أيمن بن سليمان يقتنص جائزة الأندية السينمائية بالمغرب بـ'بقايا'
فاز المخرج أيمن بنسليمان بجائزة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب عن فيلمه" بقايا" ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة.
وفي هذا الحوار نقوم بتسليط الضوء على عمله بعد نيله هذه الجائزة في أضخم مهرجان وطني للفيلم بالمغرب.
كيف تلقيت خبر مشاركة فيلمك القصير ضمن المسابقة الرسمية في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته 23؟
تلقيت خبر مشاركة فيلمي القصير "بقايا"، في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته 23، كفرصة رائعة لنا لعرض الفيلم ومشاركته مع الجمهور في هذا المهرجان المميز.
ما الذي ألهمك لتصوير هذا الفيلم القصير "بقايا" ولماذا اخترت تقديم رحلة طنجة كموضوع رئيسي؟
أستلهمت فكرة التصوير من رغبتي في استكشاف علاقة الذاكرة الشخصية والجماعية وكيف يمكن للأماكن والتجارب الشخصية ترك أثر دائم على ذاكرتنا الجماعية. كما اخترت تقديم الرحلة إلى طنجة كموضوع رئيسي للعمل، لأن المدينة تمتلك تاريخًا غنيًا وثقافة متنوعة، وقد شجعني الدعم الذي تلقيته من طرف المنتج الحسين حنين على إبراز رسالة الفيلم.
فضلا عن ذلك، كانت طنجة تمثل لي الارتباط بالمكان، حيث يمكنني تسليط الضوء عليه بشكل جديد وفني، وذلك من خلال إعادة ترتيب وتجديد الأماكن والذكريات بطريقة تعكس رؤيتي الفنية مع التركيز على رسالة الفيلم الأساسية.
كيف نشأت فكرة الذاكرة الشخصية والاجتماعية كموضوع مركزي للفيلم؟
نشأت من تفكيري في كيفية تأثير الذاكرة الفردية على الذاكرة الجماعية وكيف تُخَلَّد في تاريخ المجتمع.
ثم بدأت بالتساؤل حول كيف يمكن للأماكن والتجارب الشخصية أن تكون عاملاً مؤثرًا في بناء تاريخنا المشترك، فعندما نتحدث عن الذاكرة الشخصية، نقصد بها التجارب التي نعيشها كأفراد وكيف تؤثر في تصوّرنا للعالم وتاريخنا الشخصي،أما الذاكرة الاجتماعية فتشير إلى الذاكرة التي تشترك فيها المجتمعات والثقافات وكيف يتم توارثها وتبادلها.
ما هي الرسالة التي ترغب في نقلها من خلال هذا الفيلم بشأن تخليد الذاكرة؟
الرسالة التي أتمنى نقلها من خلال فيلم "بقايا" هي أهمية الحفاظ على تاريخ وثقافة المجتمعات، كما أرغب في تشجيع المشاهدين على التفكير بعمق في القيمة الثقافية للذكريات وكيف يمكن للأماكن والتجارب الفردية أن تكون جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الجماعي.
من خلال استكشاف العلاقة بين الذاكرة الشخصية والجماعية في سياق مدينة طنجة، أتمنى أن يتعلم المشاهدون كيف يمكن للأفراد أن يؤدوا دورًا فعالًا في تشكيل وتخليد الذاكرة الاجتماعية من خلال تجاربهم الفريدة.
والرسالة هي أن الذاكرة ليست مسألة فردية فقط، بل هي جزء من تركيبة تاريخية وثقافية تتشكل من خلال تفاعل الأفراد مع الأماكن والأحداث. ومن ثم، يمكننا أن نفهم أهمية العناية بالذاكرة وتخليدها كجزء لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا.
كيف صارت عملية اختيار الممثلين والفريق التقني للفيلم؟ هل كان هناك معايير خاصة في اختيارهم؟
تمت وفقًا لمعايير معينة لضمان تحقيق الرؤية الفنية والجودة المطلوبة، ومن أهمها الاهتمام بالفكرة، ونظرًا لأهمية الجوانب البصرية والفنية في الفيلم أيضا، كما تحققنا من قدرة أعضاء الفريق على العمل بعناية والاهتمام بالتفاصيل.
ما هي التحديات التي واجهتك في أثناء تصوير الفيلم في مدينة طنجة؟
واجهنا عدة تحديات تقنية وإنتاجية، ومنها: الظروف الجوية، حيث تأثر جدول التصوير ببعض التحديات المناخية مما استدعى التكيف مع التغيرات الجوية وضمان استمرارية الإنتاج. وكذلك التصوير في أماكن مزدحمة، إذ كانت بعض المواقع في المدينة مزدحمة بالناس والمركبات، مما استدعى تنظيم عملية التصوير والتعامل مع التحديات المرورية.
كيف تم التعامل مع جوانب الذاكرة الشخصية والاجتماعية في الفيلم؟
تم التعامل مع جوانب الذاكرة بشكل مبتكر وفني، من خلال استخدام عدة عناصر في الإخراج والسيناريو والتصوير. كما تم استخدام مثلا الصور والإطارات بشكل إبداعي لتصوير الأماكن والأشياء التي تعبّر عن الذاكرة والتاريخ.
كما صُوِّرَت مشاهد محددة باستخدام ألوان معينة تعكس الجوانب الشخصية والاجتماعية للذاكرة، كما اُسْتُخْدِمَت تقنيات تصوير مثل الزوايا والإضاءة والإطارات، لنقل الشعور بالذاكرة والزمان والمكان على نحو ملموس، وقد تم دمج هذه العناصر وغيرها بعناية لإنتاج تجربة سينمائية تستفز تفكير المشاهدين حول الذاكرة، وترتبط بشكل عميق بالجوانب الشخصية والاجتماعية لها.
هل كانت هناك قصص شخصية أو تجارب خاصة ألهمتك عندما كنت تخطط للفيلم؟
نعم، قصص كثيرة صادفتها اثناء التخطيط للفيلم الهمتني، بعضها تم جمعها من مدينة طنجة بالتركيز على شخصيات من تواريخ واعمار مختلفة.
كيف اُسْتُخْدِمَت العناصر البصرية والموسيقى في الفيلم لنقل الرسالة وإضافة عمق للتجربة السينمائية؟
استُخدمت العناصر البصرية والصوتية بشكل حسّي أكثر من تقني، لتقديم تجربة سينمائية غامرة وعاطفية تدفع المشاهدين إلى التفكير في علاقتهم بالذاكرة والتاريخ.
هل كان لديك تحديات خاصة في مجال الإخراج عند تنفيذ هذا الفيلم؟ وكيف تعاملت معها؟
شهدت عملية إخراج فيلم "بقايا" تحديات، من بينها التعامل مع المواقع الفعليّة حيث تم التصوير في أماكن مختلفة في مدينة طنجة، مما استدعى التفاعل مع أصحاب العقارات والمجتمع المحلي، كما تم بناء علاقات قوية معهم والحصول على الموافقات الضرورية.
وقد تم التصدي لتلك التحديات من خلال التخطيط الجيد والتنسيق الفعّال مع الجهات المعنية مستفيدين من الخبرة الإخراجية والمعرفة الفنية لتحقيق أهداف الفيلم بنجاح.
ما الذي تأمل أن يستخلصه الجمهور من هذا الفيلم وكيف يمكن للمشاهدين أن يستفيدوا من تجربة مشاهدته؟
يعمل فيلم "بقايا" على إشراك الجمهور وتعميق فهمهم للذاكرة الشخصية والاجتماعية وكيف تتداخل مع نسيج حياة المجتمع، ومن خلال تجربة مشاهدته يمكن للمشاهدين أن يثيروا نقاشاتهم وتفكيرهم حول جوانب عدة، منها:
تأثير الأماكن والتاريخ على الذاكرة الشخصية: يسمح العمل للجمهور بفهم كيف تؤثر الأماكن التي زاروها والأحداث التي مروا بها على ذاكرتهم الشخصية وتشكيل هويتهم.
العلاقة بين الذاكرة الشخصية والاجتماعية: يسلط الفيلم الضوء على كيفية تأثير الأحداث والتجارب الشخصية على التاريخ والذاكرة الجماعية للمجتمع.
التأمل في الثقافة والهوية: يدعو المشاهدين للتفكير في تأثير الثقافة والموسيقى والفنون على ذاكرتهم الشخصية وتشكيل هويتهم.
الاستمتاع بالفن السينمائي: يمنح الجمهور فرصة الاستمتاع بالعناصر البصرية والصوتية للفيلم والفنية التي اُسْتُخْدِمَت لنقل الرسالة.
هل هناك أي مشاريع مستقبلية تخطط للعمل عليها تتعلق بنفس الموضوع أو مواضيع مماثلة؟
نعم، هناك أعمال أخرى أعمل عليها في طور الكتابة، منها فيلم روائي قصير بالتعاون مع المنتج حسين حنين.