بيت الشعر بالمفرق يستضيف ثلاثة شعراء في أمسية شعرية
نظم بيت الشعر في مدينة المفرق الأردنية أمسية شعرية أحياها الشاعر د. محمد غسان الخليلي والشاعر أحمد آل أحمد والشاعر محمد العموش، وأدار مفردات الأمسية الشاعر خالد الشرمان الذي رحب بالحضور وشكرهم على اهتمامهم الدائم بالثقافة والشعر وحرصهم على متابعة أمسيات بيت الشعر.
وأكد على رسالة بيت الشعر بإبراز المواهب الشابة المبشرة بالخير جنباً إلى جنب مع الشعراء أصحاب الخبرات والمعرفة والتجربة الشعرية الناضجة.
ومن ثم قدم الشعراء قصائدهم على مرحلتين وقدموا ما لذ وطاب لهم من الشعر، معلنين أن الشاعر ابن تجربته، فقرأ الشاعر أحمد آل أحمد مجموعة من قصائده نختار منها:
"رسمتُكَ إيمانًا هلالًا ومئذنة/وقبةَ شمسٍ في السماءِ مُعنوَنة
وأدركتُ منذُ البدءِ أنكَ موطني/كذلك شأنُ الحرّ يعرف موطنَه
فكيف إذا اغتالَ الغبارُ صفاءه/وغيَّرَ أسماءً وعَكَّرَ أمكنة
تدور رحى الباغين. والبغي سيرة/تطول وكل البيد للبغي مدمنة
إذا لم ينلها بالحتوفِ عدوُّها/أذلتْ بذاتِ الحتفِ طفلًا ومأمنَه
كبيرٌ حمى الأعرابِ لكنّ قلبَهُ/ من الليل والأنواءِ ضَيَّعَ مَكمنَه
وفيهِ ويا ما فيهِ حربٌ وغايةٌ/ ولا غايةٌ والكلُّ يَحفِرُ مدفنَهْ
سوى ذلك المكتوبِ فوق جبينه/ شهيد وآلام وردمٌ وأدخنة
سوى ساكنٍ بالقربِ لكنَّ سِجنَهُ/أحاطَ بهِ والكلُّ حاصرِ مسكنَه
وحيدٌ ركامُ الغيمِ ينتظرُ المدى/ليُرعد شجعانا ويبرقَ أحصِنَة
فلسطينُ ما حلّتْ على المجدِ صُدفةً/ولكنّها الآياتُ بالحقّ معلَنَة
ستبقى ويبقى من أرادَ ومن يَرى/فلسطينَ في شريانهِ متمكنة
ونَجبلُ مسكَ الروحِ فوقَ ترابِها/ لنزرعَ زيتونًا ونعصرَ أزمنة".
الشاعر الدكتور محمد الخليلي قرأ مجموعة من قصائده الوجدانية في الرثاء، منها:
"شيَّعوا الشَّمسَ فمادتْ في الدُّجَى
أنجمٌ حيرى وأنَّ الفرقدانْ
فإذا الصُّبحُ جوانٌ أدهمُ
واكتسى الجوْنُ كذاكَ النيِّرانْ
كلُّ ما في الكونِ حزنٌ قاتمٌ
عندما جاءَ بنعيٍ ناعيانْ
وأرى الأخلاقَ معْها دُفنتْ
والنَّدى والطِّيْبُ طُراً يُدفنانْ
يا رِهامَ الخيرِ هلاَّ تمطريها
من حَيَا الحبِّ وبعضاً من أمانْ
بلِّلي قبراً ففيه مهجتي
دُفنتْ مذ غابَ عنَّا الراحمانْ
وحياتي بعد أمي كسرابٍ
؛مثلما الآلُ يباري الصَّولجانْ
يا سَنَا الأسحارِ جُدِّي في السَّرى
بلِّغيْهَا أنَّ عيشي في هوانْ
أنَّنا من بعدُ صرْنَا (فرجةً)
يتغنَّى بتجافينا الزَّمانْ
ذُقْتِ موتاً إنَّما نحن هنا
قد عرتْنَا في أسانا مِيتتانْ!!
أين من عينيَّ أمٌّ برَّةٌ
جمعتْنا طول عمرٍ بالأمانْ؟
وجرى الموتُ بحَيْنٍ أدهمٍ
فاستبدَّ الوهنُ فينا والطِّعانْ
ألمحُ الأمجادَ منها ثَرَّةً
تندبُ العزَّ فيبكي الأبهرانْ
أين مني قلمٌ أُوتيتُهُ
يرسمُ الوجدَ دموعاً كالجمانْ
خانني في موتِ أمي ... وتلاشى
واختفى القرطاسُ في لُجِّ الذُّهانْ".
الشاعر محمد العياف العموش قدم مجموعة من أبهى قصائده طاف بها على جمهور الشعر، ومنها
"ألقى على وَجْهِ الحياة سؤالَهُ ومضى يجر إلى العمى أذياله
يتهجأ الطرقات، كل حروفها تيه، فَسَلَّمَ للعصا آماله
ما زال يعقوب القصيدة في فمي يبكي الجمال إذا رأى أنجاله
في حلقه المجروح آخر بحة من مَزَّقَتْ ياءُ النِّداءِ حِبَالَهُ
فالآن يُحصي في القصيد كسوره ويضم تحت جناحه أطفاله
وجعي على ابن العَبدِ يَتَّبَعُ مَوتَهُ كبراً ، ويصفع بالتجاهل خاله
ما زالَ خَدُّكِ يا حياةُ مُوَرَّماً خاء من الخيباتِ دَتْر داله
قلق يَمدُّ لسانه في مقلتي وأنا أطمئن بالتغافل باله
يا كسرة الخبز اليباس ترفقي باب يعد على الفطور عياله
بي من أنين بني المصائب لاعج لو أن قلبي جَلْمَدٌ لأَسَالَهُ
في غابة الإنسان يلهث شاعر ليُجيرَ مِنْ حقد الذئاب غزاله
لا وقت للتغريد، يزعم بلبل مرت تقاسيم الكمان خلاله
لا طعم للأفكار، ثمة صائد يُنهي ويبدأ بالرصاص جداله
إن كان لا إكراه في الدين الذي رَبُّ تَوَلَّى بالهدى إنزالَهُ
فعلام يستلب الشقيق شقيقه اروحاً، ويهدم باغياً صلصاله؟".
في ختام الأمسية تم حفل توقيع الديوان الشعري الأخير للشاعر محمد العموش والذي تمت طباعته ضمن منشورات دائرة الثقافة في إمارة الشارقة وجاء تحت عنوان "فكيف يطير الكلام" حيث احتفى الجمهور بهذا الديوان للشاعر الأردني العموش، وقدم العموش بدوره عددا من نسخ هذا الديوان إهداءً للحضور.
وهذا وقام فريق فضائية الشارقة بالتغطية المتلفزة لفعاليات الأمسية ولحفل التوقيع.