مهرجان المفرق للشعر العربي يشعل شمعته التاسعة بعمان للكتاب
نظم "بيت الشعر في المفرق"مهرجان المفرق للشعر العربي في دورته التاسعة" في "المركز الأردني للمعارض، مكة مول" من خلال التعاون مع اتحاد الناشرين الأردنيين و"معرض عمان الدولي للكتاب" بحضور مدير بيت الشعر المفرق السيد فيصل السرحان وبحضور لافت من المثقفين والشعراء والنقاد والمثقفين والإعلاميين، ورواد المعرض.
بداية مدير بيت الشعر- المفرق فيصل السرحان ألقى كلمة ترحيبية في الافتتاح أثنى فيها على مبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بإنشاء بيت الشعر المفرق وسائر بيوت الشعر في الوطن العربي، كما شكر كل الشركاء الذين كانت لهم مساهمات في تيسير أنشطة بيت الشعر على مدى تسعة أعوام وأولهم وزارة الثقافة الأردنية، ومن ثَمَّ دائرة المكتبة الوطنية، والجامعة الأردنية، والمؤسسات الثقافية المختلفة، والشعراء والنقاد الأردنيين والعرب وأصدقاء بيت الشعر، واتحاد الناشرين الأردنيين.
وشارك في أمسية الافتتاح الشعراء: سعيد يعقوب، يوسف عبد العزيز، موسى الكسواني، عادل الترتير، محمد الفراية، وعضيب عضيبات، وبشار خمايسة، وأدار مفرداتها الدكتور سالم الدهام، الذي أشاد بمبادرة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بإنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي التي كان أولها- خارج دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة- بيت الشعر المفرق.
وقد تضمنت الأمسية معرضا لمنشورات دائرة الثقافة بحكومة الشارقة من المجلات الدورية، كما تضمنت إشهار وتوقيع كتابين من منشورات دائرة الثقافة بحكومة الشارقة ضمن سلسلة إبداعات عربية هما: مجموعة شعرية بعنوان" في بال البحر" للشاعر عضيب عضيبات، ومجموعة شعرية بعنوان "خيال الظل" للشاعر بشار محمد.
القراءة الأولى استهلها الشاعر سعيد يعقوب بقصيدة له: "فجأة" يقول فيها:
"فَجْأَة ..وَلَاحَتْ فَجْأَةً بَيْنَ الحُضُورِ/كَرَفَّةِ زَهْرَةٍ وَشُعَاعِ نُورِ/كَهَبَّةِ نَسْمَةٍ وََنُزُولِ وَحْيٍ/وَرِقَّةِ بَسْمَةٍ وَرُؤَى عَبِير/فَبَرْعَمَ فِيْ دَمِيْ فَرَحٌ وَحُزْنٌ/فَيَا لِيْ مِنْ أَسَايَ وَمِنْ سُرُوري/أَهَاجَتْ كُلَّ خَابٍ فِيْ عُرُوقِيْ وَهَزَّتْ كُلَّ غَافٍ مِنْ شُعُوري".
أما الشاعر يوسف عبد العزيز فقرأ غير قصيدة يقول في قصيدته "صراخ الحناجر"
"نخبَ هذي المجزرة
نخبَ هذا الوطن المقتولِ
والزّنزانةِ الكبرى
وحزن العاشقين البررة
اشربوا الدّمعَ الذي ينزفُ
من قلب فلسطينَ
وقولوا:
عاشَ تطبيعُ العلاقاتِ
وعاشتْ نجمةُ الدّولار في
ليل الصّحارى المقفرة!!
ما الذي يمتدُّ في هذا النّفقْ
دولةٌ أم مقبرة؟!
ما الذي جرّدَنا من لقمةِ الخبزِ
ومن رايتِنا المنتصرة؟
ورمانا في سماء العالم الثّالثِ
فرسانَ ورق؟؟
ما الذي يحدثُ في هذي البلاد
النّائمة؟
ولماذا يستقيلُ الشّعبُ
في كلّ هزيمة؟
وتظلُّ الأنظمة؟؟
يا جماهير المخيّم
يا جماهيرَ المذابحْ
يا حُفاةَ الأرضِ في كلّ السّجونِ
العربية
أينَ تمضونَ إذا ما ذبحوا الثّورةَ
يوماً
وفقدنا البندقيّة؟؟".
وقرأ الشاعر موسى الكسواني لغزة قصيدة بعنوان: "سيدة الشهداء"
"الصُّبحُ تنفسَ منذُ صعودكِ
يا غزةُ فوق الشمسِ وقد
مَزَّقتِ بِنَصلكِ ثوبَ الأمسْ
والأطفالُ ذخائرُ زلزلةٍ قادمةٍ
يقتاتونَ الرملَ المذبوحَ على الساحلِ
والعُشبَ المسفوحَ على الطرقاتْ
والجوعُ الحاقدُ تَعركُ سطوتَهُ
أمعاءُ الصبيةِ تحتَ سماءٍ هاطلةٍ
تَشْخبُ نارًا في لُجِّ دخانٍ
وغبارٍ فوق السجادِ الدمويِّ
النازفِ في غزةَ سيدةِ الشهداءْ
وصفيرُ صقورٍ يصفعُ جَرجرةَ فلولٍ تتساقطُ صَرعَى
والحاخامُ يُولولُ مَذعورًا وَهْوَ يَرى
أشلاءَ الجندِ المَطحونةَ في جُرُفٍ آسنْ
وصَدوحٌ فوق نخيلِ العِزةِ في غَزةَ تَرمِي
بغباءِ المُختارِ على قارعةِ الخَرَفِ المهذارِ
وقد دِيسَتْ في سِردابِ القَصرِ الصَّحراويِّ
عَمامةُ شيخِ القصرِ
وجُزَّتْ لحيتُه الصفراءْ
وتَمَرَّغَ في أسفلهِ رأسُ المُختارِ
إلى أنْ صارَ على مَسخٍ
يَتجرَّع لوعتَه السَّوداءْ
والدودُ الأزرقُ في الصّحراءِ الشَّرقيةِ
يَمتصُّ دِماءَ الخُبُثِ المَمْلوكينَ صَباحَ مَساءْ".
أما الشاعر محمد الفراية فقد شدا بقصيدة: "أنا بخير" يقول فيها:
"أنا بخيرٍ تركتُ الشِعرَ والجُملا
لمّا حصدتُ مياه الجورِ والعِللا
ورغمَ أنّي مَدينٌ والمُدى عُنقي
آتٍ لأنزعَ من افكاركِ الشَللا
آتٍ من النقطةِ العمياء علَّ أسىً
يُعيدني فيكِ ..يلقي بنكيَ الكُفلا
تداركي شاعراً قد شاب مفرقه
بالظلم يا بلدتي لا تقتلي الرجلا
لمْ ترتشِ الريحُ يوماً كي تجاملني
لو كنتُ بعتُ عيوني عُدتُ مُكتحلا
أنا بخيرٍ...وما عاتبتُ من احدٍ
وفي القُرى ورديَ المكلوم قد ذَبُلا
أغلقتُ خطّيّ...حتى لا ابيعَ دمي
الى الظلام.. وإنَ الفجرَ قد دخلا
أغلقتُ عينيّ حنى لا ارى بلدي
إلا كشمسٍ تضيء السهل والجبلا
آتٍ كنزعةِ نفسٍ ضد غربتها
هنا..وحاليَ تشكوني الى الدُخلا
كمثلِ من ظلّت (اللجّون) تعشقهُ
للنار مؤتزراً... للشوكِ مُنتعلا".
الشاعر عادل الترتير قصيدة بعنوان: "نورا" نقتطف منها:
"باسمك أبدأ الأبيات/أجمل فتحة لكتاب/كنقاش يصوغ اللون/للأخشاب والأبواب/كمعتكف بعتم الليل/ينادي ربه الوهاب/أبدأ باسمك الضوئي/يا وقادة الأحرف/ستذكرني دموع العين/حين تبلل المصحف/أحبكِ/لوحةٌ رُسمت/تزين ذلك المتحف/تعالي الآن /لا تخفي/مراهقة هي الكلمات/هي الأشعار/نفس الشكل/لكن تخطئ المرآة/نموت لأجل هذا الحب/لم نحظى بطوق نجاة/لأجل الحب يا نورا/خلعت جميع أحزاني/اتيتك خائفا خجلا//وقد ضيعت عنواني/ولي بيت بحجم الحلم/أذكره.. وينساني".
فيما ألقى الشاعر عضيب عضيبات قصيدة بعنوان: "مِن قلّة الموت"
"على سيرةِ الموتِ هذي حياتُـــ
ـــكَ يا ابنَ الدوائرِ وابنَ الزوايَا
تُعانِي من الفقْدِ ما ظلَّ شيءٌ
من الأمسِ غير اختلافِ النوايَا
تكادُ تفوتُكَ قافلةٌ صَوْ
بَ ما فيه حَلٌّ لكلِّ القضايَا
وما لَكَ والحلّ؟ منذُ متى نَقْـــ
ـــبَلُ الحَسَناتِ ونَرجُو الهدايَا
هناكَ قصائدُ مشروعةٌ حَرَّ
مَتْها على مَنطِقِي شَفَتايَا
لقد خلّفوكَ لتصْفَحَ عنها
لقاءَ الذي اقترفتْهُ يدايَا
ألسْتَ مِن المتعَبينَ؟ تذكّرْ
تُ كنتَ معِي فِي جميعِ المرايَا
تركْتُكَ كي أَتَرقّى إلى رُتْـــ
ـــبَةٍ حازَها المُتعَبُونَ الضّحايَا
ونصّبْتَني مَنْصباً يتمنّا
هُ كلُّ الذينَ رأَوْا مُحتوايَا
على سيرةِ الموتِ عفواً فَسِيرَ
تُهُ رِيشةٌ في مهبِّ الخطايَا
وأنتَ خطيئةُ قلبِي وحسْبُــ
ــكَ أنّكَ أثبتَّ لِي مُستوايَا
كَفَافِي جناحايَ لكنّنِي قَـــ
ــــلِقٌ مِن نفوذِ الطيورِ العرايَا
ورُوحي فتيلٌ تجاهلْتُهُ وَ
لِذلكِ أبدو كثيرَ الشَّظايَا
على سيرةِ الموتِ ظلَّتْ ورائِي
مُسَوَّدَةٌ لمْ تُناسبْ هوَايَا
أَتَعرِفُ ما الشِّعرُ؟ خُذْها وخُذْ رَا
حَتِي ضعْهُما في ملفِّ السّبَايَا
إذا مِتُّ أكثِرْ زِيَارةَ أُمِّي
تَجِدْ أنّنِي كامنٌ في البقايَا
وخذْ موعداً من أبِي وتعلَّمْ
طريقةَ أنْ تجعلَ الحُزنَ نايَا
قَدِ ارْتفَعَتْ مَعْنويّةُ حُزنِي
وفرّقْتُ حَلوَى نفَاذِ الوصَايَا
على سيرةِ الموتِ مِن قلّةِ المَوْ
تِ أكتبُ شِعْراً وأُلقي عَصَايَا"
أما بشار خماسية فختم الأمسية بقصيدة: "أَخُطاكِ أمْ جرسُ الكنيسةِ"
"دَقَّا!
أمْ يومَ دُكَّ الطور مُتنا صَعْقا!
أحزانُ هذي الأرض تسكنُ شُرفَتي
والياسمينةُ لا تقولُ الصِّدقا
عُدْ بِيْ معي نحوَ المُخيَّمِ
لاجئًا
كَمْ في المُخيَّمِ مِنْ أسىً
مُستبقَى!
مِنْ يومِ أنْ كسرَ المسيحُ
صليبَهُ
والمَجدَليَّةُ لا تُعانِقُ أُفْقا
وأنا كَكُلِّ الحالمينَ
أضعتُني
مِنْ يومِ سَمَّتْني الحضارةُ
شَرْقا
سيقولُ بابٌ ما لدمعةِ طِفلةٍ
لا تُرهقيني يا صبيَّةُ
طَرْقا
حَرَّرتُني مِنّي وبعدُ مُحاصرٌ
ووهبتُ روحيَ للحنانِ
الأبقى
لَمْ أَبنِ في اللاسِلْمِ مَمْلَكتي
ولا
مِنْ حيثُ يأتي الجرحُ
أُومضُ بَرْقا
في وسعِ "نابوليون"
أنْ يقتادَ حملتَهُ
ونحنُ بوسعِنا
أنْ نَشقى
وبوسعِ "آينشتاين" في نسبيّةٍ
أعلى، تجوبُ اللامكانةَ
سَبْقا…
وبوسعِ "ماكس بلانك" تكميمُ
الطيوف
ونحنُ نَنشُدُهُ العيونَ الزُّرْقا
ولعلَّ "هوميروس" أطفأَ حكمةَ
المصباح كي يعلو
ويُمعِنَ عُمقا
وأنا بِـ "إيمان العجائزِ" مُؤمنٌ
فهلِ "الخوارزميّ"
يصنعُ فَرقَا!
بعدَ الملاحمِ سوفَ يجلسُ
شاعرٌ فَذٌّ
يُدلِّلُ كبرياءَ الحمقى".
الأمسية الثانية الختامية للمهرجان ستقام في نفس المكان السادسة مساء، يشارك فيها مجموعة من الشعراء، وسوف يتم توقيع كتابين من منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، ومعرضا للمجلات المنشورة من قبل دائرة الثقافة.