بيت الشعر بالمفرق يستضيف حسن النبراوي وقاسم دراغمة

الشاعران النبراوي ودراغمة يستحضران خلال الأمسية الشعرية في قصائدهما الهم الإنساني والذات الشاعرة.

نظم بيت الشعر بمدينة المفرق الأردنية أمسية شعرية للشاعرين: حسن النبراوي وقاسم دراغمة، وأدار مفرداتها الشاعر الدكتور ماجد العبلي، وسط حضور متميز من المثقفين والأدباء ورواد البيت، حيث ثمن دور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على فتح بيوتات للشعر في الوطن العربي وكذلك رعايته للثقافة ودعم المبدعين العرب.

القراءة الأولى استهلها الشاعر حسن النبراوي حيث غير قصيدة عبرت عن حالات الشاعر والقضايا الإنسانية والوقت الراهن بلغة عالية البناء والمعنى، والنبراوي شاعر من جيل الشباب الذين لهم حضور وتجربة شعرية استطاعت أن تعاين جراح وآمال الأمة، وهو عضو في دارة الشعراء، ومنتدى البيت العربي، واتحاد الكتاب العرب. شارك في مهرجان جرش 2024، وله الكثير من القصائد المنشورة في المجلات العربية، ونختار مما قرأ:

"جلسنا هنا

هجرتكِ علي أجيد التخلي

وبالفعل كان تخليتُ عني

وعدتُ الى حيث كنا سويا

ودمعي سريع بطيء التأني

وقلبي كنايٍ وجرحي حروفٌ

وصوتي أنينٌ يجيد التغني

ونبضي يقلِّب ألبوم عشق

يمزق هجركِ يدنيكِ مني

يصور أحرفنا في جدار

لتبقي كوشم بصدر التمني

جلسنا هنا والمساءُ سعيد

ويبكيك مثليَ ليل التمني

وعطرك ليس يشابه عطراً

فخلي يديك بكفي وغني

وقلتِ لماذا أراك لطيفاً

أأنت محب وتدرين أني

أحقاً خُدعنا نأى الوصل عنا

وما كان نهجك بل كان فني

بأدراج حبي جلست وحيدا

هنا كنتِ قربي كأنك مني

وكنتِ ملاكاً يوزع نوراً

 وكنتُ فراشاً يحب التعني

بقيتِ كنقش بجدران قلبي

وكنتِ لغيري وخيبتِ ظني

رويدكَ يا من تهيم غراماً

أتأتي إليكَ وكفاً تحني

وما من سوار لتهدي إليها

وأنت وحيد كطفل التبني

فدعها وذر في فؤادك عشقاً

وصنه وقل إن دعوتك كني

أنا لا أجيد فراقاً ولكن

إذا ما طلبتِ أكون التمني".

أمسية شعرية

إلى أن قرأ الشاعر قاسم دراغمة مجموعة من قصائده التي لامس فيها الشأن العربي وتطلعاته بلغة عالية تعبر أيضا عن الذات الشاعرة وتتمثل هموم الأمة، والشاعر دراغمة عضو في دارة الشعراء، ومنتدى البيت العربي، وأسرة نادي القلم، ونقتطف من قصيدة له حيث يقول فيها:

"جرح الماء/رأسي على الأرضِ والبلوى/على كتِفي/جلستُ/هزَّ بيَ الكرسيُّ في قرفِ/نظرتُ للكأسِ، ذنبٌ ما/يحرِّكُهُ/ورقصةُ الثلجِ/شكلُ الشطِّ والصدفِ/ورحتُ أقرأُ أوراقًا محنطةً/ولا حياةَ بها/مع بالغِ الأسفِ/الحبُّ والحربُ: ثالوثٌ معي/وأنا يهزّني صاحبي في شكلِهِ/الخزفي/كفى/نظرتُ إلى البلوى وقلتُ: كفى/فجاءني الأمر محمولًا/على تلفي/وفوق طاولة التحقيقِ/دحرَجني/وكان يمقتُني من شدَّةِ/الترفِ".

ويمضي يتساءل في قصيدته:

"ما الحربُ؟ قلتُ:

حياةُ المرءِ دونَ أبٍ

ما الحبُّ؟

قلتُ: أبي في عقلِه السّلفي

ولا أظنّ جوابي

كان يعجبُه

لأنّ كفًّا أزاح الرأس

عن كتفي

الحبّ لحن ضبابيّ وناي رؤىً

والعزف من فجأة الأحداق

للصدفِ

الحبّ أوّل ما نجثو

 له أملًا

وآخر الحبّ كأسُ العجز

والخرفِ

الحبّ أسر وتحرير

وبينهما

أرض معلقة

بالروح والنطف

والحبّ

 مختلف

يحنو

 لمؤتلف

والحبّ

مؤتلف يحنو

لمختلف

قرين ذعر ولو

طالت سعادته

إليك منها... إليها منك

للكلفِ

والحرب كسر يد الحقّ المقيّد في

أغلال أمّته

والقيد ذو شرفِ

الحرب

دفْنُ صغارِ الماء فيه

دُمًى

أن يمسح الدّمع 

خدّ الوالد الرهفِ

والصّابراتُ على عصف الدماء

ولم

يطأْنَ خوفًا

ووقع النّاسفات وَفي

علون

وجه النزاع

المرّ مرتجفًا

قلوبهنّ نخيل

أجودُ السعفِ

لكنّ شيئًا أعاد الرأس

أخبرني

لن تفهم الحبّ

في مرآته... فقفِ

لن تفهم الحرب حتّى تنتشي... ألمًا

وتنظر الموت في الكأسين

فانصرفِ

فعدت

أنظر

أوراقًا محنّطة

ولا حياة بنا

مع بالغ الأسفِ

وقلت شكرًا

إلى البلوى

ومعذرةً

فهمت لغزيَ

جرح الماء

ليس خفي".

هذا وقام فريق فضائية الشارقة بتغطية الأمسية وإجراء الحوارات مع المشاركين.