من سيدفع الثمن لو استشهد هشام أبوهواش؟
يتابع الجميع أخبار الأسير هشام أبوهواش الذي دخل في مرحلة حرجة بعد 141 يوما من معركة الأمعاء، تنذر بإمكانية وفاته في أي لحظة خاصة بعد دخوله الغيبوبة، ولقي البطل دعما منقطع النظير في فلسطين وكافة الاقطار العربية والاسلامية التي تضامنت مع معاناته.
وكالعادة فلقد حاولت ادارة ميتا التقليل من ظهور المنشورات الداعمة لهذا الأسير، وراحت تضعف التفاعل في جميع الصفحات التي تنشر موضوعات لها علاقة بالأسرى المضربين عن الطعام دون أن تفسر كالعادة السبب الوجيه من حجب المحتوى الفلسطيني.
لا يهمنا ما اذا كان فيسبوك وانستغرام يدعم هشام أم لا فهي مجرد فضاءات افتراضية لا تغير في الواقع الفلسطيني شيئا، بقدر ما يهمنا معرفة الجهات التي تريد اللعب بمشاعر الفلسطينيين من أجل تحضيرهم لتقبل مواجهة مع العدو، في حال وفاة هشام لا قدر الله. مواجهة يكون عنوانها الثأر لهشام من دون ان نأبه بإمكانية سقوط العديد من أسرى معركة الأمعاء الخاوية كضحايا في سبيل القضية الفلسطينية.
صحيح ان الاحتلال يمارس انتهاكا صارخا في وجه الأسرى يهدد حياتهم، ولكن هناك أيضا من يتاجر بمعاناتهم ويستغلها لركوب الموجة وجعل قضيتهم كورقة ضغط على الاحتلال: ألم يكن هناك مجال من قبل بإدراج أبوهواش والعديد من الأسرى المضربين ضمن شروط الهدنة التي تدار بوساطة مصرية؟ لماذا لم تنتبه الجهاد الاسلامي وحماس لوضع ملف هشام على رأس ملفات تثبيت الهدنة وهو الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ أكتوبر 2020؟ لماذا توصل السجناء الآخرون لوقف الاضراب بعد الوصول الى اتفاق مع الاحتلال بينما استمر هشام؟ وهل كان صعبا أن يدرج اسم هشام بين الأسماء المدرجة في الصفقة القادمة لتبادل الأسرى، خاصة وأنه ليس مدانا بشكل مباشر في عملية قتل اسرائيليين بل مشتبه فيه مما يعني أن الاحتلال لن يبدي ممانعة من إطلاق سراحه مادام لا يوجد دليل ادانة!؟
قد نفقد الأسير هشام في أي لحظة، وقد نفقد أشخاصا آخرين ما دمنا نستعمل البشر كدروع بشرية وكوسائل ضغط على الاحتلال وبما أن الاحتلال يدرك جيدا ان بعض الأطراف لا يهمها معاناة أي شخص بقدر ما يهمها مصالحها، بعد أهملت العديد من الفرص من أجل مصالحة وطنية ومن أجل مشاريع اقتصادية تقضي على معاناة مئات الآلاف من البشر.
قد يريد البعض من وفاة هشام أن تكون ساعة الصفر لإطلاق صواريخ او هجمات ضد الاحتلال لكن هذا لن يعيد لا هشام ولا من سبقه ولا من يليه، وستستمر بعض القيادات في استعمال أسطوانة التضحية والمقاومة والكرامة لإيهام الناس بأنها تحقق انتصارا على الاحتلال، ولكن من يدفع الثمن دوما هم جنود الخفاء لا أبناء القيادة، فمن لم ينجح في التخفيف من معاناة الشعب خارج السجون، لن يكون بإمكانه مساعدة هشام ولا غيره من المضربين وسيكتفي فقط بنصب صورة تذكارية في كل مرة نفقد فيها أسيرا أو مضربا عن الطعام.
نتمنى أن يستجيب الاحتلال لضغوط الهيئات والمؤسسات الدولية من أجل إنهاء معاناة أبوهواش وغيره من المضربين أما من يريد ركوب الموجة في دعمهم سنكتفي بالرد عليه ثمة هنالك العديد من القضايا الداخلية التي فشلتم فيها وعمقتم بها جراح الفلسطينيين فكفوا عن اللعب بالمشاعر، وتحملوا مسؤولياتكم.