لوحات تشكيلية وأمثال شعبية على روزنامة جمعية التراث الكويتية
يحظى التراث باهتمام خاص من قبل المثقفين والفنانين والباحثين الكويتيين، الذين يوظفون الكثير من التقنيات، ويطرحون على الدوام أفكاراّ جديدة تصب جميعها في صون وإحياء تراثهم الوطني.
وفي هذا الإطار، أعلن فهد غازي العبد الجليل، رئيس الجمعية الكويتية للتراث، في تصريحات لـ "ميدل إيست أونلاين" عن سعي الجمعية بالتعاون والتنسيق مع أعضاء مجلس الأمة، لإصدار تشريعات جديدة لحماية التراث، والحفاظ على المباني التاريخية في الكويت.
وأضاف بان الجمعية تسعى أيضا لتحديث مواد قانون الآثار الصادر في العام 1960، ومشاركة خبراء الجمعية في تعديل وتفعيل ذلك القانون وفقا للمصلحة العامة.
العبد الجليل أشار إلى أن لجانا مشتركة تم تشكيلها بالتعاون مع وزارة الأوقاف، بهدف الحفاظ على المساجد التراثية القديمة، وترميمها وتطويرها وفق اشتراطات وضوابط خاصة.
ولفت إلى أن جهودا تبذل من قبل الباحثين والخبراء والحرفيين من أعضاء الجمعية، للحفاظ على التراث بشقيه المادي وغير المادي، مثل صون وترميم المباني التاريخية، والفنون والحرف اليدوية والفلكلور والرواية الشفهية واللهجة الكويتية وغير ذلك من عناصر تراثية كويتية.
وأشار رئيس الجمعية الكويتية للتراث، إلى أن فريقا جرى تشكيله من الحرفيين هدفه إحياء الحرف اليدوية القديمة التي اندثرت بفعل تطور الحياة ورغد العيش على أرض الكويت، مؤكدا على أن حرص الجمعية على إحياء تلك الحرف باعتبارها حرف الآباء والأجداد، ولكونها حرفا ساهمت في نهضة المجتمع الكويتي في الماضي.
إضافة إلى قيام الجمعية بالإشراف والمشاركة في أي أعمال تجرى لترميم وتطوير أي مبنى تراثي، مستفيدة في ذلك من خبرات أعضائها من الحرفيين والمعماريين والباحثين، وكافة الخبرات الفنية في مجالي التراث والعمارة.
ووفقا لتصريحات العبد الجليل، فإن الجمعية الكويتية للتراث، تتبنى العديد من المبادرات، وتقدم الكثير من الإصدارات التي تسعي من خلالها لتوثيق كل ما له صلة بالتراث، وبالموروث الشعبي والثقافي للكويتيين.
ومن بين تلك المبادرات اللافتة في مجال حماية وصون التراث، والمحافظة عليه ونقله للأجيال كاملا بلا نقصان، قيام الجمعية بإصدار روزنامة سنوية تراثية، وظفت فيها الفنون التشكيلية في توثيق الأمثال الشعبية، وجعلتها شاخصة للعيان أمام الناس من خلال نشرها روزنامة العام، وهو طرح جديد يسهم في تحقيق أهداف الجمعية بشأن حماية التراث الوطني الكويتي.
وقد لاقت الروزنامة التراثية التي طرحتها الجمعية الكويتية للتراث، ترحيبا كبيرا من قبل الجمهور وعشّاق التراث والمهتمين بصونه وتوثيقه.
وقد رسم اللوحات التشكيلية التي صاحبت الأمثال الشعبية على صفحات الروزنامة التراثية، الفنانة الكويتية، ابتسام العصفور، عضوة الجمعية، والمعروفة كويتيا وعربيا بمشروعها الفني الخاص لتوثيق معالم العمارة والتراث، فيما جمع الأمثال الشعبية الباحث المتخصص في اللهجة الكويتية، سالم عبد اللطيف المسباح، حيث احتوت الروزنامة على لوحات تشكيلية متميزة وثقت المعالم والمظاهر التراثية الكويتية، بجانب مجموعة منتقاة من الأمثال الشعبية القديمة التي كاد أن ينساها الناس، وأعادتها روزنامة جمعية التراث الكويتية إلى الذاكرة الشعبية مجددا.
وقالت الفنانة ابتسام العصفور، انها استحضرت من خلال مجموعة اللوحات التي قدمتها بالروزنامة، تراث الوطن الخالد، وتجسيد حياة الأجداد، وتصوير جمال الماضي في محاولة لربط الأجيال المعاصرة بماضيها الغني بكل جميل.
يُذكر أن الجمعية الكويتية للتراث، كانت قد تأسست في العام 2017، كأحد جمعيات النفع العام بالكويت، ويتكون مجلس إدارة الجمعية من فهد غازي العبد الجليل رئيسا، وأحمد محمد العدواني نائبا للرئيس، وعبد الرحمن وليد بن سلامة نائبا للسر، والدكتور ناصر حسين النجدي أمينا للصندوق، وعضوية كل من: هاني عبد الرزاق العسعوسي، وخليفة أحمد الماجد، وصالح خالد المسباح، ونواف عبد الله العصفور، وخليفة سعيد محمد.
وتعمل الجمعية ضمن خطة عمل تستهدف حماية التراث الوطني الكويتي بكل صوره، وترميم وصون ذلك التراث وكل ما يضمه من معالم خالدة، ومنشئات تاريخية فريدة، وعمارة وآثار.. بجانب الموروث الشعبي والثقافي، من موسيقي وغناء وفنون واستعراضات شعبية، وألعاب قديمة، وعادات وتقاليد تحمل عبق الماضي، وتحكي أمجاد الأجداد.