المرأة الإماراتية في لوحات الفنانة وضحى الغريبي

الفنانة الدكتورة ترى ان المرأة العربية أوجدت لنفسها مكانة كبيرة في المشهد التشكيلي، وتشدد على أن الفن لا يُميز بين الرجل والمرأة وأن المقياس الوحيد هو الموهبة.

تحضر المرأة الإماراتية بقوّة في لوحات الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة وضحى حمدان الغريبي، التي توثّق في إبداعاتها الفنيّة لنجاحات المرأة وما تُحققه من منجزات، وما تبذله نساء الإمارات من جهود يسهمن من خلالها في تحقيق نهضة الوطن ورفعته.

الغريبي قالت على هامش مشاركتها - قبل أيام – باحتفالية نظمت بمكتبة زايد المركزية "ملتقى المرأة الاماراتية.. ابداع واثراء"، وذلك في مناسبة يوم المرأة الإماراتية، إن المرأة تحتل مكانة مهمة في أعمالها الفنية، وأن وجود المرأة ضروري من الناحية التكوينية والجمالية، لتحقيق القيم التعبيرية من خلال رسمها لها بحجم كبير لتكون الشخصية الرئيسية في دلالة على قوة شخصيتها مع الالتزام بارتدائها الزي الإماراتي، وأنها تُركز على نظرة المرأة في ثبات وقوة للتعبير عن مكانتها المهمة ودورها البارز في المجتمع.

الفنانة الدكتورة وضحى حمدان الغريبي، كان آخر ما قدمته من أعمال فنيّة تناولت فيها المرأة الإماراتية، مجموعة من اللوحات التي عُرضت في مناسبة يوم المرأة الإماراتية، واضاءت من خلالها على دور المراة الاماراتية ومساندتها للرجل في مسيرة العطاء.

وكان في طليعة تلك المجموعة الفنية الجديدة للغريبي لوحة للشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، والشبخ محمد بن زايد رئيس الدولة، وجاءت بعنوان "فجر الامارات".

واعتبرت الفنانة الدكتورة وضحى حمدان الغريبي، أن "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك، هي أم العز، وأم الشموخ، وأم الفخر والعز، وهي مصدر إلهام ودعم لا محدود ومستمر.

وتحدثت الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة وضحى حمدان الغريبي، عن حركة الفنون التشكيلية في الإمارات، فقالت انطلقت في بداية السبعينيات من القرن الماضي.

واضافت بأنه منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم وهي تواصل مسيرتها نحو التطوّر جامعة بين الأصالة والإتصال الحميم بروح العصر، مع نظرة حيّة ومُتجددة إلى التراث، منفتحة على العالم.

ورأت الغريبي، أن الحركة التشكيلية العربية أصبحت تنافس مختلف الحركات التشكيلية بالعالم، وأن كثيراً من الفنانين العرب وصلوا للعالمية لأنهم سعوا إلى الارتقاء بالفن والوصول به لأعلى درجات السمو والإبداع من خلال الموضوعية وتقديم أعمال تتواكب وروح العصر.

وأوضحت بأن الفنانين التشكيليين العرب يُعانون من بعض المشكلات بينها صعوبة تسويق أعمالهم الفنية، إضافة إلى تأثرهم بالأزمة الاقتصادية التي يشهدها ويتأثر بها العالم أجمع.

ونوّهت إلى أن الفن التشكيلي لا يجلب لصاحبه رزقاً وفيراً، وذلك لأن الوطن العربي لا تنتشر فيه ثقافة شراء الأعمال الفنية واقتنائها. وحول رؤيتها لمكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، قالت إن المرأة العربية أوجدت لنفسها مكانة كبيرة في ذلك المشهد، وشددت على أن الفن لا يُميز بين الرجل والمرأة، وأن المقياس الوحيد هو الموهبة التي تميز عملاً فنياً عن آخر.

وحول تجربتها التشكيلية، قالت الغريبي إن الرسم هوايتها منذ الصغر، وازداد شغفها وكبرت هوايتها، ونمت محبتها للألوان، ولهذا أكملت مسيرتها التعليمية الجامعية بدراسة الفن، ونالت درجتي الماجستير والدكتوراه في الفنون، فزادت علاقتها بالألوان والفرشاة.

وبيّنت أن دراستها الأكاديمية للفنون منحت أعمالها الصياغة الفنية المعاصرة من خلال الجمع بين اللغة التشكيلية الحديثة والتوظيف الثري لمعطيات الفنون، المرتبطة بالبيئة والتراث الإماراتي، حيث تستخدم دائماً مفردات فنية خاصة مرتبطة بالهوية الإماراتية.

ولفتت إلى حضور الرجل في أعمالها التي تستحضر فيها عناصر من البيئة البدوية في الإمارات، وقالت إن لديها عملاً فنياً استلهمت فيه لبس الرجل الإماراتي التقليدي، وجعلته محور الرؤية الفنية وهو عبارة عن الخيمة البدوية، وقد صورتها بشماغ وعقال بأسلوب رمزي، لتعبر عن الهوية الإماراتية التي تلخص رمز الأصالة والتمسك بالتقاليد وتبرز دور الرجل.

الفنانة الدكتورة وضحى حمدان الغريبي، التي درست الرسم والتصوير الفني في جامعة حلوان المصرية، وصدر لها كتاب بعنوان "التنوع الثقافي في المشهد الفني الإماراتي المعاصر"، ولها العديد من البحوث والدراسات في مجال الفنون البصرية، إلى جانب مشاركتها في المعارض والملتقيات الفنية داخل الإمارات وخارجها.

وهي تستمد أعمالها من مقومات جمالية وفنية مستوحاة من التراث الإماراتي، وتعتمد على الموضوعات المرتبطة بواقع الحياة الإماراتية وما تشتمل عليه من عادات وتقاليد ومعتقدات.

يُذكر أن مكتبة زايد المركزية التابعة لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، كانت قد نظمت أخيراً "ملتقى المرأة الإماراتية" الذي استمر على مدار يومين، وتضمن مجموعة من الورش و المحاضرات التي سلّطت الضوء على الدور الذي  تقوم به المرأة الإماراتية داخل المجتمع.

وضمن فعاليات الملتقى، قدّمت الشاعرة شيخة المطيري، ورشة بعنوان "ثقافة المرأة الإماراتية"، وورشة بعنوان "الدانة الملهمة" قدمتها الباحثة هيا العامري، فيما أبدعت العازفات سارة العامري، ونورة المزروعي على آلتي العود والقانون، حيث أكدن من خلال معزوفاتهن الموسيقية على أصالة الفن الإماراتي.

وبجانب لوحات الفنانة التشكيلية الدكتورة وضحى حمدان الغريبي، التي نجحت في تشكيل صورة ملهمة للمرأة الإماراتية، شاركت مؤسسة فاطمة بنت محمد بن زايد، بمعرض متميز أبرز قدرات المرأة الإماراتية في تقديم كل ما من شأنه تمكين  المرأة في المجتمع الإماراتي.