هشام الجباري: الدراما التاريخية تحتاج تخطيطا دقيقا وميزانية معقولة للتنفيذ

الرباط - تدور أحداث المسلسل القصير "مسك الليل" للمخرج المغربي هشام الجباري حول قصة "اليزيد"، وريث عائلة بمدينة سلا، الذي يقع في حب فتاة تدعى "غالية" ويتقدم لخطبتها، لكن عمه وعمته يقفان ضد هذه الزيجة في محاولة للحفاظ على سيطرتهما عليه، ويتطور الصراع عندما يخططان لطرد "غالية" وعائلتها من سلا.

المسلسل من سيناريو مريم الإدريسي، وبطولة كل من حنان الخضر، سعد موفق، المهدي فولان، أيوب أبو النصر، فاتي جمالي، وغيثة بنحيون.

ويُعرض حاليًا ضمن برمجة السباق الرمضاني للدراما المغربية 2025، وفي هذا السياق كان لموقع "ميدل إيست أونلاين" حوار مع المخرج المغربي حول كواليس هذا العمل، وفيما يلي نص الحوار:

ما التحديات التي تواجه الأعمال التاريخية مقارنة بغيرها من الأعمال الدرامية؟
أواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع الأعمال التاريخية المستوحاة من قصص حقيقية، وذلك لأنني مضطر إلى الالتزام بالتوثيق الدقيق وعدم تحريف الوقائع، إذ يشمل ذلك ضرورة ترجمة الأحداث الخيالية إلى صور واقعية تعكس بدقة المرحلة الزمنية. كما أن قلة الميزانيات المخصصة لهذه الأعمال تجعلها تُنفَّذ في حلقات معدودة، مثلما حدث مع مسلسل "مسك الليل".

لماذا يُعد العمل على المسلسلات التاريخية أمرًا معقدًا من وجهة نظرك؟
في رأيي، الأمر له شقّان: الأول هو ضرورة ملاءمة العمل للأحداث الواقعية عندما يتعلق الأمر بقصص حقيقية، وذلك لتوثيق الوقائع وعدم تحريفها. أما الشق الثاني، فهو عندما نعمل على قصة تاريخية تخيلية، إذ لا يكون التوثيق موجهًا للقصة نفسها، بل للمراحل الزمنية؛ على سبيل المثال، إذا كنا نروي قصة من القرن السابع عشر، يجب علينا أن نعكس تلك الفترة بكل دقة من خلال الديكورات، والأزياء، والإكسسوارات.

ما العائق الأكبر الذي يواجه الأعمال التاريخية المغربية؟
التمويل، فالميزانيات المخصصة للأعمال الدرامية في المغرب لا تُقارن بتلك المتوفرة في الأعمال العربية. فالعمل التاريخي يتطلب إمكانيات مادية ضخمة، سواء من حيث الموارد أو التحضير أو الزمن، وهو ما يجعل تنفيذ مثل هذه الأعمال أمرًا معقدًا للغاية.

لماذا تقتصر المسلسلات التاريخية المغربية على عدد محدود من الحلقات؟
السبب في ذلك هو الميزانيات المحدودة، فنضطر إلى إنتاج المسلسلات التاريخية في حدود أربع حلقات فقط، وتكون ميزانيتها مشابهة للأعمال الدرامية العادية. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا أمام المنتج، والمخرج، والسيناريست، إذ يتعين عليهم التوفيق بين القصة والميزانية المحدودة، مما يجعل من الصعب العمل على هذا النوع من المسلسلات كما نود.

حدثنا عن قصة مسلسل "مسك الليل"
مسلسل "مسك الليل" هو عمل تاريخي تراثي تخيلي، من إنتاج القناة الثانية، تأليف السيناريست مريم الإدريسي، وتنفيذ الإنتاج من قبل ياسر ويونس الحريشي. تدور أحداث المسلسل في القرن السابع عشر في مدينة سلا، خلال فترة ظهور القراصنة في المغرب، الذين كانوا يقطنون في سلا، وكانت المدينة تُحكم من قبل "أهل سلا". فالقصة تتمحور حول شخصية "مولاي حمان" وأبنائه، الذين يواجهون صراعًا كبيرًا في علاقاتهم بسبب الحب والمكائد.

من هم أبرز أبطال مسلسل "مسك الليل"؟
يشارك في العمل عدد من النجوم، إذ تجسد حنان الخضر دورين رئيسيين هما "غالية" و"مسك الليل"، إلى جانب سعد موفق، المهدي فولان، أيوب أبو النصر، فاتي جمالي، فريال اليازيدي، غيثة بنحيون، محمد المتوكل، محمد باجيو، فاطمة بوجو، ونجاة الواعر.

أين تم تصوير المسلسل؟
تم تصوير معظم مشاهد المسلسل في مدينة سلا، لكننا صورنا بعض المشاهد الأخرى في ديكورات بمدينة الرباط وتمارة. فمدينة سلا كانت المكان الرئيسي الذي دارت فيه أحداث المسلسل.

ما سبب تأجيل تصويره رغم برمجته قبل رمضان 2024؟
كان من المفترض أن نبدأ تصوير المسلسل قبل رمضان الماضي، لكننا قررنا تأجيله لأسباب تنظيمية، إذ كان بعض الممثلين والشركة المنتجة مرتبطين بأعمال أخرى في ذلك الوقت. كما كان لدينا رغبة في الحفاظ على طاقم العمل الأصلي، ففضلنا منح المشروع وقتًا إضافيًا للتحضير والتصوير، خاصة أن العمل يحتاج إلى وقت كبير في المونتاج والمؤثرات البصرية، حتى يظهر بأفضل مستوى في رمضان المقبل.

ما هي المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها حاليًا؟
أعمل حاليًا على عدة مشاريع مختلفة، بعيدة عن الأعمال التاريخية، وأحد هذه المشاريع هو مسلسل بعنوان "على غفلة" لصالح القناة الأولى، ولا نعلم هل سيُبرمج في رمضان 2025 أم لا. كما أنني مشغول أيضًا ببعض الأعمال السينمائية التي أعمل عليها في الوقت الحالي، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في مرحلة الكتابة.