هآرتس: اسرائيل تدرس خروجا آمنا للسنوار مقابل وقف الحرب
القدس - قالت صحيفة هآرتس أن مسؤولون إسرائيليون يدرسون إمكانية عقد اتفاق مع حماس لنفي زعيمها يحيى السنوار ومسؤولين كبار آخرين في الحركة الذين ما زالوا في غزة إلى السودان، كجزء من خطوة ستجعل من الممكن إنهاء حكم حماس في غزة.
ولفتت الصحيفة الاسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "صرح عدة مرات في الأشهر الأخيرة، بأنه لن يصر على قتل السنوار ومسؤولين كبار آخرين في حماس، ولا يستبعد إمكانية نفيهم إلى دولة ثالثة، كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب".
وأضافت هآرتس أن المسؤولين "يأملون في أن يفضّل السنوار الخروج من غزة إلى دولة ثالثة، بدلا من الموت في الأنفاق، إذ سيتمكن من إعادة بناء البنية التحتية لحماس والعودة في وقت لاحق إلى غزة في هيئة المنتصر، وفق تفكيره المحتمل".
نتانياهو رفض مقترحات في المفاوضات مع حماس مما أدى إلى تعقيدها
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قد نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن السنوار اتخذ مواقف "أكثر تشددا" في الأسابيع الأخيرة، وذلك مع اقتراب الحرب في قطاع غزة من ولوج عامها الثاني.
وقال المسؤولون إن حماس "لم تظهر أية رغبة على الإطلاق" في المشاركة بالمحادثات خلال الأسابيع الأخيرة، في حين أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن نتانياهو رفض مقترحات في المفاوضات، مما أدى إلى تعقيدها.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت في سبتمبر/أيلول، أن إسرائيل طرحت مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة يتضمن مصير السنوار.
وينص المقترح الذي قدمته إسرائيل إلى الولايات المتحدة وفق الهيئة، على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، وتأمين خروج السنوار من غزة، هو وكل من يرغب في مغادرة القطاع من عناصر حماس.
وذكرت مصادر لهآرتس، أن ذلك قد يشمل أيضًا "رفع تجميد أصول حماس التي جمدتها السودان قبل حوالي 3 سنوات، بعد إلغاء الولايات المتحدة إدراجها للسودان كدولة راعية للإرهاب".
كما أفاد مسؤول إسرائيلي في سبتمبر/أيلول الماضي لشبكة "سي.ان.إن" إن أحد كبار مستشاري نتنياهو قدم لإدارة بايدن مقترحاً لوقف إطلاق النار واتفاق رهائن مع حماس.
وينص الاقتراح المقدم من جال هيرش، وهو حليف مقرب لنتنياهو ويعمل كمنسق إسرائيلي لشؤون الرهائن والمفقودين، على نهاية دائمة للصراع في غزة، والإفراج في مرحلة واحدة عن جميع الرهائن المحتجزين هناك مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل. والممر الآمن لنفي زعيم حماس السنوار خارج غزة، وفقًا لقناة كان 11 الإسرائيلية.
ومن غير الواضح ما إذا كان الاقتراح يتناول وجود القوات الإسرائيلية في غزة بعد وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن، وهي نقطة شائكة رئيسية في المفاوضات المتوقفة. وينظر المسؤولون الأميركيون إلى فكرة مغادرة السنوار لغزة على أنها غير محتملة.
وقال مصدر إسرائيلي منفصل مطلع على المفاوضات الشهر الماضي، إن الاقتراح لم تتم مناقشته بين فريق التفاوض الإسرائيلي كأساس لمفاوضات جديدة مع حماس، والتي كانت متوقفة منذ أسابيع.
وأشاد منتدى عائلات الرهائن في البداية بالمخطط، لكنه وصفه في وقت لاحق بأنه "تلاعب ساخر ورخيص".
وقالت المنظمة "هذا احتيال هدفه إفشال المبادرة الأميركية الجديدة لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب في غزة". مضيفة "قريبا سنحتفل بعام من الهجر. وهذا إفلاس أخلاقي وقيمي لم تشهده الدولة من قبل".
ويأتي هذا الاقتراح في وقت تقل فيه احتمالات التوصل إلى اتفاق. وأعربت عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة عن استيائهم من تصاعد التوترات مع حزب الله في لبنان، قائلين إن حربًا واسعة النطاق هناك لن تؤدي إلا إلى تقليل فرص التوصل إلى صفقة رهائن.
وقد نوقشت فكرة تسهيل نفي السنوار في نقاط مختلفة من المفاوضات كجزء من المراحل اللاحقة من اتفاق وقف إطلاق النار في نهاية المطاف، على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى أن السنوار سيوافق على مثل هذه الشروط.
وقال غيرشون باسكن، الذي يتمتع بخبرة واسعة في التفاوض مع حماس، لشبكة "سي.إن.إن" إن أي شخص يعتقد أن السنوار سيغادر غزة "لا يعيش في هذا العالم".
ومع ذلك، أضاف باسكن إذا تضمن الاتفاق انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، فإنه سيكون "قريبا من صفقة تكون حماس مستعدة لها".
وفي السابق، عندما أثيرت فكرة السماح لكبار قادة حماس مثل السنوار بمغادرة غزة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، قال المسؤولون الأميركيون إنهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن يوافق السنوار. واستشهدوا باغتيالات إسرائيل لقادة حماس في العواصم الأجنبية، وقالوا إنهم يعتقدون أن السنوار يفضل الموت أثناء قتال إسرائيل على مغادرة غزة.