعدم التسهيل وهي ممارسات لم يعد من مجال لإنكارها".

 وكانت رئاسة مجلس النواب قد أعلنت في بيان اليوم الأربعاء استمرار مبادرة رئيس المجلس نبيه بري لتشكيل الحكومة، منتقدا بيان رئاسة الجمهورية أمس الثلاثاء الذي يقول صراحة "لا نريد سعد الحريري رئيسا للحكومة"معتبرا أنه ليس من حق الرئيس رفضه.

وتنضاف الأزمة الجديدة إلى أخرى قائمة بين الحريري الذي تم تكليفه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتشكيل الحكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب على خلفية انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/اب الماضي، وعون حيث تبادل رأسا السلطة اتهامات بتعطيل تأليف الحكومة، ليكتمل بذلك مشهد الانسداد بين الرئاسيات الثلاث.

وقدم الحريري للرئيس عون في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي تشكيلة حكومية من 18 وزيرا لم يقبل بها الرئيس (عون). ولم يقدم الحريري بعدها أية تشكيلة حكومية، متهما عون بعرقلة مهمته وأنه يصرّ على الثلث المعطل.

ويقوم رئيس مجلس النواب نبيه بري بمبادرة لتأليف حكومة جديدة برئاسة الحريري على قاعدة أن تتألف من 24 وزيرا دون ثلث معطل، بعد أن تعثّر تأليفها على مدى أكثر من سبعة أشهر.