دنيا بوطازوت: أنا أجتهد في مجال تخصصي ولكل مجتهد نصيب
الرباط - تشارك الممثلة المغربية دنيا بوطازوت في مجموعة من الأعمال الدرامية خلال السباق الرمضاني 2025، حيث تطل على الجمهور من خلال مسلسلات "الدم المشروك"، "يوم ملقاك"، "ولاد يزة"، و"أنا وياك". وفي هذا السياق، كان لموقع "ميدل إيست أونلاين" حوار مع الممثلة المغربية حول كواليس هذه الأعمال وتفاصيل مشاركاتها الرمضانية. وفيما يلي نص الحوار:
ما الذي جذبكِ لهذا الدور في "يوم ملقاك"؟
لأنه يتناول موضوعًا حساسًا يتعلق بالمرأة في سن الأربعين والضغوطات التي تتعرض لها، سواء من قريب أو بعيد. وهو موضوع في غاية الأهمية، خاصة أن كل عائلة تقريبًا تضم حالة من هذه الحالات، سواء كانت مطلقة أو أمًّا عازبة أو أرملة أو لم تتزوج نهائيًا. لهذا أحببت دوري في هذا المسلسل.
مسلسل "يوم ملقاك" يتناول أزمة ما بعد الأربعين للنساء. كيف ترين هذه القضية في المجتمع المغربي؟ وهل تعتقدين أن المسلسل سيغيّر من نظرة الناس لهذه الفئة العمرية؟
أتمنى أن يكون الجيل الجديد محترمًا وذو تربية حسنة، وألا يمارس التنمر على المرأة لمجرد أنها أصبحت مسنّة أو مطلقة، أو لأنها تزوجت بشاب أصغر أو أكبر منها. من الضروري احترام جميع النساء مهما كانت أوضاعهن وأعمارهن، فالدنيا تدور وما تفعله مع الآخرين سيعود إليك أو إلى أحد أفراد عائلتك.
لقد ذكرت أن دورك في "الدم المشروك" سيفاجئ الجمهور. هل يمكنكِ أن تكشفي لنا المزيد عن الشخصية التي تجسدينها في هذا المسلسل؟
شخصية "رُقية" معقدة جدًا، ولن يتعرف عليها الجمهور في البداية، فهي تحتاج إلى وقت، لأنها تجسد المرأة التي تعرضت للظلم ولم تأخذ حقها، وهذا جعلها تتحول إلى شخصية قاسية. في حين أن الأحداث القادمة ستبرز تفاصيل شخصيتها بشكل أوضح.
بجانب "الدم المشروك" و"يوم ملقاك"، لديكِ مشاريع أخرى في رمضان مثل "أنا وياك" و"ولاد يزة". كيف تديرين وقتكِ بين هذه الأعمال المختلفة؟
أولًا، أنا ممثلة ودرست في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي لكي أمارس هذه المهنة. وطالما تأتيني عروض سأعمل، لأن هذا هو عملي. والعديد من الأعمال الحالية صُوِّرت قبل رمضان بوقت طويل. لكن الخطأ يكمن في أن الجميع يريد المشاركة في السباق الرمضاني. فشركات الإنتاج هي التي تختار توقيت عرض الأعمال الدرامية أو السيتكومات، وهي أيضًا التي تختار الممثلين. ولا يوجد ممثل يفرض نفسه في كل الأعمال. ولهذا أقول للمجتمع المغربي إنني أتلقى عروضا عربية أيضًا، لكنني أحب العمل في المغرب وأجتهد في هذا المجال، ولكل مجتهد نصيب.
هل تعتقدين أن الفن المغربي بدأ يقترب أكثر من معالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية بطريقة أعمق، كما في مسلسل "يوم ملقاك"؟
الدراما المغربية تحاول أن تناقش هذه القضايا بطرق عقلانية وحداثية. والمسلسل يتناول المشاكل التي تواجهها المرأة بعد الأربعين. فمن الإنسانية أن نحاول فهم النساء في هذه المراحل ودعمهن، بدلًا من الانتقادات الفارغة.
في مسلسل "ولاد يزة" نراكِ تنتقلين بين السخرية والدراما. كيف تجدين التوازن بين تقديم المواضيع الجادة والجانب الكوميدي؟
أغلب الأعمال التي شاركت فيها هذا العام لم يتم تصويرها في نفس الوقت، بل استغرق كل عمل شهورًا طويلة قبل رمضان. لكن المشكلة أن البرمجة تجعلها تعرض بشكل متوازٍ، وهو ما يخلق الجدل حول تكرار الوجوه، بينما في الحقيقة، لكل نوع درامي أداء مختلف. فمثلاً، أدائي في "الدم المشروك" يختلف عن أدائي في "يوم ملقاك"، كما أن للكوميديا الترفيهية أداء خاصًا بها، كما هو الحال في دوري في "ولاد يزة".
كيف تختارين الأدوار التي تشاركين فيها؟ وهل هناك نوع معين من الشخصيات التي ترغبين في تقديمها في المستقبل؟
أختار أدواري بعناية وفق الأدوار التي أحببتها. وهذا العام اخترت أربعة أعمال، رغم أنني تلقيت عروضا أخرى. لكنني رشحت ممثلين آخرين لبعضها، لأن ليس كل الأدوار تناسب أسلوبي في التمثيل وهناك من يستحقها أكثر.
مسلسل "الدم المشروك" يتناول قصة ثلاث أخوات. كيف ترين علاقة الأخوة في المجتمع المغربي؟ وهل تعتقدين أن هذا المسلسل سيلقي الضوء على العلاقات الأسرية بشكل جديد؟
المسلسل يتناول العديد من القضايا وليس فقط العلاقات الأسرية، بل أيضًا الطمع والخيانة والظلم والغدر. وهناك العديد من العلاقات التي أصبحت غير إنسانية، وسيتعرف عليها الجمهور من خلال المشاهدة.
هل هناك تحديات خاصة تواجهها الممثلات في المغرب في مجال العمل الفني؟ وكيف تواجهين هذه التحديات؟
الممثلات في المغرب يواجهن العديد من التحديات والعراقيل، ومن بينها إثبات الذات. لكن يجب التحلي بالصبر والتركيز على تطوير الذات والتمسك بالهدف وحب المهنة والبحث المستمر حتى الوصول إلى النجاح. كما لا ينبغي الالتفات إلى الانتقادات الفارغة التي لا تستند إلى أسس فنية أو نقدية أو علمية. فالنقد له مدارسه المتعددة، وانتقاد الأعمال الفنية يحتاج إلى صبر ووعي. ولا يمكن الحكم على الأعمال الدرامية من الحلقة الأولى كما يفعل بعض من يَدَّعون النقد.
وُلدت الممثلة المغربية دنيا بوطازوت بمدينة الدار البيضاء، وتخرجت من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وبدأت مسيرتها الفنية على خشبة المسرح من خلال مسرحية "أحمر + أزرق = بنفسجي"، التي كانت أولى تجاربها بعد التخرج عام 2006. التحقت بفرقة تانسيفت سنة 2008، وشاركت في مسرحية "كيف طوير طار"، ثم قدّمت آخر أعمالها مع الفرقة بعنوان "ناكر الحساب".
وشاركت دنيا بوطازوت في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية مثل "شانيلي تي ڤي" سنة 2005، ثم توالت مشاركاتها في أعمال مثل "سعدي ببناتي" سنة 2009، و"عقبة ليك" سواء في الفيلم أو المسلسل في نفس العام وعام 2010. وقدمت أيضًا العديد من المسرحيات مثل "ناكر لحسان" و"كيف طوير طار"، كما شاركت في العديد من الأعمال الدرامية مثل "ياك حنا جيران" 2010، و"ديما جيران" 2011، و"كلنا جيران" 2012، بالإضافة إلى سيتكومات مثل "بيه فيه" و"دور بيها يا الشيباني" في 2012 و2013. تألقت أيضًا في مسلسلات مثل "ساعة في الجحيم" و"لكوبل" بأجزائه المتعددة، بالإضافة إلى مشاركتها في مسلسلات أخرى مثل "سلامة ريحانة" و"كنزة فالدوار" و"دار الغزلان". كانت لها إسهامات كبيرة في مجال الأفلام أيضًا، مثل "صفي تشرب" و"التقشيرة"، فضلاً عن مشاركتها في مسلسلات عديدة مثل "الخاوة" و"بنات العساس" و"لمكتوب"، كما شاركت في العديد من البرامج التليفزيونية، مثل "تغريدة"، "رشيد شو"، "مستر شاف النجوم"، و"لالة لعروسة"، مما عزز مكانتها في الساحة الإعلامية والفنية المغربية.