'واشتعل القلب عشقا' في آخر دواوين الجزائرية وردة عزيزي
صدر للشاعرة الجزائرية وردة أيوب عزيزي عن دار الكاتب للنشر والتوزيع ديوان جديد حمل عنوان: "واشتعل القلب عشقا " يحتوي هذا الديوان على 85 صفحة و يضم 30 قصيدة عمودية مع دراسة نقدية لأحد القصائد.
قام بتقديم الديوان الدكتور جمعة الفاخري وزير الثقافة الليبي الأسبق الذي اعتبر هذه التجربة مختلفة عن التجارب الأخرى في معظم الدواوين الشعرية السابقة للشاعرة..
أما عن دواوينها الأخرى، لها ثمانية دواوين شعرية ومنها ما هو قيد الطبع، وصدر لها كتاب "مساكب الضوء" (حوارات ورؤى مع مبدعين عرب) يحتوي هذا الكتاب عن حوارات ثقافية وفنية لمبدعين جزائريين وعرب شارك في هذا الكتاب خبراء سياسة و أطباء، ووزراء ثقافة نذكر منهم: الدكتور صلاح جرار وزير الثقافة الأردني الأسبق، والدكتور جمعة الفاخري وزير الثقافة الليبي الأسبق وغيرهم من النخب الثقافية والسياسية .مع سيرهم الذاتية ونماذج من قصائدهم ورؤاهم الفكرية والثقافية المتعددة..
وتعد الشاعرة لإصدار ديوان خاص بأدب المقاومة، حيث تحمل كما تقول مشعلَ الحرف "قضيتي فلسطين" وقضية كلّ شاعر حرّ يتسلّحُ بشرف المعنى، و كل الجزائر ت ؤمن بها كقضية لكل العرب والمسلمين، وكما أيضا مخطوط نثري، وآخر رواية ومجموعة قصصية تتمنى أن تخرج هذه الأعمال للنور و تكون متاحة للقراء.
ومن أجواء ديوانها نقرأ:
"تساؤلاتُ امرأةٍ ضَيَّعَهَا الحنين
تُراكَ تئنُّ المواجِعَ مثلي؟
وتشتاقُ روحكَ بعضي وشكلي ؟
تُراكَ تخيطُ بشوقِكَ همسي
تُقَلِّبُ دفترَ شعري بليْلِي؟
أتسمعُ نبضَ ابتهالي يُغَنِّي
ويعزفُ أوتارَ حُبِّكَ فُلِّي؟
أتعرفُ أَنِّي بكلَّ اعتكافي
أساقطُ حُبًّا بذاتي وكُلِّـي
بمحرابِ قلبِكَ أينعتُ وِدًّا
ودرويشةُ الرُّوحِ فيَّ تُصَلِّي
نقشتُ هواكَ بضلعِ فؤادي
وأقمارُ روحيَ تَهتِفُ خِلّي
فَتُسْقي برضبِكَ أزهارَ روحي
وتَهززْ بجذْعِ المواجِعِ نَخلي
فأنَّى لأوراقِ نَبضيَ تَذوي
ومَاءُ وريدِكَ نَـهري وسَهلي
أقلّبُ أوجاعَ صَمْتكَ فيَّ
تُعَرَّي مَسَافاتُ بُـعْدِكَ تَـلِّي
أُعَرِّي احتمالَ الظُّنونِ بكيما
وحتَّى، وهلا .. وأنَّى، فقلْ لي:
فكيفَ تَعَتَّمَ فانوسُ فَجري؟
وأنتَ ضيائي، وشَمسي وظلِّي".
ومن قصيدة ثانية تقول فيها:
"خيبةٌ فوقَ نُدوبِ الجرح/قــــلْ يا تُرى كلُّ المواجعِ تَـبرأُ/مِنْ ذا الخِدَاعِ أيا تُرَى قـدْ تـبرأُ؟/دربٌ تَنَفَّسَ بالأسى، ومواجعي/عُنقودُ جُرحٍ، والنَّـــوى يَـتـفـــيَّأ/وأخيطُ بالأشواقِ نَبْضَ وعودِنا/وأعـانقُ الحَسَـراتِ كــمْ/…أتـبــوَّأ/يَذرو الحنينُ على مَرافئِ وُدِّنا/وعـلى هَـشيمِ فِـراقِـنـا يَتَـوَكَّأُ/ذكرى الذينَ نحبُّـهمْ فـي سِـرِّنـا/سِـرُّ الذيـنَ نُحبِّهُـمْ لا يُــــقرأُ/وأنا التي ضَيَّعْتُ دربي في الهوى/فإذا انتهيْتُ إلى رجوعِ أبدأ؟!وَسَكبْتُ وُدَّكَ مِشْعَلًا في حَوبتي/فـانوسُ عـشقٍ، تِـــــبْرُهُ لا يَـصْدَأُ/كمْ كنتُ في محرابِ روحِكَ عاشقًا/فذبَحْتَ عشقي - ظَلَّتَ مني تَهــــزأُ/وظللتُ أبْحِرُ في شواطئ حيرتي/ومَـراكبي غَرقَـــــتْ وتــاهَ المَـرفَـأُ/مِنْ ألفِ جُرحٍ قدْ صَلبتُ مواجعي/مِلــــــحُ المَــــواجِعِ لاهـبٌ لا يَـهدأُ/وصلبـتُ دمعَ النَّازحيـنَ بـحوبـتي/كـأسٌ تُشَظَّى بالــــــنزيفِ فَــتُمْلأُ/يَـمَـــنُ العُــرُوبَةِ بِالنَّوى مُتَوقِّدٌ/يَتضرَّعُ الآمانَ كــيمَا يَلْــــجأُ/ويَخِيطُ بالأشــواكِ بُــردَةَ لاجِئٍ/صَلَّى دُجى خـيـــبَاتِهِ يـــــتَوَضَّأُ/والشَّــامُ تَـــــنزفُ بالحشا آمَالُــهَا/وبلــــيبيا أحــــــلامُــــهَا تَتَــــجَزَّأُ/بَغــــــدادُ تَـعْزفُ جُرْحَهَا في دجلةٍ/وَالقــدسُ مِنْ إخوانِــهِ يَتَـــــبَرَّأُ".