
مقدم على الانتحار يتراجع في 'اللحظة الأخيرة'
الرباط - يتناول الفيلم القصير "في اللحظة الأخيرة" للمخرج المصري أبانوب ميلاد، محاولة أحدهم للانتحار، ولكن تتغير مجريات الأحداث بشكل مفاجئ في اللحظة الأخيرة، بينما يقدم الفيلم تجربة مكثفة تعكس اللحظات الحاسمة التي قد تغير مصير الإنسان.
شارك الفيلم في مجموعة من المهرجانات السينمائية الدولية، كمهرجان القدس السينمائي الدولي، ومهرجان الإمارات السينمائي الدولي، ومهرجان الغردقة السينمائي، إلى جانب مهرجانات أخرى في الهند، الجزائر، تونس، والبرازيل، وفي هذا السياق قام موقع "ميدل ايست اونلاين" بحوار مع المخرج المصري حول هذا العمل، وفيما يلي نص الحوار:
ما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال فيلم "في اللحظة الأخيرة"؟
هي ادراك الشخص لقيمته ذاته مهما حدث له من أمور سيئة وان وجودنا ليس بمحض الصدفه بل لكل إنسان منا غرض منه في هذه الحياة.
كيف ركزت الحبكة بإيجاز في مدة قصيرة؟
هذا كان تحدي كبير بالنسبة لي لكن انا تعلمت من السينما أن اقدم الأحداث بشكل بصري اكثر من الحكي بالكلام، فالمخرج الجيد مثلا يستطيع أن يحكي قصته في دقيقة من خلال الأدوات البصرية.
ما الذي دفعك لاختيار موضوع حساس كالإقدام على الانتحار؟
فيلمي ليس فقط عن الانتحار بل عن اكتشاف الذات، وكان الانتحار إحدي أدواتي لخروج الفكرة وحكي القصه لكن ايضا زيادة نسب الانتحار حول العالم حوالي 72 مليون شخص يموت منتحرا كل عام، و هذا يعني حاله انتحار كل 40 ثانية وهذا شيء مخيف، ان الانسان يضيع أغلى شيء يملكه وهو حياته، وهذا كان دافعا أيضا لعمل الفيلم، بينما الشىء الثاني الذي دفعني لعمل الفيلم هي جملة من شخص منتحر كتب فيها " سأتمشى حتي نهاية الجسر واذا ابتسم لي شخص منتحر لن أقفز" ومن هذا بدأت أفكر في عمل الفيلم وتطوير الأحداث والشخصيات.

كيف فكرت في عقدة التحول المفاجئ في الأحداث الأخيرة؟
في الحقيقة ان لا افصح عن أي سبب لانتحار الشخصية للمشاهد، لكن المهم هو أنه يريد الانتحار لعده اسباب بينه وبين نفسه لان جميعنا مختلفون وظروفنا مختلفه.
كيف ساهمت الموسيقى التصويرية في شحن القصة؟
الموسيقي التصويرية كانت تكمل حكي القصه، إذ كانت تتحدث مع البطل وتتصارع معه وتعزيه، وهذه كانت عبقرية من الموسيقار مصطفي شاهين لأنه كان بداخله شيء يريد أن يقوله ويحكي ويضيفه للفيلم من خلال موسيقته التصويرية.
ما الصعوبات التي واجهتها أثناء كتابة الفيلم؟
هي كتابة الشخصية الرئيسية واظهارها وإظهار تناقضاتها وماضيها والتحول الاخير للشخصية في النهاية، بينما صعوبات التصوير كانت كثيرة من خلال اختيار اللوكيشن لكن كان مدير التصوير مينا جورج يبحث دائما عن حلول للإضاءة، وهو في الحقيقة خبير وذكي جدا في هذه النقطه، كما كان تسجيل الصوت صعب وقتها أيضا.
ما تأثير المونتاج في خلق الشكل النهائي؟
المونتاج هو الذي يجعل اللقطات التي صورتها فيلما حقا، فهو أداة قوية للتلاعب ويساعد في إيصال الفكرة من خلال عرض اللقطات التي يحتاج المتفرج لرؤيتها بطريقه غير واعيه وبطريقة سلسه تجعل المتفرج يشعر ان لا يوجد أي قطع.
أين تتجلى أهمية الأفلام القصيرة في معاجلة قضايا إنسانية؟
هي المكان المناسب للتجارب والحكي عن قصص انسانية وعن ذاتنا، وبإمكان الفيلم القصير أن يعرض ويلف العالم كله ويعرض لمختلف الثقافات وهذه فرصتنا لإيصال قضايا انسانيه عنا، وفرصتنا للحديث عن ذواتنا، وعن الأشياء التي عجزت الافلام الطويلة عن حكيها او عرضها.
كيف أثرت المشاركة في المهرجانات على تقييمك لتجربتك الإخراجية؟
المهرجانات للمخرج مثل المعرض بالنسبة للرسام، فالمهرجانات هي المكان الذي نستطيع أن نرسل افلامنا له ويقيمها ويعرضها وينتقدها، ومن خلال النقد ندرك نقاط قوتنا وضعفنا.
ما الذي تطمح إليه من خلال هذا الفيلم في المستقبل؟
أن يكون علامة جيدة لي كمخرج، وأن يُشاهد ويُشارك، وأن ينقذ الشباب من أفكارهم السلبية، ويساعدهم على اكتشاف ذاتهم ولو بنسبة بسيطه جدا ويجعلهم يفكرون مجددا في الأمر.