كازاخستان تنهي فجأة مسار آستانا وموسكو تتمسك باستمراره

البيان الختامي للجولة العشرين من مسار آستانا يؤكد أنه "لا حل عسكريا للأزمة السورية"، داعيا إلى الالتزام بالنهوض بعملية سياسية قابلة للحياة وطويلة الأجل يقودها وينفّذها السوريون.
موسكو ترفض إنهاء مسار أستانا، داعية إلى استمراره في مكان آخر

آستانا/كازاخستان - اقترحت كازاخستان التي تستضيف منذ فترة طويلة محادثات آستانا الرامية إلى إحلال السلام في سوريا بين روسيا وتركيا وإيران، بشكل مفاجئ اليوم الأربعاء إنهاء المسار، مشددة على أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية بعد عودة دمشق إلى الحاضنة العربية، بينما قالت موسكو إن الاجتماعات يمكن أن تستمر في مكان آخر.

والتقى دبلوماسيون من الدول الثلاث هذا الأسبوع في آستانا للمرة العشرين لمناقشة الوضع على الأرض وخارطة طريق لإعادة بناء العلاقات التركية السورية والهجمات الإسرائيلية ومجموعة من القضايا الأخرى.

وأكد البيان الختامي للاجتماع أنه "لا حل عسكريا للأزمة في سوريا"، داعيا إلى "الالتزام بالنهوض بعملية سياسية قابلة للحياة وطويلة الأجل يقودها وينفّذها السوريون أنفسهم".

وشددت روسيا وتركيا إيران "على مواصلة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره ورفض الأجندات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، مؤكدة "التزامها الراسخ بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها أراضيها وسلامتها وبأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها". 

واتفق الأطراف بحسب البيان على أهمية "تهيئة الظروف المناسبة من أجل عودة آمنة ومشرفة وطوعية للاجئين السوريين".
وأدان البيان "أنشطة التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة على اختلاف مسمياتها في سوريا"، مؤكدا "رفض العمليات غير الشرعية للاستيلاء على النفط السوري".

وعبر عن "القلق الشديد إزاء الوضع في سوريا المتمثل في عواقب زلزال فبراير/شباط "، رافضا "جميع العقوبات أحادية الجانب التي تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني وميثاق الأمم المتحدة".

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية إلى "زيادة المساعدات في جميع أنحاء سوريا وتنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر".

وتستضيف قازاخستان منذ عام 2017 الاجتماعات التي أحرزت نتائج متفاوتة. وكان من أكبر الخطوات التي تم الإعلان عنها في آستانة تقسيم الأراضي السورية إلى مناطق "خفض التصعيد" تحت إشراف دول مختلفة.

لكن نائب وزير خارجية قازاخستان كانات توميش دعا اليوم الأربعاء بشكل غير متوقع إلى إنهاء المحادثات الثلاثية، معلنا أن هدفها قد تحقق. وقال للصحفيين "يمكن اعتبار خروج سوريا التدريجي من العزلة في المنطقة علامة على أن عملية آستانة أكملت مهمتها".

وأضاف "بالنظر إلى عودة سوريا إلى أسرة الدول العربية نقترح الإعلان رسميا أن الاجتماع العشرين لعملية آستانا هو الأخير".

ومن الواضح أن هذه لم تكن خطة أطراف المفاوضات الثلاثة إذ قالوا في بيان مشترك بعد المحادثات إن الاجتماع المقبل سيعقد في وقت لاحق من هذا العام.

وقال المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتييف "لا يمكن أن نقول إن عملية آستانة انتهت... لكن إذا قرر الجانب القازاخستاني أن هناك حاجة لنقلها إلى موقع مختلف، فسنناقش ذلك ونختار مكانا"، مضيفا أنه يمكن لروسيا وتركيا وإيران على سبيل المثال التناوب في استضافة الاجتماعات.

وتابع "يجب الانتهاء من إعداد "خارطة الطريق" المتعلقة بتطبيع العلاقات التركية السورية قبل الحديث عن لقاء رئيسي البلدين"، مشددا على ضرورة عرضها على رؤساء الدول الأربع قبل البدء بمناقشة أي لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، بحضور قادة الدول الضامنة لمسار أستانا.
وتحتل تركيا أجزاء من شمال سوريا وتتدخل إيران وروسيا دعما لنظام بشّار الأسد في تنافس على النفوذ بالمنطقة، بينما لا يسيطر النظام السوري حاليا إلا على نحو 70 في المئة من أراضيه، بينما يبسط الأكراد سيطرتهم على جزء من الشمال السوري ويتعرضون لضغوط عسكرية تركية.

وتشدد تركيا على وحدة الأراضي السورية في مسعى لمنع تشكل كيان كردي محاذ لحدودها مع سوريا وتبرر تدخلها العسكري بحماية أمنها القومي وسط مخاوف من امتداد جغرافي للنزعة الانفصالية الكردية.

ولا تنحصر شروط دمشق لتطبيع العلاقات مع أنقرة في انسحاب تركيا من المناطق التي دخلتها الجيوش التركية، بل تتضمن أيضا تعريفا مشتركا للإرهاب يتخطى الحركات الكردية إلى أكبر عدد ممكن من فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام.