ديمقراطي جمهوري.. أخوان جهاد؟!

ما بين الديمقراطيين والجمهوريين تتأرجح الرؤية للإسلام ما بين نظرة شمولية، ونظرة تخصص ما يفعله الاسلام السياسي.

مع نهاية السباق المحموم نحو البيت الأبيض وعودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية لسنوات أربع تالية، يكثر الحديث والتحليلات والتكهنات عن مواقف الحزبين الأميركيين المتنافسين من حركة الاخوان المسلمين والاسلام السياسي.

ولكي نفهم أكثر لا أجد غضاضة من العودة ليوم 18 شباط/فبراير عام 2015 حيث عُقد مؤتمر هام جداً، سُمي بــــــــ "قمة هزيمة الجهاد". وتمحورت المداخلات والنقاشات التي شارك فيها 35 خبيراً حول توضيح تفاصيل الخلاف القائم بين الديمقراطيين والجمهوريين حول الإسلام والدول الإسلامية في تلك الفترة. حيث كان الفريقان متفقين على ضرورة محاربة الإسلام، لكنهما اختلفا في الأسلوب: يرى الديمقراطيون بقيادة أوباما أن الطريقة المثلى تتمثل في التغيير البطيء باستخدام القوة الناعمة، بينما يميل الجمهوريون والمحافظون الجدد إلى استخدام العنف المباشر والقوة الصارمة. بالنسبة للديمقراطيين، فإنهم يرون أن أفضل أسلوب لمحاربة الإسلام هو التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين وتوجيههم أولاً نحو مواجهة "العنف الإسلامي" قبل الانتقال التدريجي لمحاربة الإسلام ككل.

 أما الجمهوريون، فيعتقدون أن الإخوان هم أساس المشكلة، ويتهمونهم بمحاولة خداع الولايات المتحدة عبر استغلال الانفتاح الديمقراطي للتغلغل في مؤسسات الحكم والسيطرة عليها وصولاً للسيطرة على العالم.

ومن المهم الإشارة هنا إلى القمة ركزت على استراتيجية الإخوان التي تتضمن ما يُعرف بالجهاد الحضاري والثقافي، الذي يسعى لاختراق الفكر والسياسات الغربية من الداخل. كما أشار إلى "الجهاد المؤسسي"، الذي يُستخدم فيه تأثير مؤسسات كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، و"الجهاد الديموغرافي" عبر هجرة المسلمين للغرب، حيث يؤدي تزايد أعدادهم إلى تغيير السياسات الغربية، وأخيراً "الجهاد الفردي" الذي يشمل الهجمات الفردية المعروفة باسم "الذئاب المنفردة".

وهنا لابد من الإشارة الى استراتيجيات باراك أوباما "الديمقراطي" حينها كانت تركز على محاربة "الجهاد العنيف" فقط، وتكتفي بسياسة "الصبر الاستراتيجي" واحتواء بقية المسلمين، إضافة إلى تقييد استخدام القوة المسلحة ضد الجهاديين العنيفين فقط، هي استراتيجيات محدودة وغير كافية. ومقابله سبقه رونالد ريغان "الجمهوري" الذي اعتمد استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، وتمت صياغتها بمصطلح استراتيجية "الحرية الآمنة"، لتكون أداة لاستئصال الأيديولوجية الإسلامية من جذورها، كما سعت استراتيجية ريغان للقضاء على الشيوعية خلال الحرب الباردة.

وما بين الديمقراطيين والجمهوريين تتأرجح الرؤية للاسلام ما بين نظرة شمولية، ونظرة تخصص ما يفعله الاسلام السياسي وخصوصاً الاخوان المسلمين وما تفرع عنهم من حركات وتنظيمات جهادية متطرفة مسلحة.