أبو الشيح وحجازي في ضيافة بيت الشعر بالمفرق

الشاعران يلقيان قصائدهما على جولتين شعريتين في أمسية وقدم لها الشاعر خالد الشرمان.

نظم بيت الشعر في مدينة المفرق الأردنية، مساء السبت، أمسية شعرية أحياها الشاعران عبد الكريم أبو الشيح ومحمد تركي حجازي، وقدم لها الشاعر خالد الشرمان الذي ألقى الضوء على رسالة بيت الشعر وأهميته في الواقع الثقافي الأردني ، حيث أنه يعتبر من المنارات الثقافية الهامة، موجها بطاقة محبة لصاحب مبادرة بيوت الشعر حاكم إمارة الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

ألقى الشاعران قصائدهما على جولتين شعريتين، حيث قدم الشاعر عبد الكريم أبو الشيح مجموعة من قصائده المتنوعة أبحر فيها بإبداع شعري مميز ولامس قلوب الحاضرين، حيث انه صاحب تجربة غنية وطويلة في عالم القصيدة، ومما قرأه:

"كمَن يـمشي إلى لا شـيءَ أمشــي

وكان الـوقتُ لا كالـوقتِ يُـعشـي

على ظلي استندتُ وكان دربـــي

كمخمــورٍ يـــطــوّحُ فوق رمشي

فــــلا أدري أمــامـــــاً مــن وراءٍ

وأحـــذر كــلّ إنـســيّ ووحـــشِ

تشـابه فعلهـم في الأرض حـتى

رأيتُ حكيمَـهـمْ بـثـيـابِ رُقْـشِ

يُـؤيــده حَــلـيـمٌ بــات يُـــغــري

بخُطـتــه التي حـيـكـت بـغـشِّ

وحيـن رأيتُ هـذي الأرضَ وكـرًا

رأيـتُ بمَعـزلي بــأسي وهـشّــي

ومـلـتُ إلـيَّ أسـكننـي فـإنّــي

أنا لي صرتُ مُتـكئي وفـرشــي

وصـاحـبـــة بـعـيـنـيـهـا أرانــي

عـلـى مـرآتـهـــا هـشًّــا لـبــشِّ

سـلـيــمـانـاً تـــرانـي إذ أراهــا

أنا بلقيسَ تأمرُ فـوقَ عَـرْشــي

وتكشفُ ساقها لتخوض حلمي

كلحنِ كمنـجـةٍ بالبـرق وُشِّــي

فـبـتـنـا بـيـن تـقـبـيـلٍ وضــمٍّ

نـؤلـفُ مـوطنًـا بالحبِّ غُشِّـي

فليس نخـافُ منـه او عـلـيـهِ

وليس لسرّنا مَنْ فيـهِ يُفشـي"

الشاعر محمد تركي حجازي أبحر في جو من التجلي الشعري الأخاذ وحلق بالحضور بأسلوبه البهي الممتع وطاف بهم في بحر قصيدته، ومما قرأه من قصيدة بعنوان: "قصيدةٌ تتَشهّد":

نورٌ يفيــــــضُ، وآيــــــــــةٌ تتَـــــــــــــجَــدَّد / ورؤىً بأجـفانِ الحقيقةِ تولدُو خشـــــــــــــــــوعُ أنفاسٍ، ولذَّةُ ســـكرَةٍ / تَسري بأشـواقِ المريدِ وتَصعدُ / إن مرَّ ذِكركَ في الكلامِ أو انحنى / وَردُ الـكلامِ لنــــــــــــسـمةٍ تتشهدُ/يا أيّـــــها المحمودُ حســــــــبكَ رتبة / مـن بعد ذِكــرِ الله أنّـك تُحــــــمدُ / والأَنبياء عـلى سموّ مقامــــــــــهم / وَضعوا الإمامةَ في يمينكَ واقتدوا / ولأنّ حبَّك في القلوب حدائق  ٌ/ تنـمو على مرّ الزَّمـانِ وتخـــــــــــــــلدُ / ولأنّني في العشق نهرٌ ظاميءٌ / وهــواكَ  فوزٌ واتّباعُكَ  مَقــــــصدُ /فالوَجدُ بعضٌ من دَوافِقِ لهفتي / فأنـا  هيــــــــامٌ طافــــــــحٌ وتوجُّـــــــــــــــدُ / غَمرَ الوجــــود َبشــــــرقهِ وبغــــــربـهِ / نورٌ بوجـهــــكَ حينَ حـلَّ المولد / وأهتزَّ إيوانُ الضّلال فنــــــــــــــــــــاره  ُ /من خشيةِ النّــور المقدّس ِتخَمـــــد ُ/ والماءُ غاضَ وخرَّ تحت بساطهِ / ملـحاً يــــــــذوبُ وغيمةً تتبــــــــــــــدّدُ / وكأنّ هذا الكونَ قلبٌ عاشقٌ لُقياك َوُجهتهُ وبعثـــــــُكَ موعــــــــدُ".

هذا وقد قام فريق فضائية الشارقة بالتغطية التلفزيونية المصورة وبما يليق بهذه الأمسية المميزة التي أحياها فارسا الشعر المبدعين، وحضرها جمع من المهتمين وعشاق الشعر.