ندوة ثقافية تضيء على تجربة عبدالعزيز المسلّم في أدب الرحلة

ضيوف جامعة الإمارات بمدينة العين يتناولون كتاب 'مدونة مسافر' للباحث الإماراتي الذي أثبت من خلاله أن أدب الرحلة ليس مجرد توثيق للمسافات، بل نافذة لاكتشاف الذات والآخر.
عبدالعزيز المسلّم: كلما قرأت أكثر، أصبحت كتاباتك أعمق

استضافت جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين ندوة ثقافية بعنوان "أدب الرحلة في الإمارات بين الشعر والنثر"، أضاءت على كتاب "مدونة مسافر" للشاعر والكاتب والباحث الإماراتي الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، الذي أثبت من خلاله أن أدب الرحلة ليس مجرد توثيق للمسافات، بل نافذة لاكتشاف الذات والآخر.

وبدأت الندوة بكلمة ألقاها الدكتور شعبان بدير، الناقد والأكاديمي، الذي استعرض الدور التاريخي لأدب الرحلة كأحد أعرق الأجناس الأدبية، مؤكدا أنه يعكس التفاعل الثقافي بين الشعوب ويثري المكتبات بتجارب ملهمة، مشيدا بإسهامات الدكتور عبدالعزيز المسلّم، واصفا أعماله بأنها "مدونة مسافر"، و"مدائن الريح"، واعتبرها تجارب أدبية تُظهر بعمق رؤية الكاتب الإماراتي للعالم.

في حديثه، أبحر الدكتور عبدالعزيز المسلّم في أبعاد تجربته الشخصية مع السفر والكتابة، مشيرا إلى أن الرحلات ليست مجرد انتقال بين الأماكن، بل تجربة تفيض بالمشاعر والمعرفة، قائلاً "السفر يشبه كتابا مفتوحا، يخطُّ الإنسان فصوله في أثناء اكتشافه عوالم جديدة، وهو الرفيق الأجمل في الرحلات، وهو من يفتح لك أبواب القصص التي تنتظرك".

وتطرق المسلّم إلى تجاربه في عدد من البلدان، من بينها الصين والمغرب، حيث قاده السكان المحليون إلى أماكن بعيدة عن المسارات السياحية التقليدية، مما جعله يرى العالم من زاوية مختلفة، مضيفا "أردت في مدونة مسافر أن أوصل رسالة للشباب مفادها ألا تخشوا الخروج من منطقة الراحة، فالسفر يُغني الروح ويوسّع المدارك. وفي كل رحلة هناك فرصة لتحقيق الأحلام وبناء الجسور مع الثقافات الأخرى".

كما شارك نصيحته مع الكتّاب الشباب، مؤكدا أن الكتابة تبدأ دائماً من القراءة. وقال "كلما قرأت أكثر، أصبحت كتاباتك أعمق. أنصح الشباب بمباشرة كتابة المواد القصيرة مثل المقالات والتأملات فهي تمهد الطريق نحو الكتب الكبرى".

وشهدت الندوة مشاركة طالبات من جامعة الإمارات، إذ أبرزت الطالبتان مريم الكعبي ومريم الخزيمي الأثر العميق الذي تركه كتاب "مدونة مسافر" في نفوسهم، وقالت الكعبي "ما أدهشني هو قدرة الكاتب على تحويل رحلاته إلى مشاعر مكتوبة. وفي أثناء قراءتي للكتاب شعرت وكأنني أسافر معه، اكتشفت المدن وعشت اللحظات"، مؤكدةً أن الكتاب ألهمها لاستكشاف العالم، والتعمق في ثقافات لم تكن تعرف عنها شيئاً من قبل.

بينما علقت الخزيمي على أحد الفصول الذي تناول رحلة الكاتب إلى مناطق في السويد، واصفةً إياها بأنها كانت نافذة على عالم من الأساطير. وقالت "لقد أظهر الكتاب جمال التفاصيل الصغيرة التي نتجاهلها، الرحلة إلى أرض الأساطير كانت تجربة استثنائية"، لافتةً إلى أن تلك التجربة ألهمتها لتوثق رحلاتها بطريقة تدمج بين الأدب والمغامرة.